سامح عبده
من الطفولة وحتى الشيخوخة، تبقى أيام الطفولة والصبا هي أجمل أيام العمر، وفي جولة ذكريات طفولتنا أخذتنا “صاحبة السعادة”، في حلقة بعنوان “عالم عيال عيال” إلى هذا الماضي، ليستعيد كل منا ذكرياته مع الشخصيات والأغاني التي كان يحبها في الكارتون.
وقد حققت الحلقة نجاحا كبيرا كشف عنه تصدر هاشتاج #صاحبة_السعادة المستوى الثاني على الـ”تريند” العربي، ومركزا متقدما في الـ”تريند” العالمي.
وفي حوار خاص لسي بي سي cbc، كشف أحمد زكي الشهير بـ “زاك” مدير أعمال المايسترو جورج قلته قائد أوركسترا “سنكوب”، والمخرج الموسيقي عن بعض كواليس التحضير للحلقة.
عن الفكرة قال زاك إنه تم عرضها على المايسترو جورج قلته من قبل الأستاذ أحمد فايق رئيس تحرير برنامج صاحبة السعادة، على أن يعيد جورج تقديم بعض موسيقى الكارتون بشكل عصري.
متابعا بأن قلته من جانبه رحب بالفكرة جدا لأنه كان يبحث عن تقديم عمل للأطفال بهذا الشكل، وأتاحت له “صاحبة السعادة” ذلك، خلافا عن أنه معروف بأعماله الاستثنائية، فهو أصغر مايسترو مصري يقود الأوركسترا السيمفوني في الأوبرا المصرية، إلى جانب مشاركته مع صاحبة السعادة في حلقات سابقة حققت نجاحا مميزا، حيث تعاون معها في مشروع نادي السينما مع أحمد حرفوش، ونسمة محجوب، وشارك معها أيضا مع أستاذه نادر عباسي، والمرة الثالثة كانت في حلقة “يا تلفزيون يا” وأعاد توزيع تترات البرامج القديمة، مثل “خمسة سياحة” و”عالم الحيوان”.
وأضاف زاك مساعد الإخراج الموسيقي في الحلقة، أنهما هو وقلته بدءا في تحضير قائمة الأغاني، واختارا أكثر من 65 أغنية من أفلام ديزني، وسبيس تون، وأفلام مدبلجة، وأفلام مصرية، وكل ذلك بالتعاون مع المخرج محمد مراد، والأستاذ أحمد فايق، حيث كان يتم الرجوع إليهما في كل الاختيارات، وتعاونهما ساعد على خروج الحلقة بهذا الشكل المبهر.
وعن مدة التحضيرات، قال زاك: “فيما يخص التحضير الموسيقي استغرق حوالى أربع أشهر، ولكن أسرة البرنامج استغرقت حوالي عامين للبحث عن الأصوات الحقيقة التي قدمت الكارتون”.
وتابع زاك أنه كان هناك عددا من التحديات ومنها على سبيل المثال أن موسيقى “توم وجيري”، و”ميكي موس” من المزيكا المعقدة جدا، والتي تحتاج إلى أوركسترا يقارب الـ 120 فردا كي تخرج بنفس الجودة التي كنا نسمعها بها، واستطاع المايسترو جورج قلته كتابة النوت الموسيقية بشكل جديد، ونجح في إخراجها بجودة عالية بـ65 عازفا فقط.
كما كشف بأن التحدي الثاني كان في تقديم موسيقى “مشمش أفندي” أول فيلم كارتون مصري سنة 1939م، ويعد ثالث فيلم كارتون على مستوع العالم تقريبا، قائلا: “كنا حريصين على تقديمها في الحلقة، وكانت المشكلة أمامنا في أن الموسيقى الخاصة به كانت ملعوبة بطريقة بدائية بالبيانولا ومن الصعب تقليدها لأنها معمولة بطريقة تلقائية ودون تخطيط، ومع ذلك استطاع قلته إعادة التوزيع وخرجت جميلة جدا، وكنا حريصين على لعبها لأنه أول فيلم كارتون مصري”.
ويتابع زاك بأن من التحديات الأخرى كان تراك “سنو وايت”، لأن لها منعطف تاريخي أيضا، حيث إن هذا الفيلم هو أول فيلم تم دبلجته لديزني رسميا، وهو من إنتاج 1937، والنسخة المصرية أنتجت 1971، وغنت هذا التراك من قبل دكتورة رتيبة حفني، أول امرأه تولت إدارة الأوبرا في تاريخ الأوبرا المصرية، واختيارنا كان نوعا من التكريم لها لأنها أسهمت كثيرا في مجال الأوبرا والغناء.
وعاد زاك للحديث عن تقديم موسيقى “توم وجيري”، التي وصفها بالتحدي الأكبر في الحلقة، حيث إنها تعتمد على آلالات النفخ النحاسية، مضيفا: “كان معانا ضيوف أجانب عزفوا على آلات نفخ، ليعزف هذا التراك لأول في تاريخ أوركسترا مصري بقيادة مايسترو مصري، وكذلك الأمر بالنسبة لموسيقى ميكي ماوس فانتزيا، والتي تعد تاريخية أيضا، حيث تم تقديمها في فيلم فانتزيا سنة 1940، ويعتمد عزفه على أوركسترا مكونة من 125 عازف، وهي من أكثر المزيكا المعقدة، ولكن قلته استطاع تقديمها بشكل رائع خلال الحلقة”.
وأكد زاك أن كل هذه التحديات التي أنتجت، ومنها ما قدم لأول مرة، تعد إنجازات تاريخية تٌضاف إلى تاريخ العازفين المصريين، وأكبر دليل على ذلك ثناء المايسترو نادر عباسي على هذه المقطوعة تحديدا من خلال حساب الإعلامية إسعاد يونس على “فيسبوك”.
وعن المجموعة الغنائية قال “زاك” إنها كانت مكونة من ستة أفراد وهم أميرة رضا، وشروق الشريف والتي لها خبرات سابقة في الكارتون، حيث إنها الصوت الأصلي لـ إليزا في فيلم مملكة التلج، النسخة العربية، وشاركت في عدد من أفلام الكارتون، ووئام عصام، ومروان عبد المنعم، وأمير عطية، ونديم جمال، وكل منهم له خلفية أكاديمية.
وعن التعاون مع الفنان طارق العربي طرقان، قال: “اتعرفنا عليه أنا والمايسترو جورج قلته وزرناه وقعدنا نشتغل معاه شهرين تقريبا، لإعادة تقديم الأغاني الذي قدمها من قبل بشكل جديد، وكانوا تقريبا 12 أغنية من أهمها كابتن ماجد، وبابار وبات مان، وسيمبا، وصخور الأرض، وطلعت بشكل جميل جدا فضلا عن إنه على المستوى الشخصي راجل عبقري وله تاريخ كبير”.
وأوضح زاك أن الاسم الخاص بالأوركسترا “سنكوب” يعني في لغة الموسيقى الإيقاع غير المنتظم، وهذا التناقض مقصود، لأن الأوركسترا لا بد أن تقدم إيقاعا منتظما، ولكن الهدف من الاسم هو الإشارة إلى القدرة على عزف كل أنواع المزيكا.