كتب . د. ياسر منجى
َ”نابليون” يقتحم الأزهر على صهوة حصانه، لوحة من أعمال المصور الفرنسي “هنري ليوبولد ليفي” (1840 – 1904) – تصوير زيتي على قماش – رسمها عام 1890، مستلهماً حَدَثاً تاريخياً وقع قبل حوالي 92 عاماً من إنجاز هذا العمل الفني؛ وهو حَدَث اقتحام جنود الحملة الفرنسية للجامع الأزهر، عقاباً للشعب المصري على اندلاع ثورة القاهرة الأولى، التي اشتعلت شرارتها ضد الفرنسيين في 20 أكتوبر عام 1798.
وقد وصف المؤرخ الشهير “عبد الرحمن الجبرتي” (1756 – 1825) هذه الواقعة التي عاصر أحداثها بنفسِه؛ إذ سَجَّل بعض تفاصيلها في كتابِه “مَظهَر التقديس بذهاب دولة الفرنسيس” بقولِه: “ثم دخلوا إلى الجامع الأزهر،
وهم راكبون الخيول، وبينهم المُشاة كالوُعول، وتفرّقوا بصحنِه ومَقصورَتِه، وربطوا خيولهم بقِبلَتِه، وعاثوا بالأرْوِقة والحارات، وكسروا القناديل والسَهَّارات، وهشَّموا خزائن الطلبة والمجاورين والكتبة،
ونهبوا ما وجدوه من المتاع والأواني والقِصاع، والودائع والمُخَبَّات بالدواليب والخزانات، ورشقوا الكتب والمصاحف، وعلى الأرض طرحوها، وبأرجلهم ونعالهم داسوها… وشربوا الشراب وكسروا أوانيه، وألقوها بصحنِه ونواحيه، وكل مَن صادفوه به عَرُّوه، ومن ثيابِه أخرجوه”.
واللوحة محفوظة حالياً بمتحف حضارات أوربا والبحر المتوسط Le musée des civilisations de l’Europe et de la Méditerranée (MuCEM)، بمدينة “مارسيليا”.