شعر وحكاياتعام

نَمُوتُ لِنَبْقَى …


نَمُوتُ لِنَبْقَى ...


شعر : مصطفى الحاج حسين .

سَنَنْتَظِرُ طَوِيلاً


وَنَمُوتُ كَثِيرَاً

وَنَحيَا على فُتَاتِ الأَمَلِ

حَرَائِقُ قَهرِنَا تُضِيءُ البَصِيرَةَ

تَجُوعُ خَطُوَاتُنَا لِلدُّرُوبِ

وَنَجُوبُ زُرقَةَ السَّماءِ

نَبحَثُ عَنْ غَيْمَةٍ بَيضَاءَ

نُنْصُبُ عَلَيْهَا خِيَامَنَا العَارِيَةَ

لِنُسكِنُ فِيهَا دُمُوعَنَا النَّخِرَةَ

وَنَقُولُ لِلرَبِّ :

– طُرِدنَا مِنْ فِردَوسِنَا

وَلَمْ نَقطِفْ التُّفَّاحَ

وَلَمْ نُصَادِقْ الشَّيطَانَ يَومَاً

إنَّما الطَّاغُوتُ

أَجَازَ إعدَامَ الصَّهِيلِ

يَومَ اكتَشَفنَا

أَنَّ لِأَروَاحِنَا أَجنِحَةً

فَتَحَ لِلمَوتِ أَبوَابَ المَدَى

وَأَدخَلَ على يَاسَمِينِنَا الجَرَادَ

صَارَ الوَطَنُ مِقصَلَةً

وَتَحَوَّلَ الفَضَاءُ

مُجَمَّعاً لأشلائِنَا

وَأَلْقَتْ بِنَا الأرضُ

إلى بُحَيْرَاتِ التِّيهِ

لِتُنقِذَ مَاتَبَقَّى من أعشَابِنَا الخَضرَاءِ

فَنَحنُ النَّاهِضُونَ مِنَ الحُطَامِ

والقَادِمُونَ مِنْ نَوَافِيرِ الدَّمِ

نُعلِنُ عُصيَانَنَا على المَوتِ

نَمُوتُ

ولا تُقَسَّمُ البِلادُ

نَمُوتُ لِنَبقَى

وَنَبقَى لِنَمُوتْ *

مصطفى الحاج حسين .

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock