رانيا نور
لماذا تم اختيار هذا الكتاب تحديدا لتحويله الى مسلسل إذاعى ؟
لأنه حقق نجاح كبير جدا منذ أول يوم لصدوره والحقيقة أننى فوجئت أن معظم الأباء والأمهات الأن خاصة الشباب الذى لم يتجاوزوا الثلاثين أصبح لديهم وعى كبير فى التعامل مع اطفالهم بطريقة علمية حتى يستطيعوا أن يطمئنوا أنهم يمكن أن يواجهوا المجتمع بكل ما به من سلبيات وإيجابيات بشخصية سوية ونفسية مستقرة ولكن نظرا لأن ليس كل الأمهات والأباء يهتمون بالقراءة أو البحث عن أفضل الطرق التى يمكن أن يتعاملوا بها مع أطفالهم قررنا أن نذهب نحن إليهم من خلال مسلسل إذاعى فى 30 حلقة نبتكر فيه شخصية جديدة مصرية أصيلة إسمها “عمو حنتيته” وهى عبارة عن رجل كبير فى السن لديه خبرات متراكمة من أيام أجداده يتوارثها من خلال خاتم سحرى يحتوى على كل التاريخ الإجتماعى للشخصية المصرية من خلال مجموعة من القصص والحكايات تدور حول كيفية بناء تلك الشخصية وأهم العناصر الإيجابية فيها وما هى الأسباب التى جعلتها تكتسب كل تلك السلبيات والامبالاة على مدار الزمن وكيفية التخلص منها والعودة الى طبيعتها الأولى التى إستطاع المصرى القديم أن يبنى بها هذا الوطن والتاريخ العظيم وطبعا من خلال الحلقات يستطيع المستمع أن يستوعب الأمر جيدا لأنه سيقدم له بمنتهى البساطة ويعيد تطبيقه فى حياته .
أنت عادة ما تهتم بالشباب فى كتاباتك أو البرامج التى تقدمها على التليفزيون .. فما الذى دفعك إذن للإهتمام بالأطفال أيضا ؟
لإنهم الأمل فى مستقبل أفضل فنحن لو إستطعنا أن نتعامل مع أولادنا بطريقة سليمة وتعلمنا أن نستمع إليهم الى النهاية ولانسفه من كلامهم أو نأخذه على إنه ” كلام عيال” ونحاول أن نفهم إن كان هناك وراء أسئلتهم تلك بعد ثانى ولانقلل من شأنهم سنقدم للمجتمع شخصية سوية فعاله وإيجابية ومن ثم تستطيع أن تنبنى وتأخذ الوطن الى الأمام ، فأنا متأكد إن من يقوموا بتلك العمليات الإرهابية العنيفة لو كانوا وجدوا من يستمع إليهم وهم أطفال ويوجههم الى الطريق السليم لما تعرضنا لما نحن فيه الأن لذا أنا دائما أطالب الدولة بأن توجه أغلب جهودهم فى التعليم والصحة لأنهم الرهان الكسبان لمستقبل ووطن ومواطنون أفضل .
بما إننا تعرضنا للإنفصال .. فما هى أهم الأسباب التى يمكن أن تؤدى الى الطلاق بين الشباب ؟
غياب الفكر والهدف فمعظم الشباب الذى يقبل على الزواج الأن عادة لايدرك الفكر أو الهدف من وراء تلك الخطوة وبالتبعية لايعرف مدى أهميتها وقيمتها ومن ثم لايشعر بحجم المسئولية التى ستقع على عاتقه نتيجة هذا الزواج وبمجرد إنجاب الطفل الأول وتضاعف حجم تلك المسئولية يفكر فى الهروب والخلاص ولايجد سوى الطلاق بغض النظر عن الكارثة النفسية التى يعرض لها هذا الكائن المسكين ، وأيضا عدم إختيار الشريك على أسس منكاملة من التوافق سواء على المستوى الإجتماعى أو الثقافى لايد أن يؤدى الى صدام عنيف بعد الزواج .
ما هى أهم الأخطاء التى يمكن أن يقع فيها أب وأم فى مقتبل العمر مع أطفالهم ؟
عدم الإنصات والتعامل معهم وكأنهم لايدركون شيئا فالحقيقة أن الطفل من أول يوم له فى الدنيا يبدأ فى التعرف على العالم من حوله لذا فإن شخصية الإنسان تتكون فى الأربع سنوات الأولى من عمره ومن ثم تعد تلك الفترة هى أهم مراحل التربية لأننا نضع فيها أسس الشخصية وما لابد أن يدركه الأباء الشباب أن طفلهم ليس أكثر من مرآة تنعكس فيها كل سلوكياتهم وصفاتهم الشخصية فمثلا لو كان الأب أو الأم صوتهم عالى فى البيت سيخرج الطفل صوته عالى ولكن أحدهم إنطوائى فمما لاشك فيه أن الأولاد سيتأثروا بتلك الشخصية ويكونوا مثلها ، لذا فعلينا أ نراقب سلوكيتنا بشكل صارم أمام أطفالنا وان نتعلم أن نستمع إليهم ونفكر جيدا فى أسئلتهم وآلا نخجل من الإجابة عليها مهما كانت محرجة وأن نتعلم أن للحوار آداب لابد أن نكون نحن أول من نطبقها قبل أن نطال أولادنا بها لأن فاقد الشىء أبدا لن يعطيه وأن نبتعد تماما عن الإجابات التقليدية مثل ” عيب كده ” و” انت لسه صغير ” لأنه لو لم يجد الإجابة لدينا سيذهب للبحث عنها فى أماكن أخرى ونحن لانربى أولادنا بمفردنا إنما معنا المدرسة والتليفزيون والخطر الأكبر الإنترنت وبالتالى فلابد أن نكون نحن أول وأخر من يلجأ إليه أطفالنا حفاظا عليهم من أى خطر خارجى أو أسئلة محرجة يمكن أن تخطر على بالهم .
بما إننا من أكثر الدول التى تعانى من إرتفاع نسبة الطلاق الأن خاصة بين الشباب فى السنة الأولى من الزواج .. فهل يعد الإنفصال هو العامل الأخطر على الأطفال؟
مما لاشك فيه أن الإنفصال يؤثر على نفسية الطفل ولكن ما يؤثر بشكل أكبر هو إحساسه إنه كائن مهمل لايجد من يهتم به أو يستمع اليه وذلك ممكن جدا أن يحدث وهو يعيش مع والديه وتلك الحالة تخلق إما شخصية إنطوائية جدا ترغب فى الهروب من العالم كله أو شخصية عنيفة لديها فرط شديد فى الحركة وتستخدم هذا كحيلة فى لفت الإنتباه ، وبالمناسبة الأطفال كائنات فى منتهى الذكاء فهناك طفل يعلم أن زميله فى الحضانه أو المدرسة يعانى من إنفصال والديه وفى نفس الوقت يرى عدم توافق بين أمه وأبوه فى البيت فيخشى على نفسه من مواجهة نفس مصير زميله ومن ثم يحاول أن يختلق المشاكل ويسيطر العنف على سلوكه أملا فى لفت إنتباه والديه حتى ينشغلوا عن مشاكلهم الشخصية .
معظم الحالات التى تعرضت لها فى كتابك تبدو وكإنها حالات حقيقة ..!
هذا حقيقى فعلا فكل المشاكل والأخطاء التى يمكن أن نقع فيها مع أطفالنا والتى من شأنها أن تساهم فى بناء جيل يعانى من معظم المشاكل النفسية جاءت نتيجة الحالات التى تأتى إلى فى المركز ، لذا أنا دائما ما أنصح الأباء بأنهم لابد أن يكونوا النموذج الذى يقلده الأطفال يعنى مثلا من المستحيل أن نطلب من الطفل أن يكون صادق ونحن نكذب أمامه أو يكون هادىء ونحن طوال الوقت نصرخ معا .
عادة ما يهرب الأباء من أسئلة الأطفال المتعلقة بالعلاقات الزوجية وما شابه ذلك ..فهل هناك أسئلة أخرى يمكن أن تدور فى أذهانهم ولايجد الأباء لها إجابة؟
بالتأكيد فمثلا كل الأسئلة المتعلقة بالدين وربنا سبحانه وتعالى لابد أن نجيبه عليها وإذا كنا لانعلم فمن الأفضل أن نقول له إننا لانعلم ولكننا سنحاول أن نبحث عن إجابة سليمة ومن أكثر الأشياء التى تشغل الأطفال فى السن الصغير هى لماذا أنا مسلم وصديقى مسيحى ومن هو ربنا ومن ثم يجب أن نجيبه إجابة تامة ومقنعة فى نفس الوقت لأنه لو لم يقتنع سيبحث عن ما يريده فى أماكن أخرى لذا فلابد آلا نخشى الأسئلة المحرجة للأطفال وان نجيب عليها إجابة تامة لأن تلك الإجابة هى أول خطوات التربية الصحيحة .