شعر وحكاياتعام
مروج الخير
ألقيتها في احتفال اتحاد الجمعيات الخيرية في الزرقاء :
شاعر المعلمين العرب
حسن كنعان
وقفتُ على رَبْعِ الكرامِ أُسائلهْ
أهذي ديارٌ للقِرى ومنازلهْ
وهلْ قامَ عنهُ الخيّرونَ فأوحشتْ
جوانبُهُ واستغربتك مداخلُهْ
فردّ عليّ الرّبعُ ماجَ بخيرِهِ
ومالت بعبءِ الجود فِيهِ سنابلُهْ
هنا مرجُ خيرٍ منتقاةٌ بذورهُ
إذا أينعت قرَّ الحسودُ بلابلُهْ
فأورقَ يستسقي النّدى فإذا بهِ
أواخرُهُ مرويّةٌ وأوائلُهْ
يحدّث عن جمعيّةٍ راح فضلها
يُرَدُّ به. هذا الزّمانُ غوائلُهْ
تظلّ لعثمانَ بن عفانَ مَعْلَماً
كما يرتضي عثمانُ منها جلائلهْ
على رأسها بَرٌّ يلوذُ بحدبهِ
أخو حاجةٍ إِنْ قلّ أو غاب عائلُهْ
فيدفع عنهم سطوة الفقرِ والطّوى
ويأنسُ كلٌّ حين يأتيهِ نائلُهْ
فكم مَنْ نجا مِنْ فاتك العيْشِ بعدما
تيقّنَ أنّ الفقرَ لا شكّ قاتلُهْ
فأدركهُ الشّيخ الجليلُ فلم يزلْ
يردّدُ ذكر الشّيخ أغنتْ فضائلُهْ
لَهُ في النّدى كفٌّ تضيقُ بما بها
فما خاب بين المستحثّين سائلُهْ
كأنّ صلاح الأمر بعضُ أُصولهِ
فصيّرَهُ رسماً لما هو فاعلُهْ
على رأس جمعيات خيرٍ بطيبهِ
تُسابقُ في الخيرات من ذا يماثلُهْ؟
ويُغبَطُ في أهل المروءة حظُّهمْ
من الله معجولُ الثواب وآجلُهْ
إذا استحصدتْ أعمالهم جاء خيرُها
وفيرا وتستوفي الحصيدَ مناجلُهْ
تطير بذكر الخيّرينَ فعالهم
وكيف ينال الذّكر من هُوَ خاملُهْ
فمن ليتامى العُمرِ غيرُ حنانهمْ
ومن نرتجي غير الكريم أراملُهْ
أرى الدهر يهدي للكرامِ إذا نبا
وما الفضلُ إلا في الكرام دلائلُهْ
شكرتُ لهذا المنتدى فضلَ جمعنا
فما عُدِمتْ في المكرمات وسائلُهْ
حثيثٌ إلى الغايات يسبق خطوهُ
وليس سوى همّ الشبيبة شاغلُهْ
جزى الله عنّا في الحياة منافحاً
وأكرمهُ بالعفو حين يُقابلُهْ