كتب / خطاب معوض خطاب
الوزير الأسطورة …
اللواء أحمد رشدى …
وزير داخلية الشعب …
مكتشف رأفت الهجان …
آخر الرجال المحترمين …
الشريف الذى غرد خارج السرب …
اللواء أحمد رشدى وزير الداخلية الأسبق ، أسطورة وزراء مصر ، ربما لا يعرفه البعض أو سمع به فقط ، إنه وزير الداخلية الذى أحبه الشعب المصرى بجميع طوائفه ، أول و آخر وزير أحبه و احترمه الشعب المصرى لأن الشعب رأى فيه رجلا حقيقيا صاحب مبادئ راسخة ، كان يتبع الإجراءات القانونية دائما فى عمله رافضا مبدأ قانون الطوارئ .
أثناء عمله كضابط بالأسكندرية حقق مع المتهم رفعت على سليمان الجمال الشهير برأفت الهجان و دل عليه صديقه ضابط المخابرات عبدالمحسن فائق الشهير بمحسن ممتاز الذى صنع منه أسطورة الجاسوسية المصرية بإسرائيل .
اللواء أحمد رشدى وزير الداخلية بدأ الإصلاح بنفسه ، حدث أنه فى يوم صدور القرار بإختياره وزيرا للداخلية كان يوم تخرج ابنه الضابط فى كلية الشرطة ، طلب زملاء ابنه منه التوسط لدى أبيه لصرف مكافأة كانت معتادة لهم ، طلبها الإبن من أبيه بحسن نية فقال له أبوه الوزير : ماشى !!!
و فى اليوم التالى كتب وزير الداخلية أحمد رشدى طلب إستقالة إبنه من الشرطة بيده و وقع عليها بالقبول و برر موقفه لإبنه بأنه لا يريد أن يقال عنه إنه يحابى ابنه فى يوم من الأيام .
بعد توليه الوزارة خاض اللواء أحمد رشدى ثلاثة حروب ضد الفساد ، الإنضباط ، المخدرات . بالنسبة للمخدرات فقد قضى على أسطورة حى الباطنية الشهير ، و بالنسبة للإنضباط فقد أمر بنزول قيادات الداخلية للشارع فشعر المواطن بالأمان و الراحة ، حتى صوت الكلاكس لم يكن يسمعه أحد خوفا من العقاب ، كان الضباط وقتها يستوقفون المار فى الطريق و الجالس على المقهى و إذا علموا أنه موظف و ترك عمله يتم إصطحابه للقسم و الإتصال بجهة عمله لترسل مندوبا يستلمه رسميا فتم القضاء على ظاهرة التزويغ من العمل .
و بالنسبة لحربه ضد الفساد فقد دخل عش الدبابير و حارب كبار المفسدين و يكفيه كشفه عن قضية الفساد الكبرى التى كان متهما فيها عبدالخالق المحجوب وكيل وزارة الإقتصاد و شقيق رئيس مجلس الشعب وقتها د.رفعت المحجوب و القبض عليه و تقديمه للمحاكمة .
اللواء أحمد رشدى وزير الداخلية كان يتخفى و يلبس جلابية و يذهب للأقسام فجرا و يدعى أنه رجل عجوز تم الإعتداء عليه و سرقته و يريد أن يحرر محضرا ، كان الوزير يختبر ضباطه فى كيفية تعاملهم مع المواطنين و يكافئ المجتهد فى عمله و يعاقب المقصر فى عمله كذلك .
الوزير أحمد رشدى بقدر حب الشعب له و شعبيته التى تحصل عليها لإخلاصه و تفانيه من أجل خدمة المواطنين خلال زمن قياسى حيث أنه لم يمض فى الوزارة إلا 19 شهرا فقط و تحالفت عليه قوى الشر و دبرت له المكيدة ليخرج من الوزارة بسبب أحداث الأمن المركزى و ما صاحبها سنة 1986م ، خرج أحمد رشدى من الوزارة حاصدا حب الشعب المصرى و دموع البسطاء الذين لم يحزنوا على وزير ترك الوزارة مثلما حزنوا لخروج اللواء المحترم أحمد رشدى رحمه الله من وزارة الداخلية .
المصادر :
جريدة المصرى اليوم العدد 1689 .
جريدة الوفد 20 مايو 2011م .
جريدة الأهرام العدد 47261 .