كذبة أبي
بقلم: جهاد مجدي
و في فيلا حسام دخل الى غرفة فريدة يشعر بالاشتياق اليها رغم انه لم يقترب منها في يوم قط اغلق عينيه ثم زفر بقوة و اخذ يتذكر كم كانت تجعل للبيت روحا بحركتها فيه و خفة ظلها و تذكر حسام موقف والده معه حين كان صغير و ذهب به والده و امه الى حديقة و وجد حسام كل الاطفال يلعبون مع اخواتهم و كان هو وحيد و في هذا اليوم سأله والده ” ايه يا حسام منفسكش في اخ او اخت تلعب معاهم ؟ “
حسام ” اكيد نفسي يا بابا بس مش معقول يعني دلوقتي انا عندي 12 سنة و خلاص اتعودت اعمل كل حاجة لوحدي “
في هذا اليوم نظر له والده نظرة لم يفهمها حسام …..
فتح حسام عينيه و قد تجمعت بهما الدموع و قال في نفسه ” دلوقتي بس يا بابا عرفت بصتك دي كان معناها ايه “
و في هذا الوقت جاءه الاتصال الذي كان ينتظره …..
رد حسام بلهفة ” الو “
المتصل “…………….”
حسام ” هعمل كل الللي انت عاوزه بس ارجوك محدش يقرب من فريدة “
المتصل ” ………………”
حسام بصدمة ” ايه ؟! “
المتصل ” ………………….”
حسام ” لا لا لا … مرجعتش في كلامي و لا حاجة انا موافق “
المتصل ” ………………………”
حسام ” حاضر هستنى اتصالك تاني “
اغلق حسام الخط و هو لا يصدق ما سمعه للتو لقد عاش طوال حياته يطبق القانون و لا يخالفه و يعاقب الذين يخالفوه …. فكيف له بعد كل هذا ان ياتي هو و يخالفه …… كيف له ان يدخل هذه السموم بيده الى البلد ….
نزل حسام الى الاسفل مسرعا و و خرج من المنز و لم ينتبه الى نداء كريمة له …..
خرج حسام و قاد سيارته باقصى سرعة كان بداخله طاقة لا يعلم كيف يخرجها كان يريد ان يصرخ باعلى صوته و ظل يقود السيارة و لا يعلم الى اين هو ذاهب الى ان وجد نفسه امام مقبرة ابيه نزل حسام من السيارة و اقترب من المكان الذي يرقد به ابيه و قد اصبح متأكدا ان ابيه غاضب عليه لانه لم يصون امانته و لم يحافظ عليها ..
ظل حسام يحدث ابيه في نفسه قائلا بدموع ” انا عارف انك زعلان مني اوي يا بابا و عارف اني محافظتش على امانتك اللي انت سيبتهالي و مهما قلت او حاولت ابرر موقفي هيبقى عذر اقبح من ذنب … بس صدقني والله العظيم و غلاوتك عندي انا حبيت فريدة جدا و اتعلقت بيها حسيت ان في حد بقى مسئول مني و لازم احافظ عليه …. و ياريتني فعلا كنت سمعت كلامك في موضزع بيري طلعت واحدة فعلا متستهلش اي دقة قلب مني ….و اوعدك يا بابا اني هرجع فريدة سليمة و محدش هيقرب منها و هحافظ عليها و بعد كدة هبقى اشوف موضوع بيري “
تركه حسام وذهب الى سيارته وقد هدأت نفسه و اجرى اتصالا بعمرو …..
حسام ” ايوة يا عمرو عاوزك تيجيلي انت و شادي بعد ساعة عالفيلا “
عمرو ” طيب في جديد “
حسام بغموض ” اما تيجي هفهمك و هقول لك على كل حاجة “
و في منزل بيري و تحديدا في غرفتها كانت ثورتها عارمة و كانت اختها شروق تحاول تهدئتها ….
شروق ” يا بنتي اهدي بقى مش معقول كدة “
بيري ” انا يكلمني بالاسلوب ده هو فاكر نفسه من عشان يكلمني كدة مش كفاية طول الاسبوع و هو راميني زي الكلبة “
شروق باستهزاء ” ده على اساس انك طول الاسبوع كنتي قاعدة مستنياه مانتي طول الوقت كنتي مقضياها خروج و فسح مع حازم انا هتجنن و اعرف انتي بتحبي مين فيهم و عاوزة مين “
بيري بثقة ” بحب حازم بس حازم ملهوش مستقبل وفقير و عاوزة حسام لانه له مستقبل … وظيفة ميري و اسم عيلة و ميليونير “
تعحبت شروق مما وصل اليه حال اختها و اشفقت عليها فقد اعمى الطمع عينها و الغي عقلها و امات قلبها ثم خرجت شروق و توجهت الى غرفتها …
————————————————————————————————————————–
” انت اكيد اتجننت يا حسام “
صاح بها عمرو عندما علم ما ينوي حسام على فعله ……..
