حياة الفنانين
“مالك محمد”الدراما تأثرت بسبب الحرب وتأثيرها الأول برحيل جزء كبير من المنتجين والممثل يعاني من سوء واستغلال المنتج الموجود
حوار /ريما السعد
فنان سوري متألق،بدأ مشواره الفني بحبٍ وشغف لم يكتفِ بعالم الدراما وحسب بل مشاركات عديدة في المسرح والدوبلاج،ولديه طموح في مجال الإخراج السينمائي معنا الفنان مالك محمد
أهلا وسهلا بك ويسعدنا الحوار معك…….
في البداية عرفنا بنفسك وعن بداياتك في المجال الفني ؟
أنا مالك المحمد بداياتي دبلوم إخراج مسرحي وممثل ضمن كوادر المسرح القومي في دمشق،عملت في العديد من المسرحيات وكان أولها بطولة في مسرحية “عودة السندباد”للأستاذ تامر العربيد، وقمت بأداء أعمال أخرى مثل “معطف غوغل”ومكبث “والسمرمر”وبياع الفرجة “وقدمت أعمالا للأطفال مثل “الأمير الكسول،عملت بالإخراج وكانت أول تجربة إخراجية لي مسرحية “سيدة الفجر “للمخرج العراقي هادي المهدي الذي رحل عنا وأكملتها أنا،وأقوم بالعمل على أفلام صغيرة
من المشجع والداعم لك لدخولك مجال التمثيل وهل واجهت صعوبات ؟
أنا من حمص من بيئة متوسطة الحال وهي قاسية اجتماعيا
واجهت صعوبات واعتراض كبير من الأهل لدخولي عالم التمثيل
في المسرح والتلفزيون
ما أكثر الأعمال التي تعرف الجمهورعليك من خلالها وكانت سببا في شهرتك وأثرت على حياتك فيما بعد؟
بدأت بالتلفزيون في عام 2000 وكان أول عمل تلفزيوني مسلسل “الزيرالسالم “بطولة سلوم حداد وإخراج الأستاذ حاتم علي ،والعمل الذي شهرني مسلسل “البيوت أسرار”للأستاذ علاء الدين كوكش
ماهي الأسس التي على اساسها تختار أدوارك ؟
أهم الأسس قراءة الدور وأن أجد نفسي فيه
لا أقيد نفسي بشخصية أحب أن أقدمها ولكني أحب تقديم الشكل الوظيفي والنفسي للشخصية، فأنا أحب تقديم الشخصيات التي فيها غنى وتنوع في الشكل الوظيفي والنفسي و مهما كان نوع الدور.
ماذا تفضل أكثر المسرح السينما أو التلفزيون؟
لا أجد فرقا بينهم لكن أصعبهم المسرح لأن فيه مواجهة للجمهورويحتاج كمية حفظ كبيرة ومتطلبات أكثر بكثير من التلفزيون والسينما،لكن فعلياً أنا أحبهم الثلاثة ولي تجارب فيهم ناجحة
ماهو أقرب عمل لقلبك ؟
أهم الأدوار التي أحبها دوري في مسلسل “الهشيم”مع الأستاذ رشيد عساف كنت ضابط شرطة ومحققا وصديقا للمحامي لعبنا على كذا مستوى لكشف مجموعة من الجرائم ،وأحببت هذا النمط من الأدوار
كل فنان يواجه صعوبات ماهي أكثر الصعوبات التي واجهتك في مسيرتك الفنية وكيف تخطيتها؟وهل فكرت بسببها أن تترك التمثيل !
