بقلم: عادل إدريس
داري علي فرختك تبيض
كنت بزيارة لصديق لي يقطن إحدى المناطق الشعبية الجميلة بناسها وهو من عادته بعد أن خرج علي المعاش من عمله أن يستيقظ ويجلس في الشرفة التي تطل علي الحارة ليرقب المارة وليتعرف علي أخبار الحارة أولا بأول ويتناول وجباته بها ولا يبارحها إلا لقضاء الحاجة .. جلست معه نتبادل الحديث عن أيام زمان عندما كنا نزامل بعض في المدرسة الإعدادية حتى الثانوية وافترقنا بعد ذلك ولكن لازال الوصال بيننا قائم .
وفجأة دوت زغرودة هزت أركان الحارة فقلت له…
– واضح أن في واحده اتخطبت ؟
– لا أظن .. كنت عرفت من أول ما العريس يخش الحارة .. الزغرودة دي مش عادية؟.
– يمكن حد نجح ؟.
– كان زمان .. دلوقت كل العيال اللي في الحارة فاشلين ومافيش حد فيهم بيكمل دراسته بعد الابتدائية .
– عموما كويس ان في حد فرحان وخلاص .
– لا لا .. دى حاجة تقلق .. الزغرودة دي وراها حاجة لازم تتعرف وها أجيب لك الخبر اليقين حالا قبل أن تشفط آخر شفطة في فنجان القهوة.
نادي علي إحدى السيدات كانت تمر بالحارة…
– سالخير يا أم عليش .
– سنور يا أخويا.
– سمعت زغرودة جاية من آخر الحارة .. خير .. طمنينى.
– دي أم عنوس جوزها وعقبال عندنا يا رب دخل عليها شايل جوز فراخ.
نظر إلي مبتسما …
– مش قلتلك الزغرودة دي غريبة ع الحارة .
– عموما ..الحمد لله أن في ناس بتفرح في الزمن ده.
– ربنا يستر علي الولية أم عنوس وما تاخدش عين .
أكملنا سهرتنا وعدت .
اليوم وجدته يتصل بي …
– صباح الفل.
– صياح الياسمين .. مش عادتك انك تتصل بي صباحا كده .. خير؟.
– انا بس عاوز اقول لك .. ان الولية أم عنوس ما لحقتش تتهني بفرحتها.
– ليه .. الفراخ طارت من الحلة ولا اتسرقت؟.
– تتسرق مين يا عم الحاج دا كان يحصل فيها مذبحة ولا مذبحة المماليك.
– جوزها طلقها .
– الله الله .. ليه ؟.
– كان اتفق معاها تعمل فرخه مع حلة ملوخية وحلة شوربة وتشيل التانية لحين صدور تعليمات أخري .. طبعا لما أمها عرفت أن بنتها عندها جوز فراخ عزمت نفسها و جابت كل أخوت أم عنوس الثمانية وطبعا عملت الفرختين .
– يخرب بيته .. هو بخيل أوى كده ؟.
– لا بالعكس مش بخيل ولا حاجة .
– أومال ليه الحمار ده يعمل كده؟.
– أصل كل اللى طاله من جوز الفراخ ” القوانص ” .