الرقي الخالي من البذور – ثلاثي المجموعة الكروموسومية Triploid
د.سمير محمد احمد
وزارة العلوم والتكنولوجيا / دائرة البحوث الزراعية
الرقي أو البطيخ الأحمر Citurullus lanatus من محاصيل الخضر المهمة في العالم خاصة في الصين والهند والولايات المتحدة الأمريكية, وفي مناطق ذات موسم النمو الدافئ والطويل نسبيا. النبات مقاومة إلى حد ما للجفاف, وتزداد إنتاجيته في الترب الرملية ذات البيئة الجافة المشمسة. . تختلف أصناف الرقي في شكل الثمار ولونها الخارجي والداخلي وسمك القشرة وموعد النضج وطبيعة الصنف, كما يجب أن يكون صنف الرقي متأقلماً مع الظروف البيئية السائدة في منطقة الإنتاج، وان يكون مقاوما للأمراض وذا نوعية جيدة من حيث التجانس في الشكل والحجم وان يكون جلد الثمرة أملس وخاليا من التضليع, ولحم الثمرة احمر حلو المذاق وقليل الألياف وان تكون القشرة صلبة ولبها متماسك .
وتأتي أهمية ثمار الرقي من الناحية الاقتصادية والغذائية كونها تحتوي على المواد الكاربوهيدراتية خاصة السكريات فضلاً عن الألياف والأملاح المعدنية ،و نتيجة للاهتمام المتزايد بهذا المحصول وزيادة الطلب عليه فقد أجريت الكثير من الدراسات والتجارب على هذا المحصول لمعرفة العوامل المؤثرة في إنتاجيته وتحسين نوعيته. لقد وجد إن بذور الرقي تكون غير مرغوبة عند تناولها مع لب الثمار لذا توصل العلماء إلى إنتاج ثمار خالية من البذور أو ذات بذور أثرية .
طريقة إنتاج ثمار الرقي الخالية من البذور
لابد من الإشارة إلى إن برامج الوراثة التطبيقية وطرائق تربية وتحسين النبات قد حققت نجاحات هائلة طيلة العشرة عقود الماضية بما يواكب الاحتياجات الإنسانية وتوفير الغذاء. وما إنتاج وتحسين فاكهة الصيف الرئيسية كالرقي إلا احد إفرازات هذا التقدم والتطور في مثل هذه العلوم. فمن المعروف إن اى كائن حي ينتج عنه أجيال لابد وان يحمل عدد زوجي من الكروموسومات بنواة الخلية وعند تكوين الكميتات الجنسية ينعزل العدد الزوجي إلى النصف في كل كميت فإذا أتحدت الكميتات الذكرية والأنثوية عاد العدد إلى الضعف(n 2 ) في الخلايا الجسمية كما كان في الكائن الأصلي . فإذا تدخل الإنسان واحدث خلل في هذا العدد الزوجي من الكروموسومات في الكائن فينتج عن ذلك جيل عقيم خالي من البذور . ان الرغبة في الحصول على الرقي الخالية ثماره من البذور تتم زراعة بذور الرقي المنتجة بالطريقة الاعتيادية والذي يحتوي على 22 كروموسوم في الخلايا الجسمية (n 2 ) وعلىX 1 كروموسوم أي 11 كروموسوم للخلايا الجنسية ( ذكرية أو أنثوية ) نتركها حتى تنبت وتنمو بالتربة وعند مرحلة تكوين البراعم الثمرية وليست الخضرية تعامل القمة النامية للنبات بمادة كيماوية تسمى الكولشيسين ( بتركيز 0.2 – 0.4 %) بمعدل قطرة واحدة يوميا ولمدة 4 أيام ، إن مهمة هذه المادة هي مضاعفة عدد الكروموسومات إلى الضعف في كل من الخلية الذكرية والانثوية فيتضاعف العدد إلى n 4 من الكروموسومات في الخلاية الجسمية ( n 2 من الزهرة الذكرية مع n 2 من الزهرة الانثوية ينتج عنه n 4 بعد التلقيح ) ويكون ذلك متمثلا في البذور الناتجة وعند اخذ هذه البذور وزرعها في الموسم القادم بجانب بذور صنف اعتيادي ( اعتبار الرقي المضاعف كأب (n 4 ) والرقي الاعتيادي كأم ( n 2 ) ) ونتيجة التلقيح الخلطى بين النباتات تنتج ثمار عديمة البذور أو ثمار تحتوي على بذور أثرية ذات أغشية بيضاء صالح للأكل (n 3 عقيم ) ( n 2 من النبات الأب (حبة اللقاح ) + n 1 من النبات الأم ( الزهرة الأنثوية ) والذي يطلق عليه ثلاثي المجموعة الكروموسومية .Triploid أما إذا كان التضريب معاكساً فان الثمار سوف تحتوي على بذور .
ا لزراعة
تؤخذ البذور الناتجة ( (Triploidوتزرع داخل البيوت الزجاجية في صواني شتل (84 عين ) تحتوي على خلطة مناسبة من البتموس + برلايت بنسبة 1:1 وبعمق ا سم – تعد درجة حرارة التربة أمر بالغ الأهمية لإنبات البذور، إذ تتطلب البذور 26 م° للإنبات وتبدأ البذور بالإنبات من 5 – 10 أيام كحد أقصى . كما قد يستخدم الماء الدافئ للمحافظة على درجات الحرارة للتربة وللإسراع بإنبات البذور ولا تنبت البذور عند انخفاض درجة حرارة الى 16م° للتربة ،و تعامل الشتلات بمحاليل مغذية بادئة 10 – 52- 17 (N وp وk ) وبمعدل 2 كغم/ 200 لتر ماء قبل الشتل , وعند وصول النباتات إلى ارتفاع 10 – 15 سم تجرى لها عملية أقلمة لتهيئتها للنقل إلى الحقل الخارجي . يجب الاهتمام بالشتلات والعناية بها خوفا من كسر الأفرع وتقطع الجذور
تعد تربة الحقل من العوامل المهمة لزراعة الرقي إذ يجب أن تكون خالية من الأمراض ، ولم يزرع الرقي فيها لمدة 4 سنوات مضت على الأقل ويفضل زراعة الرقي في الأراضي المتوسطة والثقيلة الجيدة الصرف والتهوية . تقسم الأرض إلى مساطب بطول 3.5 م وعرض 2.5م والمسافة بين نبات وآخر هي 60سم . محصول الرقي بحاجة إلى كميات من السماد حيث يبدأ التسميد بعد 10 أيام من الشتل وبمعدل مرتان خلال الموسم بالسماد المركب 20 -20 -20 ويتم التسميد بطريقة الأخاديد على بعد 10سم أسفل النبات أما التسميد العضوي فيضاف 4 طن من السماد ألبقري المخمر / للدونم . تكون زراعة الصنف الخالي من البذور والصنف الاعتيادي ( كصنف للتلقيح) في الحقل بنسبة 2-1 ، أي 2 صف من الثلاثي Triploid مع صف واحد (1) من الملقحات و يزرع بين صفين من “عديم البذور” (شكل 1) . بطبيعة الحال فالنباتات الملقحة ستكون البذور. ولضمان عملية التلقيح وزيادة عقدالثمارقد يلجأ إلى زيادة عدد النباتات الملقحة بمعدل 2 صف من الملقحات لواحد من ثلاثي الكروموسوم (شكل 2 ) . يجب إن يكون موعد وتفتح الأزهار معا لكلا النوعين . عادة تواجه النباتات الخالية من البذور عند الشتل بعض الاجهادات فتنتج عنها ثمار مشوهة أو حاوية على بذور ولمواجهة هذه الاجهادت يجب تأخير زراعة بذور النباتات الملقحة في صواني الشتل بفترة أسبوعين عن نباتات Triploid. كما لا يمكن زراعة البذور مباشرة بالحقل لأنها طريقة غير عملية ولكونها مكلفة إضافة إلى ضمان نجاح الإنبات. ويحتاج الدونم إلى حوالي 500 شتلة من الصنف بدون بذور وحوالي 150 شتله من الصنف الاعتيادي الملقح ( بنسبة 2 صف – 1 صف ).
الري :
يجب إن يكون الحقل مرويا جيدا قبل عملية الشتل ، ويجب المحافظة على الرطوبة المناسبة والتأكد من أن النباتات تماسكت جيدا في التربة بعد ذلك تقسم عملية السقي على أربع مراحل :
المرحلة الأولى : من الشتل حتى بداية الإزهار الذكري ، تعطى كمية 2-4 م3 ماء في اليوم للدونم ، مرة واحدة كل 7-10 أيام .المرحلة الثانية : من الإزهار وحتى العقد ، تعطى كمية 4-6 م3 ماء في اليوم للدونم ، وذلك مرة واحدة كل 4-6 أيام ، المرحلة الثالثة : من العقد وحتى الانتهاء من تكون حجم الثمرة ، تعطى كمية 6-7 م3 ماء في اليوم للدونم ، وذلك مرة واحدة 4-6 أيام .المرحلة الرابعة : من تكامل حجم الثمرة وحتى بدء القطف من 1-2 م3 ماء للدونم لليوم الواحد ، كل 4-5 أيام مرة
أن هذه الطريقة ليست مكلفة ولكنها تأخذ وقت طويل خاصة في نبات الرقي عند مقارنتها بنبات العنب أو البرتقال أو اليوسفي لان هذه الأصناف معمرة فتحتاج إلى إجراء التضاعف مرة واحدة وبعد ذلك يتم التكاثر فيها بواسطة العقلة النباتية أما نبات الرقي فهو نبات حولي اي يزرع كل عام ويتم التكاثر فيه بالبذرة فلابد عند الإنتاج أن نعيد الكرة مرة أخرى بالكوليشسين ففي السنة الأولى تزرع البذرة العادية ويتم التضاعف ثم تؤخذ البذور الناتجة وتخزن للعام التالي ثم تزرع في بداية الموسم ويحدث الخلط ثم تؤخذ البذور وتخزن للعام التالي ثم تزرع في بداية الموسم الثالث فيتم إنتاج الرقي الخالي من البذور