– بعدما أنجبت زوجتي ابني الكبير أحمد فرحت به كثيرا و كنت لا استطيع مفارقته و أحيانا أغضب زوجتي من أجله لأن قلبي أصبح ملكا له ، فحبه امتلكني .
مرت الأيام والشهور والسنين و أنجبت زوجتي ابني الثاني محمد
لكن حب أحمد كان أقوى و اكثر ، و لم استطع أن أحب ابني الثاني ، حتى انني لم أستطع حمل ابني الصغير .
و عندما كنت أخرج للتنزه اذهب رفقة ابني الكبير و اترك ابني الصغير مع زوجتي .
– لقد كانت زوجتي تحبهما بالتساوي ، و كنت أظن انها مخطئة لأن ابني الصغير كان شقيا جدا ولا يطاق و ابني الكبير كان هادئا .
لا أتذكر أنني جلست مع ابني الصغير أو لاعبته أو أخذته للمدرسة ، حتى في مرضه لا آخذه إلى الطبيب .
المهم كبر الولدان و اصبح ابني الكبير محاسبا ، اما ابني الصغير فدخل لأحد المعاهد ، لكن بالنسبة لي فإنه فاشل لا محالة .
في أحد الأيام تشاجر الولدان و رفع ابني الصغير يده على أخيه ، في تلك اللحظة ثار غضبي و برزت عروقي و تسبب العرق من وجهي ، فقمت بضرب ابني الصغير و طردته من المنزل ، رغم أن زوجتي طلبت مني أن أسامحه و أتركه يعود للبيت ، لكن أنا رفضت مع ترديد وابل من الشتائم في حقه .
بعدما قمت بطرد ابني الصغير ذهب للعيش عند والدايه فدرس العلوم الشرعية و حفظ القرآن ، لم أسأل عنه طول تلك المدة ، فقط ما يردده والدايه عندما يزوراني ….. حتى أنا لم أكن أرغب في رؤيته
بعد فترة تزوج ابني الكبير بامرأة من مستوى راقي ، لكنها لا تصلح للزواج .
تعبت زوجتي بسببي لأنني منعتها من زيارة ابنها الصغير ، حتى انها لم تستطع المشي ، فذهبت لابني الكبير لأشكوا له همي فرد علي أنها ليست مضطرة لخدمتك ، و أنه لا يملك الوقت لزيارتها ….
في رمضان بعد الساعة 1 صباحا شعرت بضيق في صدري فخرجت من المنزل متوجها إلى المسجد و صليت حتى أقاموا الفجر ، لكن في تلك الصلاة أحسست براحة نفسية و أول مرةا أشعر بخشوع تام وهذا بسبب القارئ الذي يملك صوتا جميلا جدا
بعد الانتهاء من الصلاة جلست أبكي حتى تقدم المقرء الذي صلى بنا ، كان شابا وسيما ملتحيا ناصع البياض فقام بعناقي ، استغربت من الموقف و عانقته أنا أيضا ، حتى همس في أذني قائلا : إشتقت إليك يا والدي …….!!!!!!!!
قالي لي انا محمد ابنك ، ألم تتعرف علي ؟
ابني الذي قلت عنه انه فاشل ، أصبح إماما !!!!
إبني الذي قلت عنه أنه شيطان طلع ملاكا في هيئة بشر؟
ابني الذي انا عاقبته يبرني؟
أخذني معه إلى بيت والدايه ، و كنت لا أزورهما …أنتظر منهما زيارتي فقط .
وجدت أمي نائمة و أبي مريض و ابني هو من يرعاهما …..
وجدت منزل والدايه قد تغير كثيرا ، و أصبح لدى ابي طابقا ثان ….
نمت تلك الليلة في منزل والدي ، و في الصباح أتت فتاة جميلة توقظني و تقول : لقد أنرت منزلنا يا أبي ….فسألتها من أنت ، فأجابتني : أنا زوجة محمد …..
بعدما استيقظت وجدت زوجة ابني قد قامت بتحميم أمي و غيرت لها ملابسها …..كما أعدت فطور الصباح للكل …..
اندهشت !!!!!! أردت ضرب نفسي ، كيف يعقل أن أترك إبنا مثل هذا !!!!!!
بعد لحظات ناداني والدي قائلا تعالى يا بني أريد معانقتك قبل أن أموت …….
كنت أعتقد أن أبي غاضب مني ، لكن أبي شكرني ، فقلت لماذا تشكرني يا أبي فأجاب : ابنك محمد قال لي بأنك أنت من أرسله ليعتني بنا ………و شكرا على الأموال التي كنت ترسلها لنا ……
استغربت ( أنا طردت محمد من المنزل ، و لم أرسل أية أموال لوالداي )
ثم دخل ابني حاملا معه أكياسا من الخضار والأكل و قام بإعطائهم لزوجته قائلا لها : أريد منك أن تطهي أحسن طعام لأبي …..
كنت أضحك وأبكي وقلت له امك ستموت من أجلك فقال لي سوف نذهب لجلبها ….
أخدت ابني إلى الخارج و قصصت له كل شيء فتفاجئت بأنه يعلم كل شيء .
و قال لي إجلب كل ما تحتاجه انت وأمي وتعالا لكي تعيشا معنا فوافقت أنا ، و بعدما وصلنا للمنزل ، و فتحت الباب ، و دخل المنزل فإذا بزوجتي تطير من الفرحة و أسرع هو لمعانقة أمه التي حرمته من رؤيتها ….
الآن أنا أعيش أنا وزوجتي مع والداي و إبني محمد و زوجته الحامل …
لقد قصصت عليكم قصتي ، و هذا من أجل أن تكون عبرة للآباء و الأمهات …..
ا حببت ابني الكبير الذي لم يسأل عني بعد زواجه …
و كرهت ابني الصغير رغم أنه لم يقصر في حقي ….
ندمت على كل تقصير في حقه ، و أطلب من الله عزوجل ان يسامحني …
التفرقة بين الأبناء تنشر الحقد و الغل و الكره و الحسد …..
بروا أبناءكم ليبروكم
يمكن أن يكون ابنك الذي قسوت عليه هو الأقرب إليك ……
(سامحونى اعرف ان البعض قد لا يملك حبس دموعه مثلى وانا اكتبها على لسان أصحاب الواقعة الأصلية )ارجوكم لا تفرقوا بين اولادكم (ذكورا وإناثا )اولادكم لا تدرون ايهم أقرب لكم نفعا