كتب/خطاب معوض خطاب
بين الحقيقة والأسطورة
قصص كثيرة تروى وحكايات عديدة تحكى وتقال في الموروث الشعبي المصري تدور كلها حول أسطورة وحكاية السبع بنات، شوارع ومستشفيات وأماكن كثيرة موجودة في شرق مصر وغربها اسمها السبع بنات، في القاهرة والإسكندرية والبهنسا والمحلة والسويس وغيرها من محافظات ومدن وقرى مصر، كل هذه القصص تشير للبركة التي تحل على زوار هذه الأماكن، كما تشير هذه القصص والحكايات إلى المستحيل الذي يصبح ممكنا وواقعا ملموسا يتحقق بزيارة واحدة للمكان الذي عاشت فيه البنات السبع.
تتعدد الأماكن وتختلف الحكايات والروايات عن السبع بنات، فكل مكان له حكايته الخاصة وأسطورته المختلفة، وحكايتنا هذه عن جامع السبع بنات الموجود في وسط القاهرة، وتحديدا بالقرب من تقاطع شارع الأزهر مع شارع بورسعيد، فهذا الجامع الذي كان يعرف قديما بالمدرسة الفخرية أو مدرسة الأمير عبد الفني الفخري، يقع في منطقة باب الخلق بجوار مديرية أمن القاهرة ومحكمة الإستئناف.
هذا الجامع مدفون به سبع بنات عذارى، متن وهن في الصغر، وهذا الجامع كان ومازال مزارا للعامة الذين يعتقدون فيه، باعتباره الحل النهائي لمشاكل العوانس والراغبات في الإنجاب، ومن المعروف أنه قديما كانت الفتيات التي يفوتهن قطار الزواج تأتين إلى جامع البنات يوم الجمعة، فبينما يكون المصلون في سجدتهم الأولى من ركعتهم الأولى في صلاة الجمعة تأتي الفتاة وتمر بسرعة خاطفة بين صفين من المصلين ثم تخرج من الجامع حيث كان الإعتقاد أنها بهذا الفعل ستحل مشكلتها، ومع مرور الزمن انتهى ذلك الفعل ونشي الناس تلك الخرافة لكن ظل اسم جامع البنات باقيا ونسي الناس اسم المدرسة الفخرية والأمير عبد الغني الفخري.
عمر هذا الجامع حوالي 600 سنة، حيث أنشأه الأمير المملوكي عبد الغني الفخري سنة 1418م، وكان لديه سبع بنات أصابهن الطاعون في الصغر ومتن جميعا وهن عذارى واحدة تلو الأخرى في فترة زمنية وجيزة، و تم دفنهن في صحن هذا الجامع، و الأمير عبد الغني الفخري كان مملوكا من أصل أرميني، وتدرج في الوظائف حتى أصبح حاكما للمنطقة الحدودية بين مصر والشام، والجامع كان اسمه المدرسة الفخرية، حيث كان يتم فيه تدريس الفقه على المذاهب الأربعة، وتوفي الأمير عبدالغني الفخري بعد تمام بناء الجامع بشهرين، حيث تم دفنه بجوار بناته السبع داخل صحن الجامع.