شعر وحكاياتعام
نهرُ الأمنيات …
شعر : مصطفى الحاج حسين .
احتمي بوجعي
كلَّما هاجمني بُعدكِ
استندُ على تعثُّري
كي لا يخطفني السُّقوطُ
عكَّازتي لهفتي اللاهثة
وأشواقي تجلدُ الدُّروبَ
تحثُّ خطايَ صوبَ احتراقي
لولا أيادي القهرِ تكمشني
لكنتُ طرتُ إليكِ
لولا أجنحتي المكتوفةُ بنبضِها
لولا قامتي المحشورةُ بالسَّدى
ولولا المدى المكبَّلُ بغصَّتي
كنتُ أهربُ من جنازتي
أختبئُ في ظلِّ السَّرابِ الرَّاعفِ
وأعودُ مكلَّلاً بدمعتي الخائرة
أحملُ إليكِ أُفُقاً
ترقصُ في ساحاتِهِ الغيومَ
وشمساً تضيءُ الليلَ
ونهراً من الابتسامِ المثمر
سأعَلِّمُ جدرَانَكِ البوحَ
وأدَرِّبُ آلامكِ على الطَّيرانِ
وأمنحُ شبابيكَكِ محارمَ الضَّوء
وأرشُّ على جدرانِكِ أسرابَ العصافير
وأخصِّصُ للفرحةِ مكاناً للإقامةِ
جوارَ الفراشاتِ الرَّاقصةِ
سيعودُ إليكِ وميضُ الانعتاقِ
ويهلِّلُ على جوانبِكِ
نهرُ الأمنياتِ العابقةِ بالسَّلامِ
مدينتي الطَّافحةُ بالدَّمِ
المرتاعةُ أحجارُها من شهقَةِ النَّزيفِ
آنَ للموتِ أنْ يلزَمَ حدَّه
آنَ للفجرِ أنْ يلوحَ
وتعودُ الحياةُ
لتتفتَّحَ أوراقها على أبوابكِ
وتنصبُ النُّجومُ دبكتها
الهادرَةَ بالحبِّ
فوقَ قلعتِكِ العاشقة
ياحلب *
مصطفى الحاج حسين .
إسطنبول