عاممقالات

ريا و سكينة من الإجرام للبطولة



ريا و سكينة من الإجرام للبطولة

بقلم /همس أيمن رياض

 قضية ريا و سكينة من أهم وأغرب القضايا الساخنة والمثيرة حتى وقتنا هذا، فقد اختلفت المصادر حول حقيقتهما ، هل حقا هم سفاحتا النساء، أم أنهما كان لهما حس وطني، ويقوموا بمقاومة الإحتلال البريطاني، كانت قضية سفاحتا النساء “رياوسكينة”انشغال أهل عروس البحر المتوسط في الفترة ما بين(١٩٢٠/ ١٩٢).

أسباب و طريقة تنفيذ الجرائم: 

وكانت عملياتهما الإجرامية تتم باختيار ضحاياها من سوق زنقة الستات ، و بالذات اللواتي يسكن في المنازل المجاورة لمنزل ريا وسكينة، وكان سوق زنقة الستات هو السوق الذي تتبضع فيه كل غنية مزينة بالجواهر و المالكة للحاجيات الغالية ،و تقوم المجرمتان بالقرب منهما بحجة الصداقة والجيرة او الونس و تبدأ دعوتهما لتوطيد العلاقات بالزيارات و المضايقة حتى تأتي الضحية بإرادتها دون ضجة او شكوك و يتم استدراجها و اغرائها للحضور و البقاء ،ثم تقوم ريا و سكينة بسقي الضحية خمور شديدة التاثير و تقومان بقتلها ودفنها أسفل بلاط و رمال المنزل ، و لإخفاء رائحة الجثث المسلوبة مجوهراتها ،كانتا يوزعان رائحة البخور في أرجاء المنزل.


ريا و سكينة من الإجرام للبطولة

أقرا أيضآ:

لغز مقتل أسمهان


 أكتشاف أمر العصابة : 

و تم اكتشاف جريمتهما بالصدفة بعدما تقدمت أهالي الضحايا المختفية بالعديد من البلاغات في أقسام الإسكندرية ، و لم تذهب شكوك الحكومة للعنصر النسائي في الإدانة ، حيث يصعب على المرأة القيام بهذه الجرائم بهذا الجمود و الجبروت ،بل و لم تأت فكرة الخطف في تفسيرات القضايا أصلا ، لما انتشر في هذا الوقت من هروب الفتيات بسبب التمرد علي ضيق المعيشة و الفقر أو ربما بسبب الحب و العشق .


أقرا أيضآ:

أسطورة جيش التيراكوتا الصينى


 تطور خطوات البحث و التحقيق: 

و لكن تأكدت احتمالية حدوث الإختطاف عمدا عندما ذهبت إحدي السيدات لعمل بلاغ لدي حكمدار القسم باختفاء ابنتها صاحبة الخمسة والعشرين عاما ، وأدلت بمعلومات عن امتلاكها كثير من الذهب ،و أنها بعيدة كل البعد عن الهرب بسبب الأسباب المذكورة ، وبدأت من هنا المحاولات للبحث عن المجرم، مع العلم أنه في ذلك الوقت لم يكن هناك أوراق لتسجيل الهوية ،كما انتشرت بين السيدات ارتداء البيشة السوداء ، فكانت المحاولات للقبض على المجرم بالنسبة للحكومة كأنها محاولة الإمساك بقطعة من الهواء ، و اشتعل لهيب النار في قلوب أهالي الضحايا ، و ذلك حتي جاء الرجل إيطالي الجنسية الذي قام بتأجير منزل ريا و سكينة من صاحبه الضرير، و كان يقوم بتوصيل المياه و الصرف الصحي للمنزل ، و أثناء الحفر تم اكتشاف الجثث المدفونة و بقاياها المتحللة ، و عندما صعب علي الحكومة الوصول للأدلة تم استدعاء بديعة ابنة ريا للحصول على أقوالها ، وكانت مصر محتلة في هذه الحقبة من قبل الإنجليز ، لذلك وجهت السلطات التهم لفاعليها ، و قيل من بعض المصادر أن المجرمين قاموا بالإعتراف بفعلتهم ؛لذلك قامت السلطات بإعدامهم ،لكن على الصعيد الآخر .


ريا و سكينة من الإجرام للبطولة


 ماحدث في فتح التحقيقات من جديد: 

بعد مرور حوالي قرن من الزمان وضعت القضية في حلقة التساؤلات من جديد، بعدما أظهرت عدة مصادر أخري وطنية ريا و سكينة و ادعت براءتهما و وطنيتهم ، و ذلك عندما صرحت بمتناقضات ما ذكر عن هذه القضية و أخرجت ما يثبت-من وجهة نظر المصدر- وطنية السيدتين و قيل أن هذه الجثث كانت لعساكر من الجيش الإنجليزي . 


تساؤلات مفقودة الجواب:

 و لكن أين الحقيقة؟ و كيف كانت الجثث للذكور مع أن القصة قائمة على استهداف فتيات منطقة المنشية ؟ و هل بعد تناول الدراما و المسرح هذه القصة يهدم التاريخ؟أيهما الأسطورة و أيهما الواقع؟ و إذا ادعى أحدهم التفسير ، فما الدليل؟ أيعقل أن يتم إعدامهم شنقا بالظلم؟ و كيف شهدت بديعة ضد والدتها و خالتها؟


أقرا أيضآ:

مجتمعنا العربى والطبقية

-وستظل هذه القضية محور سؤال و مع تطور العقل البشري و ظهور أدلة جديدة سيخطو المسئولون خطوات جديدة ثمينة في هذه الأحداث و ستظل هذه القصة إرثا ثمينا يتوارثه ،يبحث فيه ،كل جيل بعد الآخر ، و يوما ما يحاسب ناشرو الزور ،ويثاب مظهر الحقيقة،و وقت الاكتشاف ستظهر قضايا جديدة تشغل البشر في كل زمان و مكان ،فهذه سنة الحياة فيها التطور يجري وراء الانسان،و الانسان يبحث عن خيوطه.


رئيس قسم المقالات / غادة عبدالله

نائب رئيس قسم المقالات/ هبة سلطان


للمزيد تابعونا على موقعنا:

مجلة سحر الحياة

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock