بقلم / بشري العدلي محمد
إن الحديث عن أزمة الفكر والثقافة في مجتمعنا العربي بصفه عامة ‘وفي مجتمعنا المصري بصفة خاصة لأمر يطرح في أنفسنا الكثير من التساؤلات عن الأسباب التي أدت بنا إلي هذه الحالة المتردية من
الاضمحلال الفكري والعقلي والثقافي ‘فقد أصبح مجتمعنا عقيم الفكر جعلته لايفكر في بناء جيل واع قادر علي تحمل المسؤلية.
إن نمط الحياة التي تعيشها الأسرة المصرية يبعث علي الأسى والحسرة لما تكتنفها من عشوائية وتخبط ، فنصيب القراءة في حياة الأسرة المصرية ضئيل للغاية لا يسمح بتكوين أدنى درجات الفكر أو الثقافة ‘ثقافة غير خلاقة او مبدعة تعتمد على الابتذال في كل مجالاتها ‘حتى بات الأبناء يتأثرون بها تحت أعين الآباء والأمهات متناسين حديث النبي صلى الله عليه وسلم (كلكم راع وكلكم مسؤول عن رعيته ) إننا نحن الآباء قدوة لأبنائنا ‘لكن ما نسمعه ونراه تحت دعاوي باطلة واهية أدت إلى أن ينسلخ الآباء من جذورهم ويتخلوا عن مهمتهم في نفوس الأساسية في التربية ‘ فقد غرسوا كل ماهو جديد في عالم الموضة والغناء والموسيقى واقتناء كل ماهو جديد في نفوس أبنائهم ‘إذ إن الأبناء الآن لم يعد عندهم ولاء أو انتماء لكل ماهو متعارف عليه من قيم وأخلاق. فقد ذابت كل المعاني الطيبة من حياة الأبناء والآباء ‘ وكل واحد منا يعرف أن مجتمعنا قد تغير للأسوأ فكريا وثقافيا واجتماعيا وصحيا ‘ واللوم كل اللوم يقع علي الآباء وليس غيرهم حينما تغيب الرقابة على الأبناء ويقومون بتلبية كل رغباتهم واحتياجاتهم ‘ لقد أصبحت الأسرة داخل جدران البيت غريبة عن بعضها البعض ‘ يلفها الصمت ‘وترتسم على جدرانها الكآبة فلا تفاهم ولا تبادل للفكر والرأي لأن الكل منهمك مع الهاتف يخاطبه ويحكي أسراره ‘ والله إننا نعيش مأساة حقيقية ولم يعد هناك شيء يبعث في النفس الفرح أو السعادة حينما نرى الأبناء يقومون باستخدام الهاتف النقال ويجلسون بالساعات الطويلة أمامه ..ولا يجلسون دقيقة واحدة أمام الكتاب لاستخلاص معلومة دينية أو علمية.
فهل أدركنا حجم المأساة التي نعانيها كل يوم ؟ وهل أدركت الأسرة كم جنت على أبنائها نتيجة عدم المراقبة لما يقوم به الأبناء؟ كم من جرائم أخلاقية ترتكب بسبب النت وعدم الوعي الأخلاقي والديني
إن المظاهر الاجتماعية الخادعة هي التي تستهلك طاقات وقدرات الأسرة المصرية لذا كانت المحصلة فساد العقول والأفكار لآبائنا وأبنائنا وسفينة النجاة ( القراءة ) قد هوت في بحر الظلمات ومازالت أزمتنا الفكرية والثقافية في انحدار وتدنت معها القيم والعادات والتقاليد .
هذه صرخات تملؤها زفرات الحسرة والألم التي تملأ قلوبنا وأكبادنا والمدهش والعجيب أننا نلقي باللوم على الدولة في كل ما يحدث ، ونسينا أن العيب فينا نحن.( إن الله لا يغير مابقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم. ) وكم كنت أتمني أن يصاحب التطور التكنولوجي تطوراً في الفكر والثقافة وأن تكون عقولنا ناضجة تؤثر في الآخرين بما هو نافع ومفيد.
أيها الآباء وأيتها الأمهات انتبهوا واحرصوا على تربية أبنائكم تربية سليمة ولا تهتموا بالمظهر بل بالجوهر وأحيوا القيم الطيبة من جديد لنحيا حياة طيبة هادئة بعيدة عن صخب الحياة وهمومها.