كتبت /ريما السعد
الأم كنز من كنوز الدنيا … لاراحة في الدنيا دون ابتسامتها ودون وجودها ولا جنة في الآخرة عند غضبها ،
الأم تعلم العطاء وتقدمه دون أي مقابل من أبنائها لأنها لا تريد منهم ولا تنتظر إلا نجاحهم وسعادتهم فهي ترضى بالقليل حتى ينعموا بالكثير .
وكلمة أمي كلمة صادقة قوية تنطق بها جميع الكائنات الحية طلباً للحنان والدفء والحب العظيم الذي فطر الله قلوب الأمهات عليه اتجاه أبنائهن وقد أوصانا الله بالأم في قوله تعالى ” ووصينا الإنسان بوالديه حملته أمه وهناً على وهن ” الآية 14من سورة لقمان
فالأم هي الصدر الحنون الذي تلقي رأسك عليه وتشكو إليه همومك ومتاعبك فهي سبب وجودك في الحياة وهي سبب نجاحك
تعطيك من دمها وصحتها حتى تكبر وتنشأ صحيحا وسليماً هي عونك في الدنيا وهي التي تدخلك الجنة
ولقد قال الشاعر أبو العلاء المعري في أمه:
العيشُ ماضٍ فأكرِم والدَيكَ بهِ
والأُمُّ أولى بإكرام وإحسانِ
وحَسبُها الحملُ والإرضاعُ تُدمِنُهُ
أمرانِ بالفَضلِ نالا كلَّ إنسانِ
دور الأم
مما لاشك فيه أن الأم هي البذرة التي تنشأ بها الأمة فإن صلحت تلك البذرة صلحت الأمة وإن فسدت فُسدت الأمة ولم لا
وهي صاحبة الدور الكبير في بناء جيل المستقبل فهي المدرسة وهي المربية فإن صلحت صلح المجتمع
فالأم تلعب دورا أساسيا في تربية ونشأة أطفالها فالعبء الكبير يقع عليها ولا ننكر في ذلك دور الأب ولا ننساه ولكن الدور الكبير لبناء الأسرة هو للأم
فيبدأ دورها منذ أن حملت جنينها في بطنها لمدة تسعة أشهر حتى ولادته كم من التعب والإرهاق الذي تشعر به وتتحمله في سبيل خروج جنينها مولودها إلى الحياة ، هنا يبدأ شعورها بالأمومة والمسؤلية الكبيرة التي سوف تتحملها فتبدأ برعاية طفلها من مأكل ومشرب وملبس ونظافة فهو قطعة منها
تتوالى السنون ويكبر طفلها أمامها وتكبر مسؤلياته وتعمل الكثير حتى يكون فرحاً فتفرح لفرحه وتحزن لحزنه وعندما يكبر طفلها فهي تشعر وتدرك مايدور بداخله ومايواجهه في الحياة دون أن يفصح بذلك فهي قارئة لأفكاره وهي من أشد الصابرين على أبنائها فلا تنعم بالنوم والراحة قبل ان تطمئن عليهم
فهي تسعى وتكافح من أجل تربيتهم تربية فاضلة وصالحة تقوم بتوعيتهم وتربيتهم بالطرق الصحيحة تعاتبهم على أخطائهم وتوجههم على عدم التكرار .
ولذلك كله مهما كتبنا وتحدثنا عن الأم ودورها العظيم لن نوفيها حقها .
فالأم هي كل شيء في هذه الحياة هي التعزية في الحزن والرجاء في اليأس والقوة والضعف وإن ما يتعلمه الطفل على ركبتي أمه لا يمحى أبداً
فلا عجب أن يرتبط الأطفال بأمهم
لأنها مصدر الحنان لهم وهي التي يحتاجها الأبناء في كل وقت
فإذا فقدوا الحنان يحدث لهم الكثير من المشاكل والمتاعب فيتجهون للسلوك الخاطئ بسبب فقدهم للحنان
ولذلك تحرص الأم على خلق حالة من النظام في البيت وأن تعبر لأبنائها عنها بالطرق التي تناسب أعمارهم فتبين لهم أهمية الاحترام والمحبة والتعاون والصدق وتعلمهم كل القيم الاجتماعية والدينية
فتنشأ أبناء يستطيعون التمييز بين الخطأ والصواب والحكم على المواقف من منظور تربية الأسرة فالأطفال في المراحل العمرية الأولى يكتسبون بسرعة ولكن على الأم الحذر لأن الطفل يكتسب بسرعة الجيد والسيء على السواء
وتحرص الأم أيضاً على التواصل اليومي والدائم مع أبنائها بالحب للتعلم فيمكن للأم سؤال أبنائها عن يومهم المدرسي ماذا حدث معهم أو عما شاهدوه في طريقهم
ومساعدتهم في حال تعرضوا لمشكلات لا يستطيعون حلها
ومن واجب الأم أيضاً أن تعزز الثقة لديهم ومدحهم عند عملهم لسلوك جيد
وأن تكون حازمة في الأوقات اللازمة على أن تتجنب الإهانة لهم أمام الآخرين حتى لا تتسبب لهم في الاحساس بعدم الثقة بالنفس .
وتتجلى حكمة الأم حين تكون عادلة بين أبنائها بحيث تقيم توازناً دقيقاً بين العقل والعاطفة
وحين تحرص على الاستقرار الأسري فهو من أكثر المؤثرات عليهم فأكثر شيء يتفتح عليه الطفل هو علاقة والديه ببعض فمنذ أن يكون طفلا حتى يكبر يستمد استقراره واحساسه بالأمان من احساس أمه بالأمان
الأم هي حجر الأساس فهي التي تبني شخصية أبنائها وتحافظ على العلاقة معهم وتحافظ على أخلاقهم .
وفي النهاية
لم أعرف معنى الأمومة إلا عندما رزقت بأولادي وكبروا أمام عيني حينها عرفت أن كل ما أقدمه لأمي لا يساوي ليلة واحدة سهرت فيها من أجلي وتعبت من أجلي بكِ يا أمي أستطيع أن أعرف الله وأرى الجنة فحبكِ باقٍ