بقلم د. غادة فتحي الدجوي
نقطة بيضاء… نعم كل منا يحمل نقطة نور بداخله و لكن كم منا يحافظ عليها و يقويها، و يمسك بها.
دار بيني و بين أحد أقاربي حديث عن الثقة و عدم الثقة في الأشخاص المحيطة بِنَا من معارف و أصدقاء و أننا لا بد أن نتعامل مع الناس بحذر و عدم محبتهم و التعامل معهم بثقة الا بعد أن تؤكد لنا الحياة أنهم يستحقون ذلك.. و أن من لا يستحق علينا أن نبعده تماما عن حياتنا. المشكلة أنني موافقة علي بعض الكلمات و يطرد قلبي البعض الآخر .. بداخلي “نقطة نور “تفصل بين الموقف و الاخر ، في خضم الحياة نتقابل مع العديدون و لا أخفي أنني أحب و أعطي الثقة سريعا و لا أري العيوب في الأخرين و بالتالي مع أول موقف تتكشف لي حقائق لم أكن أراها … المشكلةأكبر من هذا، المشكلة في من تجمعنا الحياة كثيرا علي مفاهيم و فجأة تكتشف أنك عشت سنوات لا تفهم الحقائق و الشخصيات و من حولك يبدأون في السخرية منك و تكون تعليقاتهم ” لن تتعلمي أبدا ، ستظلين كما إنتي ” و كأنني ارتكب ذنبا … حقا في الماضي كنت عندما اصطدم بموقف هكذا أخرج هؤلاء الأشخاص من حياتي فورا حتي لا يصيبوا قلبي بأذي، أما الأن اختلف الأمر أتدرون كيف؟
في مواقف في حياتي لي أصدقاء أحبهم و أحترمهم و أحيانا يتدخل القدر و بالطبع أشخاص أخرون ليفسدون هذه العلاقة بشكل أو بأخر و يتوقعون من حولي أن أبدا في الحرب أو علي الأقل في السب او للمقاطعه، و لكن يفاجئون بأني أدافع عنهم .. بالطبع مقتنعة أنهم أخطأوا في حقي و ربما تسببوا في جرحي و أقر بذلك و لكن دوما أبحث لهم عن نقطة النور الموجودة بقلبي و عن موقف مهم و إيجابي لهم في حياتي، يجعلني ألتمس لهم العذر في أن يبقي لهم في قلبي نقطة نور تطرد أي نقطة سوداء ربما تجعل قلبي مظلم، لأن من قناعاتي انه اذا دخل قلبي اَي نقطة سوداء بأي معني في قلبي ستكبر لتأكل كل النقاط المنيرة لتصبح ظلمة و نارا ربما تأكلني انا شخصيا..
لست مثالية لكني دوما أحاول أن احافظ علي نفسي الذي خلقها الله سبحانه و تعالي محبة للحياة.
فمن من حولي من كان بجانب أخي و أنا في غربة و من ساعدني في طريقي و لو بدفعة ايجابيه و منهم من كان سند في وقت الضيق و منهم من كان يدعمني في ضيق اليد و الحياة… لا أستطيع أن أنكر ذلك و لا أنكر أنهم في قلبي و لكن يجرحني منهم أحيانا الاهمال ، التعالي، العمي، الصم، عدم التقدير و لكن مع كل هذا أتحداهم ،،، فمهما فعلتم لن تستطيعوا ان تجعلوا بقلبي نقاط سوداء.. و ستبقي النقاط المضيئة ..
أحبائي كتبت لكم هذه الوريقة كي أقول لكم أن الله عليم بقلوب عبادة و رحيم بِنَا ، لا تجعلوا الأحداث تفقدكم من احببتوهم و الأهم حافظوا علي من أخبركم فالقلوب رزق.. إما أن تحافظوا علي نقاط من تحبوهم مضيئة في قلوبكم وإما ان تخرجوهم تماما من قلوبكم و كأنهم لم يكونوا…و لكن احذروا أن تزرعوا نقاطا سوداء مظلمة فإنها شديدة التكاثر و تسبب مرضا قاتلا اسمه ” عمي البصيرة”
و كل واحد منا لديه صحبة تعزز طاقة النور لدية و هذه الصورة لصحبة تعزز في قلبي كل مسارات النور
اعملوا علي إبقاء طاقة نور قلوبكم علي قيد الحياة