أكثر الصعوبات التي واجهتها الوضع المادي،وكنت أتمنى أن يكون لدي سند مادي ،وبالفعل تركت التمثيل لهذا السبب واتجهت للدوبلاج وعملت فيه لمدة عشر سنوات ،وأعمل في التجارة بعيداً عن الفن ،ولا أعمل في التلفزيون إلا في دور أحبه ويستهويني
برأيك هل الرقابة على الأعمال الفنية بحاجة إلى إعادة ترتيب وهيكلة جديدة؟
أنا ضد مسألة الرقيب في العمل الفني لأنها تحد من الإبداع،الرقيب هو المنتج والمخرج وكادر العمل فإن كان العمل جيدا ولم يتجاوز الخطوط الحمراء،فهو عمل ناجح
ما الخطوات المطلوبة من نقابة الفنانين أو الحكومة لتطوير صناعة السينما والمسرح والتلفزيون؟
الخطوات المطلوبة هو بحث طويل يحتاج إلى أسس تقوم عليها خطة للتطوير، فالجمهور يجب أن يعتاد على الذهاب لصالة السينما ،والحضور إلى المسرح ،وتهيئة الأماكن لاستقبالهم ودعم الجهة المنتجة وتوفير المناخ الجيد للعمل وتوفير القوانين الداعمة ،فهناك تجارب عالمية مهمة طورت من نفسها وأصبحت دولا مهمة على صعيد التلفزيون والمسرح
في الٱونة الاخيرة لاحظنا ظهور بعض المسلسلات التي تحمل أفكارا ساذجة وبكل صراحة جعلت صورتنا تهتز في أعين متابعينا من غير مجتمعاتنا برأيك ماسبب الوصول لهذا المستوى؟
للأسف أصبحت صورة مجتمعنا هكذا لكن نحن من يرفض أن نرى،فمجتمعنا حالياًيعاني من الآفات التي دخلت عليه،ولكن يمكننا العلاج باختيار الرجل المناسب في المكان المناسب والبحث عن المنتج المهم والذكي والشركات المميزة التي تعطي لكل شخص عمله ابتداء من المنتج وكاتب النص والجهة المنتجة،بذلكتنهض الدراما ويعاد إليها حضورها على مساحة الوطن العربي ،والدليل أمامنا عندما يأتي المنتج غير السوري ويستعين بالممثلين السوريين لرفع مستوى عمله فهذا يؤكد قوة الممثل السوري والنص السوري
هل من مواقف طريفة أو حزينة حدثت خلف الكواليس مازلت تذكرها فتحدثنا عنها؟
تعرضت هذا العام لموقفين أحدهما حزين والآخر مفرح
فقدت شخصا عزيزا جداً وهو في الأربعينات من عمره بسبب نوبة قلبية الزميل “حسان الموحد” أخرجنا فيلما سينمائيا وعملت معه كممثل في فيلم آخر رحمة الله عليه
والموقف المفرح هو لقائي مع الممثل تيم حسن في مسلسل الهيبة بعد انقطاع دام 18 سنة فكنت سعيد جداً بهذا اللقاء
من خلال مسيرتك الفنية هل تعاملت مع موهبتك بذكاء؟
نعم تعاملت مع موهبتي بذكاء،أنا أمتلك موهبة دائماً أحافظ عليها ليس غروراً فأناممثل لكني لست بحاجة حتى أطرح نفسي بطريقة سيئة أو أتذلل أمام المنتجين حتى أعمل فموهبتي تتحدث عن نفسها من خلال أعمالي.
من وجهة نظرك أن البعض يقبل بشغف على مشاهدة المسلسلات المدبلجة باللهجة السورية ؟وهل هذا أثر على الدراما السورية ؟
الدوبلاج هو فن مستقل في حد ذاته وهو مطلوب من شريحة كبيرة من الناس، تحب و تهتم بالأعمال المدبلجة،واللهجة الشامية محبوبة ومنتشرة على مساحة الوطن العربي لذلك نشط الدوبلاج وانتشر،ولكن للأسف لم تطور درامنا والمعادلة غير ناجحة رغم أن الدوبلاج الذي نقدمه ناجحا ويسوق على كل المحطات،إنما الربط الذي يفيد درامنا لم نأخذه من الدوبلاج،وقد شاركت في دبلجة أعمال كثيرة وهائلة من كل الجنسيات تقريباً
من هم أكثر المخرجين والفنانين اللذين تفضل العمل معهم ؟
المخرج الذي أفضل العمل معه دون تسمية المحب لمهنته والمخلص لها ،والمتعاون ومن يحاول التقرب من الممثل الذي من خلاله سوف تصل فكرته لأن الممثل هو أداة المخرج المهمة وبه يكون العمل جيدا وناجحا ،وأحب العمل مع كل ممثل منطقي بالتعامل مع شخصيته ومع شخصيات الٱخرين ،والممثل الذي ليس عنده الجرعات المرضية العالية التي يحب إظهارها في التصوير وللأسف هؤلاء يوجد عندنا الكثير منهم .
من كان مثلك الأعلى والقدوة التي تحتذى بها طوال حياتك؟
َ… للأسف لم أجد القدوة الحقيقية في الوسط الفني.. ربما لان علاقات المصالح هي المتحكمة فلا مجال لان يصادف الممثل الصاعد من يأخذ بيده ويكون العراب والدليل…
ولذلك قدوتي هي مجموعة من الممثلين والمخرجين العالميين،أحببت كثيراً مارتن سكورسيزي من الناحية الإخراجية من الممكن أن تلهمني في نشاطاتي السينمائية فشخص مثله اعتبره مهما بالنسبة لي،و اعتبرالممثل العالمي المشهور جداً مارلون براندو هو قدوة لي بالعمل والشغل، ولا أريد المقارنة مع مجتمعنا الفني القريب حتى لا أظلم أحدا
هل تأثرت الدراما السورية بسبب الظروف التي مرت بها سورية ؟وبرأيك هل الدراما السورية تعاني من ضعف في الأفكار وما هو السبب ؟
الدراما تأثرت بالحربَ مثل أي شارع وأي إنسان كان موجود بسورية وأصابته أزمات الحرب، وتأثيرها الأول برحيل جزء كبير من المنتجين السوريين ،فكان يوجد بالبلاد مايفوق 30 منتجا تلفزيونيا فنحن الٱن نعاني من سوء معاملة المنتج الباقي في الدولة واستغلاله ،ومن جهة أخرى جهة الإنتاج الحكومية تتعامل ربما بطريقة فيها تقصير مادي ومعنوي مع الممثل،بالتالي الدراما السورية داخل البلد تحتاج إلى إعادة هيكلة،و أنا لا أخفي الحقيقة فأنا أصف الأمور حسب مايجري تماماً،العمل الدرامي المنتج في سورية وبشركة سورية ومخرج سوري ومنتج سوري حقيقة عمل ركيك وضعيف ويفتقد أحياناً إلى التركيز على جميع الأصعدة فهو هو عمل بسيط ينحو باتجاه التسلية ويذهب باتجاه السخرية والتفريغ من المضمون الفكري والثقافي الحقيقي
ومن ناحية الأزمة تم تناولها بطريقة سيئة من خلال الدراما السورية،،وحقيقة الموضوع أبعد من ذلك بكثير وأعمق من ذلك فالموضوع يحتوي على أطراف معادلة معقدة أودت بالبلد اقتصادياً وفنياً لذلك كان التناول سطحيا وبسيطا ولا يرقى ابدا لمستوى مايحدث في الشارع ومع الناس .
