كتب/خطاب معوض خطاب
اليوم عيد ميلاد الكاتب الكبير يسري الجندي”76 عاما”، والكاتب الكبير يسري الجندي يعتبر أحد رواد المسرح المصري الحديث، وهو مولود في دمياط يوم 5 فبراير سنة 1942م، ومجلة سحر الحياة تهنئ كاتبنا الكبير ومحبيه بهذه المناسبة، ويسري الجندي يعتبر واحدا من أبرز كتاب جيله بل هو أبرزهم في استلهام التراث الشعبي في أعماله الفنية، ولعل هذا أحد أهم الأسباب التي أدخلته قلوب المشاهدين الذين تابعوا أعماله في المسرح والسينما والتليفزيون، وهذه الأعمال كما أثارت إعجاب المشاهدين فقد أثارت فيهم الحمية والإنتماء للهوية والوطن.
بدأت رحلة يسري الجندي مع الإبداع عن طريق المسرح في أواخر الستينيات، حيث استلهم السير الشعبية في كتاباته المسرحية مثل:علي الزيبق، وعنترة، والإسكافي ملكا، كما استلهم أيضا السير الشعبية في كتاباته بعد ذلك للسينما والتليفزيون مثل فيلم سعد اليتيم ومسلسلات: علي الزيبق، والسيرة الهلالية، ومملوك في الحارة، والذي استوحاه من السيرة الشعبية للظاهر بيبرس، لكنه برع أيضا في كتابة عدد من المسلسلات مثل: التوأم، والطارق، وجحا المصري، وناصر، وسقوط الخلافة، وخيبر، وجمهورية زفتى، ونهاية العالم ليست غدا، وعبد الله النديم، وبعد العاصفة، الطريف أن الكاتب الكبير يسري الجندي كتب للتليفزيون مسلسلين نجحا بصورة عجيبة رغم أنهما يدوران حول فكرة واحدة ، وهي انتظار البطل المخلص من الظلم والطغيان، المسلسل الأول هو “الوجه الآخر” حيث كان البطل المنتظر هو الفنان “محمود مسعود”، والمسلسل الثاني هو ” حصاد الشر” وكان البطل المخلص هو الفنان “طارق الدسوقي”.
بداية تدفق موهبة وإبداع الكاتب يسري الجندي بعد هزيمة 5 يونيو 1967م، حيث بدأ بالاهتمام بالبحث عن التراث لتأكيد الهوية المصرية الأصيلة لذلك كتب العديد من السير الشعبية، كذلك اهتم بالكشف عن اليهود فكتب أواخر الستينيات من القرن الماضي مسرحية اسمها ” ما حدث لليهودي التائه مع المسيحي المنتظر”، وتم إجراء البروفات استعدادا لعرض المسرحية بالفعل سنة 1972م، لكنها تعرضت للتوقف قبل العرض مباشرة وتحديدا ليلة البروفة الجنيرال بسبب الإعتراض على اسم المسرحية رغم موافقة الرقابة عليها في البداية، واستمر منع المسرحية لمدة 16 عاما حيث تم تعديل اسمها وعرضت باسم “القضية 88” لكنها تعرضت للتوقف مرة أخرى دون إبداء أي أسباب.
وتمر السنوات حتى يأتي عام 2007م وتقوم د. هدى وصفي بعرض المسرحية مرة أخرى على مسرح الهناجر بدار الأوبرا المصرية لكن تم وقف عرض المسرحية أيضا وسط دهشة وتعجب جميع المتابعين لهذا الحدث، هذه المسرحية تكاد تكون الوحيدة على مستوى العالم التي تعرضت للتوقف والمنع طوال هذه المدة وربما تدخل موسوعة جينيس للأرقام القياسية لهذا السبب، وسط طوفان المنع من العرض الذي تعرضت له هذه المسرحية نجت مرة واحدة من المنع حين سافرت احدى الفرق المحلية من محافظة بور سعيد وشاركت بها في أحد المهرجانات ببغداد، لكنها نجت بأعجوبة بعد أن تصدى الكاتب الراحل سعد الدين وهبة لمن حاولوا منعها من العرض خارج مصر أيضا!!!
اليوم ونحن نحتفل بعيد ميلاد الكاتب الكبير يسري الجندي نتساءل: لماذا تمنع هذه المسرحية من العرض؟ كما نتساءل: هل يا ترى من الممكن أن نشاهد هذه المسرحية بأعيينا؟! على الأقل لنحكم عليها بأنفسنا، ربما فعلا تستحق المنع من العرض!!!