شعر وحكاياتعام
تباشير الصباح
شاعر المعلمين العرب
حسن كنعان
تَمضي الليالي فتطوي الهمَّ والحَزَنا
من بعدِ ما أرّقت أجفاننا زمَنَا
وكنت آملُ أن يُفضي الرّحيلُ إلى
يومٍ نعودُ لدارٍ بعد غربتنا
قد مرّ خمسون عاماً في مقارعةٍ
والأرضُ تأكلُ منّا الصّبرَ والبدنا
طوبى لأهلٍ بأرضِ العِزّةِ انغرسوا
وأرخصوا المالَ والأرواح والسكنا
هذي فلسطين يا من لستَ تعرفها
من جنة الخُلدِ قد خُصّتْ لنا وطنا
سل باذلَ الروحِ لبّى صوتَ جنّتهِ
كي يفتدي الأرض هل عدّ الفدا مِنَنا
أمّا أسارى الحمى في السَّجنِ قد بذلوا
عمراً وما منهُمُ من خارَ أو جَبُنا
شعبٌ يرابط والدنيا تراقبهُ
وعصفُ شوقٍ لكسر القيد ما سكنا
إنّ الليالي حبالى فانظروا لغدٍ
سيبزغُ الفجر فلنندبْ لهُ ( حسنا)
حتى يقولَ لأهل الحقِّ أنصفكم
ربٌّ هو الحقُّ لا يرضى ظُلامتنا
القبرُ والسَّجنُ والموصوبُ من عِلَلٍ
شواهدُ البذلِ والأيّامُ تنصفُنا
إنْ عشتُ أنسجُ من شعري قلائدَها
أو متُّ قدّتْ من الأشعار لي كفنا