كثيرة هي الشللية في الوسط الفني وغيره أيضا هل أثرت على الفنانين وهل تتوقع بقاءها ؟
الشللية تتمتع بمفهوم جيد أولاً بأن مجموعة أصدقاء يعملون مع بعض ويأسسون مشروعا وبالتالي يحاولون الاستمرار مع بعض في عملهم بشكل دائم
أما الشللية السيئة وللأسف الموجودة حالياً،بما أن شركة الإنتاج هي الداعم والعصب الأساسي للعمل فهناك شللية لديها بنفس المنتج ونفس الممثلين في كل سنة،وباقي الممثلين يبحثون عن مورد رزق آخر ربما الإذاعة او الدوبلاج او العمل المسرحي، ومسألة الكاستينج وانتاج الأدوار عالمياً تجري بقوة ،أما عندنا لو وجدت تجري بشكل شكلي
ماهي آخر أعمالك وجديدك ؟
شاركت بمسرحية “اعترافات زوجية “إنتاج المسرح القومي للعام الماضي،وشاركنا فيها منذ فترة قليلة في مهرجان المسرح المعاصر التجريبي في القاهرة وحسب استطلاعات الرأي كنا العرض الأول والحمدلله ،و كنا متميزين جداً،لكن للأسف الشديد لم نحصل على كلمة شكر،وحالياً وقعت عقد لأداء شخصية الطبيب عبود مع الأستاذ باسل الخطيب في مسلسل “الحارس”وخلال فترة قريبة سوف يبدأ التصوير،وهناك أيضا كلام على مشروعين قادمين وأهمهما مشروع فيلم سينمائي قصير من إخراجي وإنتاج المؤسسة العامة للسينما إن شاءالله سيرى النور قريباً،ولدي فيلم قصير شارك بمهرجانين وأخذ جوائز والآن مشارك في مهرجان آخر بالكويت أتمنى أن يحصل على جائزة
لو أحد أولادك أحب أن يدخل مجال التمثيل هل تشجعه ام تقف في طريقه وتمنعه ؟
بالتأكيد لايوجد عندي مشكلة بدخول أولادي الوسط الفني إنما سوف أحاول بكل جهدي أعمل حتى يتجاوزوا كل المطبات الكثيرة التي وقعت فيها وأساعدهم على تخطيها
هل لكلمة ندم وجود في حياتك ؟
لا يوجد ندم في حياتي،لم أندم حتى على الخطأ الذي عملته انا سعيد به لأني قد تعلمت منه وعرفت الصح وما جرى في حياتي هو حياتي
ماذا يعني لك كل من
زوجتك :ربا الآمان
أولادك : المستقبل الذي انتظره إن شاءالله
الحب: هو الدليل والمنهج في هذه الحياة
الأصدقاء: العملة النادرة الذين افتقدهم كثيرا في الحياة
حمص: للأسف هي الذكرى التي أصبحت بعيدة جداً
رسالتا عتب وشكر لمن يوجههما الفنان مالك وماهي أمنياتك ؟
لا أعتب على أحد كل من كان له يد في طريق حياتي ومستقبلي واقترح علي عمل أنا أشكره وكل من قال كلمة جيدة أيضا اشكره
وكل من لامّ وعتب وربما قسى في الكلام علي أنا اعتبره ببساطة شديدة خارج الحسابات وانا غير نادم
وأتمنى أن تكون المرحلة القادمة مهمة على صعيد العمل بالسينما والتلفزيون هذا هو المهم حقيقة ،لأن المشروع المسرحي اشتغلته وطلع على مسرح القاهرة التجريبي وإن شاءالله قريباًعلى موعد على مسرح قرطاج العالمي بتونس
ولك كل الشكر
“عزة الشرع”خلال مسيرتي الإعلامية الطويلة حافظت على موقعي كمذيعة كي استحق أن يطلق علي الإعلامية عزة