كتب . د.حامد محمدحامد
عارف ايه المشكلة ؟ إنك قدام جامع الرفاعي ممكن يخطر على بالك حكايات كثير مثل خوشيار و الملك فاروق و الخديوي إسماعيل و الصلبان اللي على الجامع و شاه ايران و حكايات أشكال و ألوان ,بس الغريب إن من ضمن الحكايات دي كلها مش هييجي على بالك أبداً حكاية الرفاعي ذات نفسه ! الرفاعية بيحكوا الحكاية كده :
الأمر الإلهي جه لأحمد الرفاعي الكبير إنه يزور قبر النبي عليه الصلاة و السلام ، الجلالة أخدت الرفاعي قدام القبر الشريف ، فراح قايل البيتين دول :
في حالة البعد روحي كنت أرسلها
تقبل الأرض عني و هي نائبتي
وهذه دولة الأشباح قد حضرت
فامدد يمينك كي تحظى بها شفتي
تقبل الأرض عني و هي نائبتي
وهذه دولة الأشباح قد حضرت
فامدد يمينك كي تحظى بها شفتي
فراح النبي مطلع ايده من القبر عشان أحمد الرفاعي يبوسها ! الحكاية الخزعبلية دي بتأسس لأسطورة أحمد الرفاعي ، و لطريقته الصوفية و لأفراد أسرته اللي نشروا طريقته من بعده و حفيده مثلاً أحمد عز الدين الصياد هى شخصية منعرفش كتيرعنها غير الروايات اللي بيحكيها الرفاعية نفسهم ,
إنه ارتحل من العراق للحجاز لمصر ، و في مصر اتجوز و ساب مراته حامل و كمل رحلته و راح اليمن و بعدين استقر في الشام . وزوجه أحمد عز الدين الصياد خلفت ولد و سمته علي ، و ماتت بعدها و علي لمّا كبر بدأ يسأل عن أبوه ، هنا جدته افتكرت حاجة . إن جوز بنتها قبل ما يمشي سابلها عقد ، و قالها لما ابني يكبر و يسأل عليا خليه يربط العقد على ذراعه و يبص من الشباك ده و هو هيشوفني !
علي نفذ الكلام بالظبط ، ربط العقد على ذراعه ، وراح للشباك اللي أبوه قال عليه .وبص من الشباك ، شاف أبوه نط من الشباك فلقى نفسه واقف مع أبوه في حلب !
أحمد عز الدين الصياد قاله لابنه علي إن مهمته اللي ربنا اخترهاله هي إنه ينشر الطريقة الرفاعية في مصر و قد كان ! المهم إن الشباك المدهش اللي بيوصل بين مصر و الشام ، بقى أشهر و أهم كرامة لعلي بن عز الدين الصياد و اللي اتسمى من ساعتها علي أبو شباك !
خوشيار هانم كان ممكن جداً تسوي زاوية علي أبو شباك الرفاعي بالأرض ، و يبقى مصيره زي مصير أوليا ء ملهمش عدد كانوا مشاهير و ليهم موالد و مريدين و كرامات ، و مع الزمن اتنسوا و اتنست حكاياتهم و معجزاتهم و كان ممكن تسمي الجامع الجديد باسمها ، أو باسم ابنها الخديوي إسماعيل ..
بس الغريب إنها جددت زاوية علي أبو شباك ، و قررت تتدفن هية و سلسالها في رحابه ، و على أمل إن ربنا يرحمهم ببركته !
التاريخ مش بيتحسب بالقلم و المسطرة , لازم يبقى على بالك باستمرار إن التاريخ متضفر بالحكايات و الأساطير و إن الحواديت اللي تبان تافهة و خيالية ، وارد جداً تكون هية اللي بتحرك التاريخ و إنك لو اتعاملت مع التاريخ بالشوكة و السكينة ، ساعتها مش هتلاقي غير مسخ ملوش طعم و لا ريحة زيه زي كتاب التاريخ بتاع المدرسة بالظبط !