جواد ناصر الدين
يومُ جمعةٍ دامي، وصلاةُ جمعةٍ لم تتم، وخطيبٌ تعثرت كلماته وانعقد لسانه، وصورةٌ حيةٌ مباشرةٌ نقلها القتلة وعممها الفيسبوك، مصلون يقتلون، وجرحى يُجهز عليهم، وأطفالٌ يلاحقهم الرصاص، ورؤوسٌ تفجر، وارهابيون يدركهم القتل.
أرواحٌ بريئة أزهقت، ودماءٌ كثيرةٌ سفكت، ورعبٌ جديدٌ يعم الأرض وخوفٌ يسكن الإنسان، وإرهابٌ جديدٌ وتطرفٌ عنيفٌ يسطر صفحاتٍ سوداء، ويكتب بدم الآمنين سفر مجزرةٍ جديدةٍ يصعب نسايانها، ولا يمكن تفسيرها وتوضيح أسبابها.
رحم الله من لقي ربه اليوم شهيداً في جريمة المسجدين بنيوزلاندا، وكتب الشفاء والسلامة للجرحى، وأعاد الأمن والطمأنينة إلى الناس جميعاً، فالأمن نعمةٌ ومنَّةٌ من الله سبحانه وتعالى، وهو حقٌ للإنسان عامةً، فلا يجوز نزعه وحرمان البشر منه.
لا للإرهاب أياً كان فاعله ومرتكبه، قتل انسان جريمة، وترويعه انتهاك خطيرٌ لا يجوز الصمت عليه أو السكوت عنه.
نعم للتعايش الإنساني بكل فئاته وأطيافه، ونعم للسلم المدني بين البشر جميعاً، ولا للتطرف والعنف، ولا للعنصرية والكراهية.