بقلم إيناس رمضان
أحاول أن أكون هادئة وأنا أعرض تلك الشكوى والحقيقة أنني عجزت عن تفسير أسباب مايحدث أو إيجاد حل لها ولم أستطع في ذات الوقت أن أغض بصري لأنني مازلت إنسان فوجدني أتألم وبشدة بل ويعتصر قلبي من شدة الآلم كلما تكرر ذلك المشهد أمامي ودوت صرخات الاستغاثة دون جدوى لذا قررت أن أعرض المشكلة عليك عزيزي القارئ لتشاركني الحل وأن أدع صاحبة الشكوى تسرد التفاصيل عسى أن تجد من ينصت لها.
الاسم : سيارة الاسعاف
العمر :ما يقرب من خمسة قرون
المنشأ :أسبانيا
المهنة : إنقاذ حياة البشر من خلال تقديم الإسعافات الأولية والرعاية الطبية المستعجلة للمرضى والمصابين قبيل وأثناء نقلهم للمستشفيات باختصار “مستشفى متحرك”.
ممكن أعرف شكوتك من غير دموع وأنين ووجع
باختصار مضمون الشكوى : أنني أعاني من عدم الاحترام من بعض البشر ،طول عمري عندي الأولوية أني أسير في الطرقات وعدم الوقوف في الإشارات المرورية بمجرد إطلاق التحذير الصوتي عبر صفارات الإنذار أو إطلاق التمويض بالأضواء كان الكل يجتهد لإفساح الطريق فكنت أنطلق بسرعة لأصل في الوقت المناسب وأنقذ حياة الكثيرين بفضل الله لكن منذ فترة وأنا أعاني واصطدم بمن يعرقل طرقي ولا يأبه لصراخي واستغاثتي بل ومنهم من يتسابق معي دون أن يدرك العواقب الجسيمة التي قد تحدث فهناك أرواح تزهق ودماء تتدفق على الطرق ووجدتني أفقد الأمل.
بل وأحيانا أتعرض للإهانة إذا وجدوا السيارة فارغة ولا يدركون أنني في طريقي لألبي نداء من طلب مساعدتي وفي هذه اللحظات أسابق الزمن.
أخشى أن أصاب بخيبة الأمل فهل أجد عند أحدكم الحل لتستيقظ الضمائر وتصحو الإنسانية من غفوتها ؟؟؟؟
أخشى أنا أيضا أن أصاب بخيبة الأمل فقد وصل بنا الأمر أن يشكو الجماد الإنسان !!!!
استغاثة
من قلب ذاق مرارة تلك الظروف وأدرك قيمة الثواني لإنقاذ روح إنسان أدعو الجميع أن ينشر تلك الثقافة محاولا استعادة الإنسانية في قلوب البشر فما أصعب أن تفقد غال أمام عيناك……