سامح عبده
نال فيلم “ذا بوست” أحدث أعمال المخرج الأمريكي الشهير ستيفن سبيلبرج الثناء باعتباره تذكرة جاءت في الوقت المناسب بحرية الصحافة والديمقراطية والوشايات وأكاذيب الحكومات، بحسب وكالة رويترز.
وأراد صناع الفيلم أن يكون وسيلة للدفاع عن حقوق المرأة مخلفا وراءه صدى على نطاق واسع، كما كان الحال في فترة السبعينات حينما بدأت الأصوات تعلو دفاعا عن النساء. وتدور قصة الفيلم الذي يبدأ عرضه في دور السينما، اليوم الجمعة، عن معركة خاضتها الصحف الأمريكية عام 1972 وقادتها صحيفة واشنطن بوست الأمريكية لنشر وثائق مسربة من وزارة الدفاع، وتظهر هذه الوثائق حقيقة أن الحكومات المتعاقبة وسعت سرا حجم العمليات العسكرية الأمريكية في فييتنام حتى رغم اقتناع الزعماء الأمريكيين باستحالة تحقيق النصر.
ومن بين من تصدروا المعركة كاثرين جراهام الصحفية بجريدة واشنطن بوست ذات الخمسين عاما، والتي تجسد دورها النجمة ميريل ستريب، ومن خلال الفيلم تناضل لتنتزع لنفسها موطئ قدم في عالم يهيمن عليه الرجال، وتولت جراهام منصب ناشر الصحيفة بعد وفاة زوجها فيل جراهام.
وأعطت جراهام موافقتها على قرار النشر لرئيس التحرير بن برادلي، الذي يلعب دوره النجم توم هانكس، متحدية أمرا من البيت الأبيض خلال عهد الرئيس ريتشارد نيكسون لتخاطر بتعرضها للسجن، ولم يؤثر القرار على عائلة جراهام فقط بل على مستقبل شركتها وكيف كانت ترى ذاتها.
ويعد هذا الفيلم هو التعاون الثالث بين توم هانكس وبين سبيلبيرج، وكان آخر تعاون بينهم فيلم “جسر الجواسيس” العام الماضي. ومن المتوقع ترشيح النجمة ميريل ستريب عن دورها في الفيلم لجائزة الأوسكار للمرة الحادية والعشرين في تاريخها الفني وهو رقم قياسي. وقالت ستريب إنه لا يخالجها أي شك في أهمية الفيلم بالنسبة للنساء اللاتي يخضن صراعا من أجل الحصول على المساواة في مجالس إدارات الشركات بل وفي هوليوود نفسها.
وأضافت: “أحاول أن أقول للشابات اللائي لم يعشن في تلك الفترة كيف كان الأمر مختلفا ولا يزال في دوائر القيادة هذه، صحيح أننا نشغل الجزء السفلي من الهرم لكن…أينما يتم اتخاذ القرارات لا نحظى بفرص متكافئة، لا نقف على مسافة قريبة حتى”