رد حسام ” ابقى مجنون فعلا لو خليت كلب زي ده يمس شعرة من فريدة “
شادي بهدوء ” ايوة يا حسام احنا مقدرين خوفك على فريدة بس اللي هتعمله ده مش هينفع احنا طول عمرنا من ساعة ما اشتغلنا و احنا بنحارب ان السموم دي متدخلش البلد جاي انت بكل بساطة و عايز تساعد الاسيوطي انه يدمر شباب البلد “
حسام ” مفيش في ايدي حاجة ثانية …. هساعده و ثاني يوم استقالتي هتبقى على مكتب الوزير و هاخد فريدة و نسافر “
عمرو بعصبية ” تبقى غبي لو فكرت انك بكدة بتحافظ على نفسك و على فريدة لانك بتدمر مليون واحد و واحدة زيك و زي فريدة ارجوك يا حسام لازم نفكر بالعقل عشان نتصرف صح “
حسام ” على ما نفكر بالعقل تكون فريدة راحت انا خلاص قررت و مش هرجع في قراري “
شادي ” و هتهرب من احساسك بالذنب ازاي و انت بتساعد مجرم زي ده “
عجز حسام عن الرد فشادي محق اذا كان سيهرب بنفسه و بفريدة من البلاد كيف يمكنه ان يهرب من احساسه بالذنب الذي سيظل يصاحبه اينما ذهب ………
عمرو بيأس ” خلاص يا شادي واضح ان حسام مقرر كل حاجة و كلامنا معاه مش هيجيب نتيجة “
في ذلك الوقت رن هاتف حسان فاجاب مسرعا ” الو “
……..”………………….”
حسام ” لا لا انا خلاص موافق بس قول لي على الميعاد “
…………”………………..”
حسام ” خلاص مش هسأل بس ارجوكم متتأخروش عليا “
حسام ” ماشي بكرة باليل هكون في المكان “
اغلق حسام الخط و نظر الي عمرو و شادي و قال ” مرضيوش يقولوا لي اي معلومات عاوزين يكسروا اعصابي و قالوا هنتصل بيك بكرة باليل عشان نقول لك “
نظر عمرو و شادي نظرة اسف و حزن الى حسام قبل ان يغادروا و يتركوه .
في ذلك الوقت في منزل حبيبة كانت تجلس مع اخيها و زوجته و كانت في حالة حزن على صديقتها …. انتبه ادهم لحزنها و قال بحنان” ايه يا حبيبتي مالك ؟”
تجمعت الدموع في عينها و قالت ” خايفة اوي على فريدة يا ادهم نفسي اساعد اخوها عشان نلاقيها “
ربت ادهم على كتفها وقال ” عياطك مش هيجيب نتيجة دلوقتي قومي اتوضي و صلي و ادعي ان ربنا يحفظها “
ابتسمت حبيبة من بين دموعها و قالت ” عارف انا بحمد ربنا على انه اداني اخ زيك لما كانت فريدة بتحكيلي عن معاملة حسام ليها عرفت ان ربنا بيحبني عشان عندي اخ بيحبني و بيخاف عليا “
ادهم ” ومين قال لك ان حسام مش خايف على فريدة …. بالعكس ده خايف عليها اوي وبيحبها يمكن اكثر مانا بحبك كمان “
ردت حبيبة بتعجب ” ازاي بقى “
ادهم بشرود “بعدين يا حبيبة ….. بعدين هتعرفي المهم قومي صلي دلوقتي و ادعي لفريدة”
عندما قامت فريدة و دخلت الى الحمام التفت ندى ( زوجة ادهم ) الى زوجها و قالت ” انت شكلك عارف حاجة و مخبيها “
ادهم ” خليكي بس انتي في حالك و في استاذ حمزة اللي جاي في السكة “
ابتسمت ندى و وضعت يدها على بطنها المنتفخة في شهرها السابع و قالت ” امتى اخلص بقى انا تعبت “
ضحك ادهم و قال ” هانت يا حبيبتي كله يهون عشان حمزة بيه “
ندى ” يا رب يا حبيبي نفسي اوي اشوفه زي سيدنا حمزة “
ادهم ” ان شاء الله يا حبيبتي “
انتهت حبيبة من صلاتها و قد هدأت نسبيا عما كانت فيه و قالت لاخيها ” ادهم ممكن اطلب منك طلب