أخبار وفنعام

معالي زايد .. مزجت بين الرسم والتمثيل وخطفت القلوب من اول مشهد




سامح عبده

بدأت معالي زايد التمثيل أمام مجموعة فنية كبيرة، فكان أول أعمالها الفنية عام 1978، في مسلسل “الليلة الموعودة”، الذي وقفت فيه أمام محمود مرسي، وصلاح السعدني، وكريمة مختار، والذين قالت عنهم إنهم ساعدوها وكان لهم فضل لما وصلت إليه.

وفي الخامس من نوفمبر من العام 1953، وُلدت معالي عبدالله المنياوي، الفتاة السمراء، ذات الملامح المصرية الخالصة، والضحكة المميزة الجميلة، والصوت الرخيم العذب، في عائلة فنية، استطاعت أن تُنمّي فيها موهبة التمثيل، قبل أن تنطلق في هذا العالم، وتحمل لقب عائلة والدتها آمال زايد.

آمال زايد أم الفنانة معالي، التي جسدت دور “أمينة” أمام “سي السيد” الذي جسده الفنان محمود مرسي، في فيلم “بين القصرين”، وخالتها الفنانة جمالات زايد، التي جسدت دور “أم عصفور” في فيلم “سر طاقية الإخفاء”، أمام الفنان عبدالمنعم إبراهيم.

بجانب موهبة التمثيل، امتلكت معالي زايد موهبة أخرى، وهي الرسم، لتخرجها في كلية التربية الفنية، التي تعلمت فيها الرسم، واكتشفت أن النسبة لديها عالية، وأن أول “بورتريه” رسمته بعد تخرجها، كان لوالدتها، قبل أن تلتحق بعد ذلك بمعهد الفنون المسرحية.

في مسيرة فنية امتدت لنحو 35 عاما، قدمت معالي زايد 112 عملا فنيا، منها 5 مسرحيات، و42 فيلما مع باقة من أهم النجوم، وكان للمسلسلات نصيب الأسد من فن معالي، إذ قدمت 53 مسلسلا، كان آخرها المسلسل الرمضاني “موجة حارة” عام 2013 مع الفنان إياد نصار.

بعد 9 أعوام من تقديم الأعمال الدرامية، وتحديدا عام 1987، اتخذت معالي أولى خطوات سلم السينما، وبدأت في فيلم “ضاع العمر يا ولدي”، أمام الفنانين رشدي أباظة، ونور الشريف ومحمود عبدالعزيز، والفنانة شهيرة، ومع المخرج عاطف سالم، ثم دخلت عالم السينما لتحقق فيه نجاحا كبيرا، مع عدد من نجوم الشباك في ذلك الوقت، وأبرزهم محمود عبدالعزيز، الذي شكلت معه ثنائية فنية في عدد من الأفلام الناجحة، أبرزها “سيداتي آنساتي”، و”السادة الرجال”، و”الشقة من حق الزوجة”، و”سمك لبن تمر هندي”.

قالت الفنانة معالي زايد، في إحدى اللقاءات التليفزيونية القديمة معها، إنها قررت اعتزال السينما “بمزاجها”، بعد فيلم “عنبر والألوان”، بعد أن اكتشفت أن “السينما اختلفت وبقت الحكاية ملخبطة والصناعة اتغيرت”، وقررت التركيز في الأعمال الدرامية فقط.
تعتبر الدراما هي بشرة الخير على الفنانة السمراء، إذ إنها أكدت في حوار تليفزيوني قديم مع الإعلامية صفاء أبوالسعود، أن أول نجاح شعرت به كان بدورها في مسلسل “دموع في عيون وقحة”، مع الزعيم عادل إمام، وهو المسلسل الذي يتناول قصة أحد أبطال المخابرات العامة، وبسبب نجاحها في هذا المسلسل، اختيرت ضمن الفنانين الذين سيلقون كلمة أمام الرئيس آنذاك، محمد حسني مبارك، خلال احتفالات ذكرى نصر أكتوبر.

حكت معالي زايد أنها تعرضت لموقف محرج جدا، بسبب الكلمة التي كانت ستقولها في احتفال نصر أكتوبر، وتقول إنها تفاجأت بوجود ضباط كثيرين، وقررت ألا تنظر إلى الحاضرين حتى لا ترتبك، وأنه من فرط إحراجها، أخطأت وقالت “أحيي الرئيس أنور السادات”، ونسيت أن تقول “الراحل”، وقالت “وأحيي الأستاذ حسني مبارك”، ونسيت أن تقول “الرئيس”، وبعد صيحات من الحاضرين، قالت “آسفة.. أحيي الراحل أنور السادات والرئيس حسني مبارك.. حلو كده؟”، قبل أن تقرر مغادرة القاعة فورا، على حد قولها.

وبعد ابتعاد الأضواء عن الفنانة معالي زايد، قررت أن تمكث في مزرعة المواشي التي كانت تمتلكها، والتي كانت تعد مصدر رزقها بعد التمثيل، بحسب ما صرحت به الفنانة هالة صدقي، الصديقة المقرَّبة من معالي في الوسط الفني، بعد وفاتها.
أصيبت معالي زايد في أواخر أيامها بالسرطان، ولم تكن تعلم تفاصيل مرضها، إلا أن وسائل الإعلام والصحافة نشرت تفاصيل المرض بعد إصابتها باختناق، حُجزت على إثره في مستشفى السلام الدولي، قبل أن تعلم مرضها، وقررت أن تبتعد عن الصحافة نهائيا، بعدما كانت قالت إن الصحافة ساندتها في بداية مشوارها الفني بشكل كبير، في إحدى لقاءاتها التليفزيونية.

وفي مساء يوم 10 نوفمبر 2014، أُعلن خبر وفاة الفنانة معالي زايد، بعد صراع مع المرض، عن عمر ناهز 61 عاما، تاركة لجمهورها العديد من الأعمال الفنية التي تخلّد ذكراها.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock