تحريم المناسبات والأعياد الدينية منهج يتبعه شيوخ السلفيين من وقت لآخر ، تسبق المناسبة التحريم السلفي لها ، حيث قال الداعية السلفي ، محمود لطفي عامر :- “إن إحتفال المصريين وعلى رأسهم الطرق الصوفية بذكرى الإسراء والمعراج مخالفة للشرع الإسلامي” زاعماً أنها مضيعة للأوقات والأموال وتسفيه للعقول ، ولهذا فهي حرام شرعاً ، ليس فقط هذا رأي شيوخ السلفية في الإحتفال بالإسراء والمعراج لكن في جميع المناسبات ، هل الإعتزاز بمناسبة مثل الإسراء والمعراج تسفيه للعقول .
الداعية الفاضل لم يكتفي بذلك بل قال في تصريحات صحفية أمس :- “إن كثرة الإحتفالات الدينية والأعياد في مصر تدل على خواء نفسي وإقتصادي وإجتماعي وثقافي كما أنها تدل على فراغ ديني لهذا يلجأ الناس إلى هذه الأعياد التي لا أصل لها في الدين ليشبعوا الفراغ النفسي والديني لديهم بمثل هذه المهاترات” .
هل أتينا إلى مصر حديثاً أم أتاها الداعية عامر متأخراً !!، فمنذ طفولة المصريين وهم يحتفلون بجميع المناسبات الدينية والوطنية الأمر ليس بجديد ، وما هو الخواء النفسي هل المقصود منه الفراغ هل أصبح جميع المصريين عاطلين ولا يفعلوا غير الإحتفال بمناسبة وبدون ، والخواء الديني حكم الداعية عامر أن من يحتفل بالمناسبات لا يعلم عن دينه شيء ، وأجتمعت وإنحصرت المعرفة الدينية على أبواب السلفية فقط ، وهذا ليس رائ الداعية السلفي محمود لطفي عامر لكنه رائ جميع شيوخ السلفية الذين لا يرون الدين إلا في أنفسهم وهم المسؤلين عن إصلاح الفساد الديني عند من هم ليسوا سلفيين ، وسؤالي للداعية عامر كيف للخواء الإقتصادي أن يجعل المصريين يحتفلون بأي من المناسبات؟ من المفترض أن يحدث العكس وتنفض الناس عن الإحتفالات لضيق ذات اليد .
ما علاقة وضع الإقتصاد وسط الحديث عن الإحتفال ، وأتهم المحتفلين بذكري الإسراء والمعراج بالخواء الثقافي والإجتماعي والديني وإلى أخر ما صرح به ، ولم يترك حسنة واحدة يتمتع بها المصريين ، ألم يحن الوقت ليوضع كل من يطلق فتوى أو تصريح تحت المسائلة القانونية ، وخاصة إذا كانت إحداهما تسيء لفئة عريضة من الشعب الذين يحتفلون ويطلق عليهم أنهم يمارسوا مهاترات وتسفيه عقول وانهم عديمي المعرفة بالدين اليست مثل هذه التصريحات تؤدي إلي التطرف وتستغل في أعمال إرهاب ضد المجتمع ، لقد طالب الرئيس عبد الفتاح السيسي بضرورة التشديد علي تجديد الخطاب الديني ،بعدما أصبح التطرف والإرهاب خطراً علي الوطن .