بقلم /هبه عبدالجواد
مهندسة وإعلامية
ربما تحمل كلماتى هنا رؤية تحليلية نابعة من مراقبة الوضع الراهن للنسيج الشعبى المصرى .
فمنذ القدم وتحكى الأساطير ويسرد التاريخ روايات عن تماسك الشعب المصرى وتكاتفه ضد كل الأزمات التى مر بها منذ غزو الهكسوس والتتار مرورا بالحملة الفرنسية والإحتلال البريطاني والعدوان الثلاثى وغيرها كثيراً إنتهاءً بحكم الإخوان لمصر ،وكلنا نعى جيداً الجملة المشهورة والهتاف الرائع “يحيا الهلال مع الصليب ” الذى تغنت به مظاهرتنا منذ القدم وجسدتها السينما المصرية لتعيد علينا مشاهد ترابطنا من الحين للآخر .
فلن يزايد على تماسكنا أحد ولا على ترابطنا أحد فنحن شعب متماسك بالفطرة متداخل كالعاشق والمعشوق نتناغم كخلايا النحل لننتج جميعاً العسل فى حب بلادنا.
لكن ماذا حدث لنا ؟! بعد أن أبهرنا العالم بنزاهة ثوراتنا ووقوفنا جنباً إلى جنب خلف جيش بلادنا وتخلصنا من مخططات الإخوان والدخول فى نفق مجهول مظلم معهم وأنرنا الطريق لننهض ببلدنا وكنا كلنا آمال بتغيير مصرنا الحبيبة ما الذى طرأ علينا لننحدر لمنعطف الاختلاف الغير لائق والتمزق ؟!
أصبحنا نسيء كلاً منا للآخر فقط لإختلاف الرأى؟!!!
أٌمسك بهاتفى الخلوى أراقب الآراء على برامج التواصل الإجتماعى لينتابنى حالة من الذهول مختلطة بالحزن إلى ماآلت إليه هويتنا المصرية التى كانت الطيبة والتسامح من أول سماتها .
فالمؤيد المدافع عن رأيه فى النظام الحالى والجيش المصرى العظيم هو محب لبلده لا أجادله أبداً فى الدفاع عن رأيه لأنى على يقين أنه يرى أن إصلاح الأوضاع فى مصر سيتم من خلال السياسات الراهنة .
كذلك المعارض ينتقد بعض الأمور أملاً منه فى أن تصبح مصر أفضل من وجهة نظره السياسية التى ربما تختلف مع المؤيد لكن لكلا منا قناعاته فهذا نظرته تحترم وذاك أيضاً يحترم رأيه ونحن ننادى جميعاً بحرية الرأى والفكر. ولا تقوم الدول الناجحة إلا فى ظل مناخ سياسي صحى وصحة السياسة فى التأييد والمعارضة طبقاً لمعايير الوطنية النقية.
لكن ما آراه هو سٌباب وهجوم من مؤيد ومعارض إلا من رحم ربي فقط لأنهم اختلفوا فى الآراء والمنظور العام للرؤية السياسية بمصر . فلما ؟! هنا السؤال لما هذا الإنشقاق ؟! لما تناسينا مقولة من أجمل المقولات أن الإختلاف فى الرأى لا يفسد للود قضية؟!!!!!!!!
لما الإتهامات اللاذعة من الطرفين لما ننساق الى التمزق المجتمعى متناسين أن هناك من ينتظر سقوطنا؟!!!!!!!!!
إلى متى سنظل فى هجوم وتخوين كلاً منا الآخر ؟! أنسيتم هويتكم؟!
أنتم جميعاً مصريون إنها مصر ياسادة الأوضاع فى بلادنا فى وضع الغليان ونحن على المحك فهل هذا لايستوجب علينا الإتحاد حتى نفسياً وإجتماعياً لا أطالب أحد بتغيير رأيه ولا أنكر على معارض أبدا وطنيته فهنا يستحضرنى مشهد فى مسلسل رأفت الهجان حينما طلبوا تجنيد صحفية إسرائيلية فى المخابرات المصرية فكان الرد أنها تهاجم بلدها دائماً لأنها أكثرهم حباً لها لايمكن تجنيدها لأنها تطمح لأن تصبح بلدها أحسن البلدان وهنا الفكرة المعارض المتزن يطمح فى تحقيق الأفضل دائماً فهو شخص طامح لبلده كذلك المؤيد لديه الثقة والصبر لما يحدث من تطور فى ماهو جارى على ثقة بقدرة النظام الحالى على تنمية الأوضاع وينتظر أيضاً الأفضل .
دعونا نأكد جميعاً أن كلنا نحب مصر كلنا نراها أم الدنيا فمصر الساحرة معشوقة العالم بأكمله .
بلادنا محط إهتمام دول العالم بأكملها حاولوا بكل ما أوتوا من قوة أن ينتزعوها مننا وما استطاعوا.
لا أحترم المعارضة التى تهين جيش بلادنا فهو درع الأمان لنا أٌنقد بموضوعية سياسيةإعترض بما يحقق الصالح العام ولا يشوه بلدك.
وأكره ألفاظ المؤيد الفظة والتى تتعدى الذوق العام وماتربينا عليه وخاصة أن من أخطر ما لاحظته بشدةالبنات والنساء ممن يكتبون بلهجة الرجال الغير سوية على برامج السوشيال ميديا لاتنتقصى من أنوثتك من فضلك لاتتطمسى بكلماتك صورة المرأة المصرية المحترمة المهذبة السوية
فيمكنك النقد أو التأييد بأسلوب راقٍ فكل ماتكتبيه أصبح متناولا بين أيادى الشعوب الأخرى فكونى مثالا يحتذى به ويشهد له العالم من حولك كمصرية لا تقترب من المساس بالصورة العامة للمرأة المصرية.
لا تشوهوا أبداً ولا تنسوا أنكم انعكاس لصورة بلادكم.
لاتسمحوا لإختلاف وجهات النظر أن تحطم الرباط الوثيق بيننا نحن من أقوى الشعوب ترابطاًواجهنا الفتن الطائفية والإرهاب سويا واجهنا مخططات الغرب سوياً كنّا دائماً سوياً يا أهل مصر .
فلا تدعوا مصر تذرف الدمع ممزقة بينكم فأنتم جميعاً أبنائها .
أنقذوا هويتنا المصرية تقبلوا الآراء اختلفوا بتحضر يا أبناء الحضارات كونوا منارة العالم كما كُنتُم دائماً نختلف ونتفق نؤيد ونعارض جميعاً فى حب مصر
فلا لسقوط الهوية المصرية مابين التأييد والمعارضة … فتحيا بلادى … تحيا مصر يا شعب مصر .
رئيسة قسم صحتك بالدنيا /نهى على