كتب/خطاب معوض خطاب
ها هي أخيرا وزارة التربية والتعليم تتبوأ مكانتها المنشودة وتقوم بأداء دورها الرائد الذي كنا نأمل أن تؤديه، فقد قررت أخيرا أن تدرس لتلاميذ الصف الثاني الإبتدائي طرق الطبخ الحديثة، حيث قررت عليهم دراسة كيفية عمل الأرز.
ولأنني كثيرا ما كتبت من قبل منتقدا وزارة التربية والتعليم ومسئوليها، فقد وجدت أنه من الواجب علي أن أشيد بالوزارة ومسئوليها هذه المرة، فمن الخطأ أن ننظر للسلبيات فقط وأن نغض النظر عن الإيجابيات.
فوزارة التربية والتعليم بقرارها الجريء وغير المسبوق بتدريس خطوات عمل الأرز لتلاميذ الصف الثاني الإبتدائي والذين لم يبلغوا الثامنة من عمرهم تكون قد علمتهم ما لم يتعلمه آباؤهم من قبل.
والجميل في الأمر أن موضوع خطوات عمل الأرز المقرر على تلاميذ الصف الثاني الإبتدائي مقرر في مادة اللغة العربية وليس في مادة التدبير المنزلي كما قد يتبادر إلى أذهان البعض، وهذا في حد ذاته إنجاز كبير يحسب للوزارة وللسادة الدكاترة والأساتذة الذين وضعوا هذا المنهج، فهم بذلك سوف يفيدون السادة المدرسين ويعلمونهم هم أيضا كيفية طبخ الأرز وليس التلاميذ وحدهم، حيث أنه من الواجب على السادة المدرسين أن يتعلموا طبخ الأرز حتى لا يقولون لتلاميذهم ما لا يفعلونه هم.
ولكن لأنه وكما يقولون في الأمثال: “الحلو ما بيكملش”، فقد وجدت أن الدرس المقرر كان عن خطوات عمل الأرز بالزبد والملح، وهذا يعد في حد ذاته تقصيرا من الوزارة، فالواجب وحتى تكتمل الفائدة أن يعلموا التلاميذ كيفية عمل الأرز بالشعرية والأرز بالخلطة بالإضافة بالطبع لطريقة عمل الأرز باللبن.
كما أنني أنتهز الفرصة وأعلن إشادتي بالوزارة ومسئوليها الذين قرروا بعد درس طبخ الأرز درسا آخر عن وصفة عصير الليمون، وبالطبع هذا إنجاز كبير يضاف لإنجازهم الأكبر بتدريس كيفية عمل الخبز والذي قاموا بتدريسه لتلاميذ الصف الأول الإبتدائي، وبهذا يكون المسئولون في وزارة التربية والتعليم قد ساهموا في تعليم التلاميذ كيفية عمل عصير الليمون وطبخ الأرز وعمل الخبز، ولكنهم فات عليهم أن يعلموا هؤلاء التلاميذ كيفية عمل عجين الفلاحة وكذلك نوم العازب.
زر الذهاب إلى الأعلى