السلام عليكم
بقلم الأستاذة: فتيحة بن كتلة-الجزائر.
الأسرة هي الحاضن الأول للطفل، وهي منبع الحب والحنان فيها تتشكل المراحل الأولى لشخصيته بمختلف جوانبها، ومن الأسرة يتعلم الطفل كيف يواجه العالم الخارجي ، لذلك حثت الشريعة الإسلامية والدراسات التربوية على ضرورة توفر مناخ أسري يؤهل الأسرة للقيام بدورها الأساسي، ألا وهو تنشئة الأبناء تنشئة سليمة ، لإخراج أفراد أصحاء إيمانيًا ونفسيًا وعقليًا واجتماعيًا وجسديًا، ليساهموا في بناء صرح الأمة.
لكن للأسف نجد العديد من الأسر قد حادت عن المنهج الأساسي وحل محله الصراع والعنف والتفكك الأسري الذي يؤدي إلى جنوح الأطفال والمراهقين وظهور اضطرابات نفسية لديهم تؤثر في حياتهم حاضرا ومستقبلا، فالطفل الذي تربى في أسرة مفككة فيها صراعات يكون فاقدًا لعناصر التنشئة الاجتماعية السليمة، فالوالدين هما مصدر عطف وأمان للطفل، فيصيران مصدرقلق وألم وخيبة وعنصر اضطراب ، فالصراع بين الزوجين ليس ينفصل عن الصراع الموجه للطفل في ذات الأسرة ، فالزوج الذي يضرب زوجته لا يتورع عن ضرب أبنائه أو إعطائهم رسالةفحواها أن الضرب سلوك معتاد، مما يجعل الطفل ينقل الفكرة والسلوك إلى محيط أوسع، مما ينجم عنه طفل يعاني الصراع والإحباط وضعف الثقة بالنفس ، وعدم القدرة على حل المشكلات.
وأثبتت العديد من الدراسات النفسية والتربوية خطورة الصراع الأسري على الأبناء إذ يدفعهم هذا السلوك للانحراف تخلصا من واقعهم الأليم ، كما نجدهم يعانون من أفكار غير واقعية ، وتختلط لديهم أمور الحياة ويجدون صعوبة في التوافق النفسي والاجتماعي، مما يتوقع منهم الانحراف إلى الجريمة بكل سهولة ، لذلك يجب ضرورة نشر ثقافة الاحترام بين الزوجين لبعضهم، واحترام قدسية رابطة الزواج والحفاظ على دفء الأسرة ، وتأهيل الأسر المسلمة للتغلب على ظواهر العنف والصراع وتعزيز القيم الإيجابية من خلال الحوار الهادف بين الزوجين من أجل تحقيق التوازن والاستقرار الأسري وأن يكون الوالدين قدوة في سلوكهما وأفعالهما للأبناء.
زر الذهاب إلى الأعلى