أخبار وفنحياة الفنانين
نعيمة عاكف.. الراقصة الشهيدة التي نطقت بمحمد قبل ان تلفظ أنفاسها الآخيرة
كتب : كريم الخطيري
هي واحدة من أهم الفنانات واهم صناع الاستعراض في الوطن العربي حققت الكثير من النجاحات العظيمه واستطاعت ان تستولي علي كل القلوب بضحكتها وطلتها التي كانت اقوي من السحر، اقوي من الفقر والجوع، اقوي حتي من المرض اللعين التي قسم ظهرها وهي في ريعان شبابها ..
هي تمر حنة الشرق ولهاليبو التي عجز كل الكتاب والمخرجين عن وصفها، فكانت ايقونه من السحر والجمال كانت فنانة راقية جميلة في اعمالها وممثلة من طراز فريد، وايضا كانت راقصه استعراضية تطل نورا وتوزع بهجة وفرحا علي كل من رآها
بداية مشوارها الفني
- ولدت الفنانة الإستعراضية نعيمة عاكف في مدينة طنطا عام 1929 تنحدر من عائلة مشهورة بأعمال السيرك وهي عائلة عاكف
بدأت حياتها الفنية في سن الرابعة حيث تدربت على القفز على الحبال والإستعراضات الأكروباتية في سيرك أبيها “سيرك عاكف”. ولكن عندما حجز البوليس على السيرك لسداد ديون والدها، نزحت إلى القاهرة مع أمها وأخواتها وذهبت للعمل مع الفنان علي الكسار ضمن فرقته التي أسسها بها ما سمي مسرح الكسار.
- في أحد العروض هناك شاهدتها الفنانة بديعة مصابني صاحبة أكبر فرقة ومسرح استعراضي في وقتها وعرضت عليها الإنضمام إلى فرقتها وهذا ما حصل. في ذلك المسرح شاهدها المخرج أحمد كامل مرسي فأسند إليها دور راقصة في فيلم ست البيت مع فاتن حمامة وعبد العزيز محمود ومحمود شكوكو عام 1949.
- في دورها الصغير هذا، لفتت نظر مخرج الاستعراضات الأول حسين فوزي فتزوج منها وأسند إليها الكثير من البطولات ليحولها من نجمة مسرح إلى نجمة استعراضية وسينمائية عالمية وقدمت معه أهم أفلامها، أولها كان فيلم جنة ونار وفيلم عيش وملح عام 1949.
- قدمت أول بطولة مطلقة لها وكانت في فيلم لهاليبو الذي يعد من إحدى علامات السينما المصرية على مدى تاريخها.
- 6 أفلام فقط قدمتها نعيمة بعد انفصالها عن فوزي، إلا أنها شعرت بعد استقرارها المادي أن عليها الاهتمام بالشق التعليمي، وبالفعل استعانت بمدرسين للغة العربية والإنجليزية والفرنسية في منزلها وأجادت اللغات الثلاث.
- نعيمة حازت على لقب أفضل راقصة في العالم عام 1958 بعد سفرها إلى موسكو وتقديمها 3 لوحات استعراضية، وفي عام 1963 شعرت بطلة فيلم “لهاليبو” بمتاعب صحية وتبين أنها تعاني من سرطان المعدة.
معاناة المرض
- اضطر الطبيب لأن يُصارح نعيمة عاكف أنها مريضة بسرطان الأمعاء لتقضي ليلتها في بكاء مستمر حتى غادرت المستشفى في صباح اليوم التالي وتعود لتحتضن إبنها الوحيد محمد ..
إنتهت نعيمة عاكف من آخر فيلمين لها وهما “من أجل حنفي” و” أمير الدهاء” ثم أخبرت زوجها أنها قررت الاعتزال والتفرغ لإبنها الذي شعرت أنها ستفارقه قريباً وترغب في أن تقضي ما تبقى من حياتها إلى جواره،حاول الزوج أن يُخرج نعيمة من حالتها النفسية السيئة ويثنيها عن هذا القرار لكنها أصرت وتفرغت لابنها ولجلسات العلاج التي كانت قد بدأتها وسط حالة نفسية سيئة وإحساس بأن العمر أوشك على الانتهاء
كانت نعيمة على موعد مع أمل جديد عندما أخبرها الطبيب أن رسالة وصلته من ألمانيا تفيد بإمكان إجراء عملية جراحية لها والشفاء من مرضها ..
قبيل سفرها بأيام عاودتها الآلام بشدة وكانت هذه المرة هي النهاية حيث تُوفيت نعيمة عاكف يوم 8 ابريل عام 1966 وهي في الـ37 من عمرها قبل أن تسافر يوم 11 أبريل لإجراء الجراحة وكان آخر كلمة نطقلت بها قبل أن تلفظ أنفاسها هي إسم إبنها ” محمد”
- بعد وفاتها شعرت والدة نعيمة بحزن كبير على رحيلها وكانت وقتها تقوم بإرضاع صغيرها الذي توفي بسبب سوء التغذية.