شعر وحكاياتعام
عُد يا علي !
الشاعر العراقي
هاني أبو مصطفى
عُذْرَاً وصيَّ مُحَمّدٍ يا حيدرةْ
الفكرُ أعمى والعقولُ مُزوّرة
وإذا أردتَ بأنْ أوضحَ مقصدي
الدينُ غُرّرَ والسماءُ مُشَفّرة
لو أنهم سُئلوا لقالوا عنك لم
تُحرفْ وأنك مثلُ خطّ المسْطَرة
بل أنت قُدْوَتُهم ولكن خالفوا
بالفعلِ قُدْوَتَهم وباعوا مَعْشَرَه
كَذبوا فأنت منارةٌ ما أخطأت
بالصوتِ تزرعُ نبتةً مُتَحضّرة
عُذراً إمامَ الوقتِ جاؤوا غِيلةً
وتظاهروا بالعدلِ عدلٌ مَسْخَرَة
لو تدري ما فعلوا بشعبِكَ سيدي
أمرٌ خطيرٌ مَرَّ لن تتَصوّره
صلّوا أمامَ الناسِ مثلكَ حِيلةً
تلك الصلاةُ غريبةٌ ومُدبّرة
رسموا لنا القُرآنَ وفْقَ مُرادِهم
لا نفهمُ القُرآنَ كي نَتَدَبّره
كم علّمونا في المدارسِ حينما
كنا صغاراً لا نجيدُ المبْخَرَة
أنّ الإمامَ عليَّ كان عدالةً
وبأنهم نُسَخُ الإمامِ مُكرّرة
كنا لأجلك دائماً نشتاقُهُم
ونقولُ لو حكموا أعادوا مِنْبَرَه
ولكم ضحايانا على أقدامهم
ذهبت ونملأُ بالضحايا المقْبَرَة
حتى إذا جلسوا على أعناقنا
غنَّى معاويةٌ وجدّدَ مَظْهَرَه
ظهروا بأبشعِ صورةٍ وتهاونوا
وتبيّنوا بحقائقٍ مُتجبّرة
يبكون جُرحَكَ كلما قلنا لهم
هذا التَّصرّفُ لا يليقُ بمنْحَرَه
أخبر حفيدَكَ مَن يُحاولُ خِفْيَةً
بعضُ القلوبِ دسائسٌ مُتَكبَّرة
واشرح لهُ حِيَلَ الطُّغَاةِ بدقّةٍ
ليس الولاءُ سوى وجوهٍ ثَرْثَرَة
قد يُسمعونكَ مَقْتَلاً وخطابةً
وسياسةً أبعادُها مُتَوَتّرة
كتبوا اسمكَ القانونَ إلا أنهم
لا يؤمنون فللمصالحِ زَمْجَرَة
النفطُ مِن حصصِ الذواتِ ودائماً
أحزابُهم أولى تُحبُّ المجزرة
سرقوا الخزينةَ كلها وتقاسموا
الأموالَ إنَّ بلادَنا مُسْتَعْمَرَة
الطائفيةُ بعد أنْ أخذت بنا
جعلوا الديارَ على العبادِ مُدَمّرة
هذا بسكّينٍ أراد خلافةً
فينا وذاك مشى يُصفّحُ دَفْتَرَه
الناسُ في دوَّامةٍ يا قائدَ
الأحرارِ تعصرُهم حياةٌ مُقْفِرَة
ماتوا من الجوعِ ابتغاءَ سلامةٍ
معدومةٍ فزمانُهم ما أحْقَرَه
لم يتركوا لفمِ العراقِ مكانةً
كالوهُ يا مولايَ كيلَ السّنْدَره
وترى العراقيينَ ليس طموحُهم
إلا رغيفاً يكرهون تأخُّرَه
يئسوا من العيشِ الرغيدِ وأدركوا
أنّ السعادةَ قِسمةٌ مُتكَسّرة
وبأنَّ هذا الانتظارَ نهايةٌ
في أرضِ وادي الرافدين مُدَثّرة
فاغفر لهم هذا القنوطَ وقل لهم
لا تصبروا حُلَمٌ مضى ما أكبره
قد زوّرا التاريخَ بعدكَ كُلّهُ
صَفَحَاتُهُ مجروحةٌ مُتذمّرة
ومِن المساحاتِ التي أدركتُها
شيبوبُ أمضى حكمةً مِن عنترة
عُذراً لأنك يا عليُّ قصيدةٌ
لو أنها قُرأت ولكن مُنْذِرَة
ما كان بعدك عادلٌ فارجع لنا
وامنح قلوبَ العاشقين التّذْكَرَة
نحنُ اليتامى مُذ رحلتَ وحسبُنا
رؤياك تجعلُنا غُصوناً مُثمرة
سترى عدوّك يدّعيك بقتلِنا
ويصوغُ حُكْمَاً باطلاً ما أغدَرَه
هبنا حنانَك فالحنانُ بعصرِنا
خِدَعٌ وما عُدنا نُطيقُ تَبَطُّره
لسنا نودُّ مناصباً ومراتباً
يكفي سنحفظهُ ولن نستنكره
أين الكؤوسُ الصادراتُ من العُلا
تلك الكؤوسُ بمُفرداتِك مُسْكِرَة
أنا لستُ شيعيَّ الكلامِ ولا يدي
ذهبت لغيرك كي تُبايعَ سَمْسَرَة
بل أنت وحدك في ضميريَ شُعلةٌ
ومسيرةٌ تهبُ المريدَ تَجذُّره
أنا لستُ سُنيَّاً بمعنى ناكرٍ
بل سُنتي أنَّ العيوبَ مُكفّرة
وجمعتُ بين المذهبين بوحدةٍ
جعلت فؤادي ريشةً ومُشجّرة
أنا مُسلمٌ يرضى الجميعَ توافقاً
في الارضِ في الإنسان ِ أرسمُ محبرة
أيقنتُ أنك لا تُشابهُ واحداً
منهم ولم تقبلْ يداً مُتَستّرة
عُد واضرب المُتكبرين ليعلموا
ما زلتَ فارسَ خيبرٍ والقنطرة
عُذراً أبا الحسنين دينُ نبيَّك
المُختارِ أصبح فِكْرَةً مُتصحّرة
الدينُ أنتم أثبتت أخلاقُكم
هذا وأمّا الآن نكرهُ مَعْبَرَه
فارجع بصورةِ قائمٍ لتُبدَّلَ
الأرقامَ واخلع شِرعَةً مُتجبّرة
سيُقالُ عنك بأنَّ هذا كافرٌ
ويُحاربونك كي تقولَ المعذرة
عُد يا عليُّ فإنّ أُمةَ سورةِ
التوحيدِ ماعادت ديارَ المفْخَرَة
واسمح لمثلي أن يُبيحَك سِرّهُ
كلُ البلادِ بدينها مُسْتَهْتِرَة
عُد لا لنشرِ الدينِ في أرجائِنا
بل كي تُبدّلَ دِينَنَا وتُغيّرَه
ولكي تُعيدَ بناءهُ فجميعُنا
مُتلوثٌ والعفو عندَ المَقْدِرَة