شعر وحكاياتعام
حياة ليس فيها أمي لم يعد فيها أي عيد
خاطرة
بشار الحريري ..
يقولون اليوم عيد !
سألتهم عن أي عيد
تتحدثون ؟
أجابوني : ويحك إنه عيد الأم !
أيعقل أنك لا تعلم ؟!
فجاوبتهم : بل ويحكم أنتم ! يا من تقيدتم ..
بقرارات عن دينكم أخرجتكم ..
و نسيتم بل تناسيتم أن كل الأيام هي للأم عيد ..
و ليس هو يوم بالسنة كما يقولون بالتحديد !
فهي الحنان من ثدييها تسقينا
و أيامها على راحتنا صبرا تقضيها
و على مرضنا تسهر حتى الله يشفينا
و على دراستنا و سلامتنا صلاة إلى الله تقضيها ..
و لسانها بذكر الله يلهث و به تدعي لنا ..
و جل وقتها في المطبخ طعاما تعده حتى تغذينا ..
لنفسها نست و عقوقنا تحملت و بالدعاء إلى الله أن يهدينا ..
ومن رزقه أن يعطينا ..
و من سقمنا أن يشفينا ..
وشر بني آدم يكفينا ..
و جنات النعيم يعطينا ..
ألا تستحق منا أن نهبها حياتنا و هي من حياتها لنا وهبت ..
و لم تشعرنا في أي لحظة في تعاملنا معها أنها منا غضبت ..
و تقولون أنه يوم بالسنة فقط لها عيد ..
غريب أمركم عجيب ..
إني مما تقولون و مما حددتموه براء
فهو ليس يوم للأم عيد ..
بل هو عن بر الأم يحيد ..
فأمي كل أيامها عيد ..
و عن برها، لا لن أحيد ..
فكل الأوقات، و اللحظات لها عيد ..
و ليس مجرد يوم بالسنة على وجه التحديد
و بعد رحيلك يا أمي لم يعد هناك أية أعياد ..
فحياة ليس فيها امي لم يعد فيها أي عيد ..
و لا حتى فيها اي يوم سعيد