بقلم: رانية المهدي
( ماما عايزة أشتغل رقاصة )
بهذه الجملة الصادمه بدأت فتاة صغيرة لا يتعدي عمرها الثماني سنوات الحديث مع أمها
هذه الأم التي أصابها بعض الذهول والصدمة وعدم الفهم وأخذت تسأل نفسها بلا رحمة….
من أين جائت إبنتي بهذا الكلام؟!!
ومن أعطاها معلومات عن هذا الموضوع ؟!
ولماذا تريد أن تصبح راقصه ؟!
إزاي عرفت الحاجات دي ؟!
ده حتي إحنا مبنفتحش تليفزيون خالص
…………………………………………………..
وقد تكون هذه الاسئلة منطقيه بشرط
إذا كنا في عالم مغلق
حدوده غرفه هذه الطفلة
لكن
الأم لم تدرك أنها أمام عالم مفتوح أكبر من حدود غرفه إبنتها بكثير
وكان رد فعل الأم طبعا لإبنتها الصغيرة
الضرب علي الوجه وجملة ( متقليش كده يا قليله الادب ) وفقط
وبذلك
ظنت إنها حلت المشكله
ولكن الحقيقة
إنها جعلتها مجموعه من المشكلات التي من الممكن أن تندم عليها في المستقبل
………………………………………………….
ولذلك أقول
أولا :
عدم إعتماد الضرب نهائيا كوسيلة لحل أي مشكله تخص الصغار
ثانيا :
عندما يطرح الأطفال سؤال أو رأي لابد من الإستماع لهم بإهتمام شديد والإجابة عليهم بشكل يتناسب مع أعمارهم الصغيرة إجابة صحيحة ودقيقه… طبعا إذا كنا نعرفها و نعرف الطريقة المناسبة لطرح هذه الإجابة
ثالثا :
إذا كنا لا نعلم الإجابة أو الطريقه الصحيحه لقولها ..نوضح للطفل إننا لا نعرف حاليا ولكننا سنبحث ونخبره…فذلك يعزز لديه فكرة وجود أشياء لا يعلمها الكبار أيضا… فلا يشعر بنقص عندما تثار حوله موضوعات لا يعلم عنها شئ …وأيضا يؤكد له إننا نهتم بما يهتم وإننا سنبحث من أجلة عن الإجابة …
أو
ندعوه للبحث معنا علي الإجابة إذا كان الموضوع مناسب طبعا …وهنا تكون مناسبه جيده لنعلم أطفالنا طرق البحث للحصول علي معلومات معينه سواء عن طريق الإنترنت أو الكتب أو أي مصدر أخر
………………………………………………………
والخطوات السابقة أساس للإجابة علي أي سؤال يطرحه الطفل مهما كان هذا السؤال …
فمن حق الطفل أن يعلم ويتعلم
ومن حقه أيضا
أن نكون كاباء وأمهات مصدر هذه المعلومات لإِننا المصدر الاول والأمن لهذا الطفل …
………………………………………………
أما بالنسبة لموضوعنا وهو….
أمنية طفلة صغيرة أن تعمل راقصة
فلابد أن نسأل أنفسنا أولا
هل هي تعني فعلا ما تقول ؟
الاجابه الحتميه اكيد هي
( لا )
لإنها في هذا السن تستكشف الحياة وتستجمع معلوماتها التي ستبني عليها مستقبلها القادم
ولذلك لابد أن نستمع إليها بكل الحب وبدون الحكم عليها ….
أو النية لعقابها باي شكل من الاشكال …
ونعرف كل أسبابها لطرح هذه الفكره ونعلم مصادر معلوماتها
وسوف نتفأجئ …
فربما
كنت في فرح من أفراح العائلة وشاهدت فتاة ناضجه جميلة ترقص وشاهدت أيضا ثناء الجميع عليها
فاصبح لديها يقين أن الرقص علامه من علامات النضوج …ووسيله لحب الناس
وربما
سمعت من صديقتها المقربه عن أخبار الراقصات وكان كله حديث فتيات في مقتبل العمر …
وربما وربما وربما ….
المهم
إنها سمعت أو علمت من أي مصدر …فكلمات بسيطة لا ننتبه لها من الممكن أن تكون مصدر من مصادر تكوين شخصيه الأطفال من حولنا بشكل غير مباشر
وهنا لابد أن
نصحح مفاهيم هذه الطفله أن كانت خاطئه
وأن نوجهها الي الطريق الصحيح بكل الحب
وان نعطي لها الأمان الكامل والثقة التامة لنصبح نحن ونحن فقط أهم مصادر معلوماتها في أي موضوع
وأن نضع قاعدة هامة في عقل هذه الصغيرة
الا وهي
( ليس كل ما يلمع ثمين )
فربما نجد أشياء لامعة ومسلط عليها الضوء ولكنها تتنافي مع ديننا أو أخلاقنا أوعادتنا …ونعلمها أيضا بحسنات وسيئات هذه الفكرة ونتركها تفكروتختار وتقرر وتقول بنفسها …
( فعلا أنا كنت غلطانة )
فعندما نصل بها لقول هذه الجملة ستكون هي علي الطريق الصحيح للتفكير
ليس في هذه الموضوع و فقط ولكن في حياتها القادمة بشكل عام …
لإننا علمناها
منهج التفكير العقلي الصحيح …من البحث والتدبر والمقارنه واتخاذ القرار
المهم الانتركها ولكن
نوجه طاقتها لشئ مفيد وصحي …فمن الممكن أن نوجهها لرقص الباليه ..لتتعلم هذا الفن الراقي
وأيضا نستفيد من رفع لياقتها البدنيه
أو توجيه طاقتها للعب رياضه معينه
أو ممارسه أي نوع أخر من الانشطة التي تستفيد منها عقليا وبدنيا
ولنعلم يقينا
أن الطفولة جميلة بريئة وأحلامها دائما وردية ..ونعود قليلا بالزمن الي أيام طفولتنا نحن ونتذكر ماذا كنا نتمني فمن الممكن أننا كنا نتمني ان نعمل راقصات أيضا
ولكن اليوم أين نحن ؟
سنجده سؤال يدعوا للتفائل
وبذلك نربي إبنتنا بشكل صحيح وصحي
وأيضا
نعدها لتكون ( أم ) تربي بدورها أجيال جديدة صحيحة نفسيا ومتصالحه مع نفسها
ونحمي المجتمع من عقول لا تفكر ولا تستطيع أن تفرق بين ما هو صالح وما هو مضر
حفظ الله أبنائنا جميعا وحماهم من كل شر