مقالات

درة الصحافة التى هزت عرش المقال المصري

 

لاشك أن ماترصده الكتابة الإبداعية من افكار راقية وثقافات تسمو بالنفس البشرية وتعزز من سموها ورقيها وتميزها ، هو خير دليل يعكس مدى الدور الرائد لمكانتها وسط أليات التنوير العصري، والتى يتلمس خطاها كل فرد يسعى جاهدا للألمام بقدر كبير من السمو والرقي الفكري بما يحاك بنا من مقتضيات وتداعيات الحياة العصرية الراهنة …..

وحقا يذكر ،لقد كانت مصر دائما منبتا للعظماء الذين رفعوا اسمها وراياتها خفاقا في الكثير من المجالات، فإذا تطرقنا للمجال الأدبى تطول قائمة الإبداع من حيث التعداد ، لكن يمكن أن نذكر منهم على سبيل المثال لا الحصر { نجيب محفوظ ، طه حسين ، توفيق الحكيم ، يوسف السباعي ، يوسف إدريس…..} وغيرهم من الدرر الراقية والتى سطرت بأحرف من نور تاريخ الأدب المصرى منذ بدايات إلى نهايات القرن المنصرم …..

إن القارئ الجيد لتاريخ الأدب المصري عامة والروائي والمقالي منه بصفة خاصة ، يدرك جليا ان مكانته الرائدة لم تتأتى جزافا وإنما أرساها فكر راق مؤصل بالإبداع سطرته أياد تعي تماما قيمة هذا الفن وأثره الإيجابى فى إحداث الفارق التوعوي اللازم لنهضة المجتمعات ورقيها….

 بيد أنه، إذا كانت المقالة فن صحفي في المقام الأول، نظراً لما تتطلبه الكتابة الصحفية من إيجاز وحسن صياغة وترابط ووضوح في الأفكار، الأمر الذى حدا برواد هذا الفن الأدبي سالفي الذكر ، لانتقاء مقالاتهم التى اتسمت بالبلاغة و وروعة التصوير ، فكانوا على موعد مع سطر تاريخ جديد لأدب المقال يزين لوحته الشرفية الى جوار جواهره ودرره الراقية أمثال [ ابن المقفع ، عبد الحميد الكاتب ، الجاحظ ]…

.. ولكن الأقدار أبت إلا أن تسير تلك النهضة على ذات النسق والوتيرة، اذ بنا نشهد فى الآونه الاخيرة مع بدايات القرن العشرين اندثارا تاما لكتاب المقالة الأدبية ، نتيجة غياب المد الثقافي اللازم توافره من الآليات والمقومات التى يتطلبها هذا النوع من الفنون الأدبية…

وبين هذا وذاك ، وإبان الترنح الفكري الذى ألم بمجتمعنا الشرقي نتيجة غياب صناع العمل التوعوي أو وجود من هم دون المستوى الثقافي والفكري و المنسوبين إلى هذا المجال جزافا ، إذ بنا نشهد طفرة فائقة فى هذا الجانب الأدبى حيث برز على الساحة الأدبية ناقوس جديد دق أجراس الخطر لكل هولاء المرتزقة من أشباه وأنصاف الكتاب، والذين فشلوافشلا ذريعا فى إرساء دعائم الفكر الراقي المتحضر فى أذهان قرائهم ،فلم يكن هذا الناقوس إلا شعاع الأمل فى توعية شاملة وفكر مدجج بخطى الإبداع أرسته الأديبة والكاتبة العظيمة أ. دينا شرف الدين ، و التى لا تكفي كل كلمات الثناء والمدح ان تسمها بما تستحق ،جراء ما أرسته وأصلته فى نفوس قرائها من فكر راق متحضر و ثقافة توعوية شاملة بذرت أطرها فى سنوات عملها الأدبي القصيرة ؛ و التي لاشك كانت تخفي خلفها أصالة ورقيا فكريا ، لمسة جلية كل من دأب على قراءة ترنيماتها الأدبيه المؤصلة بسحر الإبداع الأدبي الذي استلهمته من أساطير الأدب المصري ورواده على مر العصور ، فكانت خير خلف لخير سلف….

إن القارئ الجيد لما تحاكيه كاتبة مصر الأولى” دينا شرف الدين”، يدرك جليا عظم اسلوبها الأدبي المتنوع دائما ما بين جمال الألفاظ ودقتها وروعة صياغتها ، ناهيك تماما على قدرتها الفائقة على سرد أحداثها بتسلسل واضح ،يضفي رونقا خاصا لجمال الأسلوب وحسن وعظم إبداعه …

 لم يقف الأمر عند ذلك فحسب ، بل استطاعت الكاتبة القديرة أن تمس واقعنا المعاصر بما يحمل بين طياته من مد ايجابي وسلبي فبذرت فكرا جديدا عن الصحافة الحرة النزيهة ، التى تسعى دائما للوقوف على أليات الضعف والوهن ومعالجتها ، و الشد والمأزرة لكل ما يحمل طابعا إيجابيا فى مجتمعها الشرقي ، فاستحقت عن جدارة واستحقاق ان توسم بلقب ” ملكة المقال المصري “…

إن الإبداع الملموس الذى غلف الإطار الفكرى للكاتبة ” دينا شرف الدين ” ، قد جعل من ترنيماتها الملاذ الدائم لهواة

البحث عن المنهل التنويري الصادق لما تحاكيه سطورها المنمقة دائما من إشكاليات تؤرق الواقع المجتمعي المعاصر ، فتلمس ومضات سحرها الإبداعي الأدبي لب القارئ ، لتهفو به فى سفرة قصيره يشوبها أريج الفكر الراقي نحو الحل الجذرى لأشكالية محور الحديث …

تلك المكانة الرائدة فى أدب المقال المصري و التي أرست فرائضها الكاتبة العظيمة ” دينا شرف الدين ” ، جعلتها خيارا دائما لأسمى التكريمات و بادرة حقيقية لأعظم الألقاب ، لعل اهمها ترشيحها الأخير و اختيارها لجائزة ” وسام سيدة الوطن العربي ” من قبل مؤتمر منهجية المرأة فى بناء الأوطان – المؤتمر العربي الثاني للمرأة” والمنعقد فعالياته بالقاهرة برئاسة الدكتور جابر كامل وعضوية نخبة كبيرة من صفوة القامات المجتمعية المصرية ، ما يؤكد يقينا عظم ما بذرته فى فرض هوية جديدة لأدب المقال المصري..

☆ وحقا يقال أن مثل هذه الدرر الراقية من جواهر الفكر ، لايكفينا فيها إلا القول :

خُذ ما تراه ودع شيئاً سمعت به

في طلعة الشمس ما يغنيك عن زحل..

حفظ الله درة المقال المصري ورائدة نهضته الأدبية الحديثة….الكاتبة العظيمة أ. دينا شرف الدين

كتب / د. زكي السيد خريبة

إقرأ أيضا دينا شرف الدين تكتب “ومصر تسير”

“دينا شرف الدين” سأظل أكتب ما أشعرأنه يهم المصريين وزوجي هو أول من يمسح دمعي و يقوي من عزيمتي

مقالات ذات صلة

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock