عاممقالات

شارع الخندق بحدائق القبة


كتب . ابو العلا خليل 

شارع الخندق بحدائق القبة … كانت المنطقة محل شارع الخندق ارض رملة لا بناء فيها ، وكان من يسافر من الفسطاط العاصمة الأسلامية الوليدة الى بلاد الشام ينزل بطرف هذه الرملة . 

وبعد ان فتح العرب مصر نزل كثير منهم بريف مصر واتخذوا الزرع معاشا ، وكان من الذين جاءوا الى مصر الصحابى الجليل مسروح بن سندر الخصى عام 22هـ بكتاب من الخليفة عمر بن الخطاب رضى الله عنه الى واليه على مصر عمرو بن العاص فأقطعه ارضا مساحتها الف فدان – محل شارع الخندق الحالى وتمتد شمالا حتى شارع ابن سندر بكوبرى القبة وحلمية الزيتون –

. كان ابن سندر عبدا لأحد اعيان العرب فى صدر الأسم اسمه زنباع بن روح الجذامى ، ظبطه مولاه زنباع يقبل جارية له فجبه وجدع انفه واذنيه فأتى ابن سندر رسول الله صلى الله عليه وسلم وشكا له، فأرسل رسول الله صلى الله عليه وسلم الى زنباع يقول : لاتحملوهم من العمل ما لايطيقون واطعموهم مما تأكلون والبسوهم مما تلبسون فاءن رضيتم فأمسكوا وان كرهتم فبيعوا ولا تعذبوا خلق الله ومن مثل به او احرق بالنار فهو حر وهو مولى الله ورسوله .

 فأعتق زنباع ابن سندر وصار حرا . يذكر المقريزى فى الخطط ( فأتى ابن سندر رسول الله صلى الله عليه وسلم وقال له : اوصى بى يا رسول الله ، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : اوصى بك كل مسلم . فلما توفى رسول الله اتى ابن سندر ابا بكر رضى الله عنه وقال له : احفظ فى وصية رسول الله صلى الله عليه وسلم . فعاله ابوبكر وأكرمه وتولى امره . فلما توفى ابوبكر اتى ابن سندر لخليفته عمر ابن الخطاب رضى الله عنه وقال له : احفظ فى وصية رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فقال عمر : نعم ان رضيت ان تقيم عندى اجريت عليك ما كان يجرى عليك ابوبكر رضى الله عنه والا فانظر اى موضع اكتب لك ، فقال ابن سندر : مصر لأنها ارض ريف ).

ويستكمل المقريزى فى خططه ( فكتب عمر ابن الخطاب الى واليه على مصر عمرو بن العاص يقول : احفظ فيه وصية رسول الله صلى الله عليه وسلم . فلما قدم ابن سندر الى عمرو رضى الله عنه أقطع له ارضا واسعة ودارا – محل شارع الخندق الحالى – فجعل ابن سندر يعيش فيها ).

 يقول الليث بن سعد ( ولم يبلغنا ان عمر ابن الخطاب اقطع احدا من الناس شيئا من ارض مصر الا ابن سندر ). ولما مات ابن سندر – والحديث لمحمد رمزى فى القاموس الجغرافى – ورثه اولاد زنباع بن روح الجذامى فباعوا الأرض الى ابى ريان اصبغ بن عبدالعزيز بن مروان فأنشأ بها قرية على الخليج المصرى عرفت بأسم ” قرية منية الأصبغ ” .


 كان الأصبغ الساعد الأيمن لأبيه عبدالعزيز بن مروان والى مصر من قبل الخليفة الأموى مروان بن الحكم . وكان السبب فى شراء الأصبغ لهذه الأرض من ورثة ابن سندر انه خطب السيدة سكينة بنت الحسين بن على بن ابى طالب رضوان الله عليهم – صاحبة الضريح بشارع الأشرف بحى الخليفة والمتوفاه عام 117هـ –


 فكتبت السيدة سكينة تقول ” ان مصر ارض وخمة ” فاشترى الأصبغ الأرض من ورثة ابن سندر لسكنى السيدة سكينة فعرفت من يومئذ ” بمنية الأصبغ “.وبينما السيدة سكينة فى طريقها الى مصر عام 86هـ اذ بلغها شناعة ابن الأصبغ وفجوره فأقسمت الا تكون زوجة له ابدا وقالت : والله لا كان لى بعلا . فلما وصلت الى ابواب مصر مات الأصبغ فى تلك الليلة دون الدخول بها وعد ذلك من كرامات السيدة سكينة رضى الله عنها .


 ظلت المنطقة تعرف بقرية منية الأصبغ حتى عام 358هـ حين صارت مصر تحت حكم الخلفاء الفاطميين وكانت مهددة بغزو القرامطة من الشام . يذكر محمد رمزى فى القاموس الجغرافى ( وبعد ان اختط القائد الفاطيمى جوهر الصقلى القاهرة عام 358هـ امر المغاربة ان يحفروا خندقا من الجبل الى الأبليز – اى الى النيل – شمال القاهرة فى طريق القادم من الشام عرضه عشرة اذرع فى عمق مثلها فبدئ فى حفره فى يوم السبت حادى عشر شعبان سنة 360هـ وفرغ من الحفر فى ايام يسيرة ثم حفر خندقا اخر قدامه وعمقه ونصب عليه باب يدخل منه ويقصد بذلك ان يقاتل القرامطة من وراء هذا الخندق فقيل من حينئذ الخندق وخندق العبيد والحفرة ،


 ولمصادفة مرور الخندق الخارجى المحفور من الجبل الأحمر الى النيل بجوار منية الأصبغ من جهتها البحرية اشتهرت هذه القرية منذ ذلك الوقت بأسم الخندق واهمل اسم منية الأصبغ .ومكان هذه القرية الآن المنطقة الواقعة حول دير الملاك البحرى وما جاورها من منطقة حدائق القبة ). يذكر المقريزى فى الخطط ( وادركت الخندق – زمن المقريزى القرن التاسع الهجرى – قرية لطيفة يبرز الناس من القاهرة اليها ليتنزهوا بها فى ايام النيل والربيع ويسكنها طائفة كبيرة وفيها بساتين عامرة بالنخيل والثمار وبها سوق وجامع تقام به الجمعة ).


 وقد تم تغيير اسم “شارع الخندق ” الى “شارع المخرج سعد نديم ” والمخرج سعد نديم الرائد الأشهر لأفلام السيما التسجيلية فى مصر ذادت افلامه على ثمانون فيلما ومنها الخيول العربيه – حكاية من النوبة – فليشهد العالم – راغب عياد . ومن افلامه للتليفزيون فى بداية ارساله عام 1960 : اسوان – متحف السكة الحديد – مدينة كوم امبو .ويعد فيلمه الشهير ” معبد فيله ” توثيق لنفل المعبد من مكانه بعد ان اغرقته مياه السد العالى .رحل عن دنيانا عام 1980 عن ستون عاما وكان مسكنه ” بشارع الخندق “.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock