بقلم: جهاد مجدي
انا مش ماشي من هنا الا و حبيبة معايا ” و هم ان يمسك يدها ليجبرها على المشي معه لكن يد حسام كانت اسرع منه حيث امسك حسام يده قبل ان تصل الى حبيبة و قال ببرود ” اظن مينفعش يبقى اخوها و خطيبها واقفين و تيجي تاخدها من قصادهم بالعافية “
علت الدهشة وجوه الجميع و جحظت اعين حبيبة من المفاجأة و تسارعت ضربات قلبها و قالت في نفسها ” ايه اللي المجنون ده بيقوله خطيبته منين بس هو انا ناقصة جنان ”
نظرت حبيبة الى اخيها لعله يتحدث و لكن قبل ان يتحدث سأل شريف ادهم بحدة ” ايه الكلام ده يا ادهم الراجل ده فعلا خطيبها ؟”
ابتسم ادهم و نظر الى حسام نظرة لم يفهمها غيره و قال بثقة ” ايوة يا شريف عايز حاجة تاني “
صاح شريف و الشرر يتطاير من عينيه ” ماشي يا ادهم بس و ديني مانا سايبك لغيري يا حبيبة و هنشوف يانا يانتي مش انا اللي يتاخد منى حاجة انا عايزها “
لم يستطع حسام التحمل اكثر من ذلك و انقض على شريف و امسكه من ملابسه قائلا بحدة ” اقسم بالله العلي العظيم و رحمة ابويا لو سمعت انك قربت بس من حبيبة لتكون نهايتك على ايدي امشي غور برة “
خلص عمرو و شادي شريف من ايدي حسام بصعوبة بالغة و طردوه خارج الفيلا …….
نادى حسام على كريمة و قال لها ” لو سمحتي يا دادة خدي حبيبة و طلعيها اوضة فريدة “
نظرت حبيبة اليه بدهشة و كادت ان تتكلم لكن قاطعها ادهم قائلا ” اسمعي الكلام يا حبيبة هخلص كلام مع حسام و لما نروح هفهمك كل حاجة “
انصاعت حبيبة لامر اخيها و عندما دخلت الغرفة احست انها مغيبة عن الوعي و ظلت تحدث نفسها و في رأسها العديد من الاسئلة ” ايه الكلام الغريب اللي حسام قاله ده ؟ و ازاي ادهم موقفهوش ؟ معقول يكون قال كدة عشان يحميني ؟ بس ليه ؟ و ليه قلبي عمال يدق بسرعة كدة ؟ معقول يكون ده تفسير الحلم اللي حلمته ؟”
ثم قالت بصوت مسموع ” يا رب فهمني و نور بصيرتي ” و اكملت بحزن ” و ترجعي لنا بالسلامة يا فريدة “
عندما صعدت فريدة الى الغرفة و قبل ان يبدأ اي احد في الحديث و قبل ان يسأله احد من اصدقائه عما قاله استأذن منهم و اخذ ادهم الى غرفة المكتب و بمجرد ان اغلق حسام الباب عليهم ……
بادر ادهم بالحديث و قال ” اتسرعت اوي يا حسام كان لازم تستنى شوية “
رد حسام بابتسامة باهتة ” مكنش ينفع يا ادهم كان لازم الكل يعرف ان حبيبة خلاص بقت ملكية خاصة و يا ريت تفهم كل ارايبك ان بمجرد ما ما الاقي فريدة هنعمل الخطوبة “
ضحك ادهم بشدة و قال ” عمرك ما هتتغير يا حسام من ساعة ما جيت عندنا البيت وانا عرفت انك حسام جارنا القديم و صاحبي من اولى ابتدائي لحد ثانوي كنت فاكرك معرفتنيش و مصدقتش نفسي لما لقيتك بتكلمني و طلبت اننا نتقابل “
رد حسام ” عرفتك يومها بس مكنتش متأكد و بعدين مانا لما قابلتك فهمتك على كل حاجة “
ادهم ” بس لحد دلوقتي انا عاوز اعرف انت ليه يومها صممت انك تطلب ايد حبيبة “
تنهد حسام قائلا ” رغم انه مش وقته بس هقول لك “
ادهم ” قول “
حسام ” اول مرة شفت فيها حبيبة كان يوم دفنة بابا كانت ملازمة فريدة طول الوقت في لحظة جت عيني في عينيها حسيت ان قلبي اتخطف و الزمن وقف عندها قلبي حسيت انه هيخرج من ضلوعي من كتر ما كان بيدق عجبتني لما من حيائها و خجلها اول ما بصيت عليها نزلت وشها تاني بسرعة و وشها احمر عارف اكثر صفة تعجب الراجل في اي بنت حيائها ساعتها استغربت نفسي اوي ان ازاي افكر في كل ده و في وقت زي ده ….. كنت دايما بسمع داده كريمة و هي بتحكيلي على مواقفها مع فريدة و ازاي هي حنينة اوي معاها كنت دايما بسأل نفسي هي بتعمل كل ده ليه معاها كنت فاكر ان الدادة بتبالغ لحد ما فريدة اتخطفت شفت ساعتها نظرة خوف في عين حبيبة مشوفتهاش فيا انا شخصيا ….. و ده مش كل اللي عجبني فيها بس هكمل لك بعدين لان من القلق مش قادر اكمل “
نظر له ادهم بصمت و طال صمته ثم قال ” كل ده و لسه مخلصتش و مش عارف تتكلم كمان ده على كدة عايش مع ملاك و انا مش واخد بالي كل ده في حبيبة اختي …. ؟ “
قال حسام بصدق ” و اكثر من كدة يا ادهم و طبيعي انك متبقاش شايف فيها كل ده و حتى لو شفته يكون بالنسبة لك عادي لكن بالنسبة لي حاجة تاية نظرتي ليها مختلفة عن نظرتك ليها “
ادهم ” انت عارف اي راجل مكاني لو كان سمعك و انت بتتكلم عن اخته كده كان رد فعله هيبقى غيري خالص بس انا واثق فيك يا حسام و اتمنى انك تكوت اد الثقة دي …. حبيبة بالذات اوعى تفكر انك تكسرها دي مش بس اختي دي بنتي و كل حاجة في دنيتي …. و هي مش حمل اي كسر “
حسام ” متقلقش يا ادهم صدقني انا بحب حبيبة بجد بس مش عايز اقول لك انا حبيتها امتى و ازاي عاوزها تكون اول واحدة تسمع مني الكلام ده”
ادهم ” طبيعي اقلق يا حسام عارف بكرة باذن الله لما فريدة ترجع بالسلامة و يتقدم لها واحد مهما كانت ثقتك فيه طبيعي هتقلق دي اختك يعني حتة منك ….. يعني واحدة متتحملش عليها الهوا الطاير ….. يعني تبقى مستعد تضحي بحياتك بس محدش يجرحها او يدوس لها على طرف … يعني يوم ما تنجح تحس انك انت اللي نجحت عشان ليك دور في النجاح ده ………… بعني انت هتكون اقرب صاحب ليها ………….. يعني يوم فرحها هتحس انك عايز تقوم تخنق العريس زي مانا عايز اخنقك دلوقتي لانه هياخدها منك ….. يعني ولادها هيبقوا زي ولادك …. يعني يوم ما جوزها يزعلها هتبقى انت اول ملجأ ليها عشان تتحامى فيه … علافت بقى يعني ايه اختك “
حسام و قد لمعت في عينه الدموع ” ياااااااه انا دلوقتي اكثر وقت حاسس فيه اد ايه انا قصرت مع فريدة انا عشت معاها حوالي ست شهور عمري ما فكرت اعرف هي بتفكر في ايه عمري ما اتكلمت معاها كاخ و اخته …عمري ما حسستها بخوفها عليا …. تفتكر لو رجعت ممكن تسامحني ؟”
ادهم ” ان شاء الله هترجع و هتسامحك فريدة دايما كانت تقول لحبيبة رغم معاملة حسام ليا انا بحبة عشان دي حاجة اتخلقت فطرية جوايا من ساعة ما شوفته “
حسام ” طيب انا هقوم اخد حمام عشان الليلة دي هتبقى طويلة اوي “
ادهم ” ماشي و انا هتصل بحبيبة اقول لها تنزل الجنينة عشان افهمها البت اتصدمت “
حسام ” ماشي “
خرج حسام و ادهم من الغرفة و اسرع حسام الى الحمام لياخذ حمامه و خرج ادهم الى الحديقة و اتصل باخته و امرها بالنزول اليه في الحديقة و نفذت اوامره و عندما نزلت …….
قالت بعصبية و توتر ” انت ازاي متتكلمش كدة بعد اللي حسام قاله ده يعني ايه حتى لو عايز يساعدني كان ممكن يساعدني بأي طريقة غير دي انا لما بصيت عليك حسيت انك متفجئتش ازاي رد عليا بقى و بعدين…..”
قاطعها ادهم قائلا ” هششش ايه راديو و اتفتح اجاوب عليكي ازاي و انتي عمالة ترغي من غير ما تشدي الفرامل “
وضعت حبيبة يدها على فمها مثل الاطفال و قالت ” اديني سكت اهو فهمني بقى “
ضحك ادهم على تصرف اخته الطفولي و برائتها و قال ” بصي يا حبيبتي انا فعلا متفاجئتش من اللي قاله حسام بس دهع عشاا….”
قطع حديثه هاتفه المحمول فنظر الي الشاشة فوجدها والدة زوجته رد بتعجب ” الو ازيك يا امي عاملة ايه “
اتنفض ادهم من مجلسه و قال و هو يمشي ” ايه …… براحة يا امي بالله عليكي …….. مستشفى ايه ……. بتولد دلوقتي طب انا جاي حالا “
نظرت حبيبة الى اخيها و كادت ان تسأله و لكن قطع بداية حديثها مجيئ حسام و بادر هو بسؤال ادهم ” ايه يا ادهم في ايه ؟