بقلم لميا مصطفى
قابلت صديقتي عَلى ضفاف النيل بعد سنين قد اكتفينا خلالها بالمكالمات التليفونيه والسؤال السريع عن أحوال كل منا وقد لاحظت الجرم الذى ارتكبناه بحق أنفسنا،لماذا تركنا أنفسنا لكل هذة الأيام تباعد بيننا وكل واحدة فينا قد إعتلى وجهها كم هائل من علامات سنين محملة بهموم ومسئوليات ومشاكل لا حصر لها، وحين حدقت في عينيها سألتها أين صديقتى القديمة،التى أعرفها احسست أنك غريبه عنى هل هذا إحساس.
طبيعى أم أننى أبحث بداخلنا عن نفس الأيام التي عشناها سويا فى أول عمرنا، أيّام محملة بالآمال والأحلام وقد صدمتني حين قالت لى كل هذا تبخر بفعل الأيام تسير فى إتجاه ونحن برغباتنا وأحلامنا كنا نرغب ونتمنى ان نسير بطريق أخر،وصار بيننا وقت طويل من الصمت،لقد اتفقنا عليه دون اتفاق وابتسمت لى ابتسامة هى نفس الإبتسامه القديم. وأدركت حينها أننى عندما إلتقيت بها فعلاً إلتقيت بإنسانه بالفعل كانت. غريبه عنى والتمست لنفسى العذر،وشَعُرت حينها بمرارة وقسوة السنين. ورويداً رويداً كنت وانا جالسه أستعيد صديقتى التى كانت. إن الإحساس بالغربة ليس مشروطاً بالسفر لخارج البلاد فإن هذا لإحساس هين بل طبيعى وأبشع أنواع الغربة التى نعيشها مع أقرب الناس إلينا،يمدوننا بكل شيئ ولكنهم لا يعطونا ما نحتاج إليه وبين هذا وذاك نجد الإحساس والروح هم الأبطال الحقيقيين هم الجوهرة المفقودة التى يبحث عنها كل البشر ويحتاج إليها كل واحد على وجه الأرض إلى آخر الحياة، فيحصل عليها المحظوظين فقط فهى نعمة يمنحها الله لعباده،الروح المشتركة والإحساس المُرسَل الذى يتخطى كل الظروف والعقبات هو أقوى وأبقى يحيا به البعض برغم البعد، يجدوا فيه الونس والحياه يجدوا فيه عُمر إفتراضي آخر يعينهم على تحمل إحساس الغربة وسط الزحام.و جددنا عهدنا بأن لن نترك الظروف والحياة تُباعد بيننا ثانيةً فالدقائق التى نقضيها عن قرب هى الممحاة التى نسترد بها بريق الأيام وربيعنا الذى ولي.