يا صبر أيوب …
كتب محمد علي
عندما نتحدث عن الصبر علينا أن نذكر نبي الله أيوب عليه السلام ، فهو الصابر على الإبتلاء هو الصابر على المرض و الفقر و الشقاء ،و الحكمة هى أن يضرب لنا الله مثل حي فى كيفية الصبر و تحمل متاعب الحياة المختلفة و أحزانها ، لذلك علينا أن نتعلم كثيراً من صبر أيوب …
عشان كده و إسمحولى أتحدث بلغة بسيطة و أحكيلكم حدودتة أيوب ، هحاجيكم قصة زي ما كانوا بيقولوا زمان ، لكن قصة حقيقية أحداثها حدثت فى الواقع ، قصة جميلة و فيها عبره كبيرة عن راجل قوى طول بعرض و صحته عال العال ، عنده 14 من العيال
7 ولاد و 7 بنات ، غني جدا أغنى من فى قومه عنده من الفضة و الذهب تلال
، يحكم و ينهى بين الناس بالعدل و له الكثير من الأصحاب و الخدم و العبيد
عنده جنان من أشجار و زهور تجري من بينها الأنهار و من الأنعام كل نوع جمل حصان و حمار ، و زوجة جميلة أصيلة صالحة و رشيدة
رجل أنعم عليه الله بكل نعم الأرض و من كل فضيلة ، الصحة المال البنون الملك المكانة فى قلوب الناس الحب الأصدقاء و الزوجة الصالحة ، إلى أن قدر الله القدر
و يتنزل الإبتلاء و الإختبار و يفقد الرجل كل ماله و يخسر تجارته ، و تمسك أنهاره و تبور أرضه و تموت انعامه ، حتى أصبح فقير لا يملك قوت يومه
و يموت أولاده أمام عينه واحد تلو الأخر ، ولد و بنت كلهم ماتوا ، و بقي فقط هو و زوجته ، يمرض بكل أنواع المرض ، يصبح قعيد لا يقدر على الحركة حتى كان يموت من لحمه و يسقط من جسده
ليبتعد عنه كل الأصدقاء و الأحباء و يخشون مرضه و علته ، ليجوع و لا يجد الطعام
و كانت زوجتة فقط بقيت كما كانت أصيله و حكيمة و رشيدة ،صرفت كل مالها و ما كانت تملك ، خسرت صحتها و شبابها فى خدمته و ذهبت تعمل فى البيوت خادمة و تؤجر حتى تأكل هى و هو
و من شدة مرض زوجها خشى الناس أن تعمل عندهم ، لتجلس تملئها الحيرة و قلة الحيلة و تبكي ، و كان شعرها جميل طويل تحسدها عليه النساء من حولها ، و عندما وجدوها فى بلائها و قلة حيتلها ، طلبوا منها شراء شعرها فقصت ظفيرتها و باعتها حتى يأكلوا
و خبأت شعرها عن زوجها و جائته بالأكل
و بعد أن خلص الأكل ذهبت لتقص باقي شعرها ، و كأنك أخذت منها روحها
حتى نال العجز و الزمن و الحزن من جمال وجهها و جائته بالأكل و هو ينظر إلى عينيها ، و رفض الأكل حتى يعرف من أين جائت به
قال لها أين عملتى و هم يرفضون عملك عندهم ، جلس يسألها و يلح عليها
ماذا بك ماذا فعلتي ؟؟
قالت له لماذا حتى لا تدعي الله أن يفك كربك و يرفع البلاء ، قال لها بقيت فى النعيم 80 عام و يجب عليا أن أصبر مثلهم …
قالت له لم أعد أستحمل 18 عــــــــــــــام من البلاء ، نعم 18 سنه من المرض و الفقر و قلة الحيلة و البلاء
فغضب منها … و حلف بالله ليضربها 100 سوط على فعلتها هذة عندما يقوم و يرجع الله عليه صحته ، و أصر أن يعلم من أين جائته بالأكل و المال
فكشفت عن رأسها ، فشاهد بعينه رأسها بدون شعرها فقدت تاج جمالها و عزتها و فخرها ، فقال لها إذهبي عني و بكا
بكا بكاء شديد من الحزن و قالها …
ربي إني قد مسني الضر و أنت أرحم الراحمين
و إن لم يكن البلاء فى زوجتي محبوبتي لما قلتها
يقولها و هو يبكي من البلاء و خشية الله لتهتز بها السماء ، ليحدث أمر عجيب و غريب
معجزة تذهب منها العقول ، فأوحى له ان أضرب بقدمك الأرض، لتخرج منها ماء فيه بركة و شفاء ، و يقف على رجليه من بعد أن كان قعيد ، و أن أوحي له أن أغتسل منه فشفي كل مرض خارج جسده و ليشرب منه فيشفى كل مرض بداخل جوفه
، و تفتح أبواب السماء بأسراب من الجراد ، جراد كثير كبير ليأتي و يقترب منه فيعلم أنه من الذهب و الفضة فيجمعه و يضعه داخل جيبه ، فيوحي له الله لما تخبئة بجيبك هل هو بالقليل ، فيقول لا ربي إني أجمعه من أجل أن تحل عليه بركتك و رضاك
و يفاجئ بالذهب و الفضة من حوله فى كل مكان لتأتى زوجته و لا تعرفه
و تقول له من أنت … يقول لها الا تعرفيني
تقول له إنك أكثر الرجال شبه بزوجى و هو قائم و بصحته ، يقول لها أن زوجك
لتفرح و تملى السعادة قلبها من جديد ، و لأنها كانت صالحه لما يتركها الله من فضله و نعمة ، فقد رد لها شعرها و جمالها و شبابها من جديد ، و تذكر هو أنه قد حلف أن يضربها على جدالها معه …
ليوحي له ربه أن أخذ بجمع قش مضغوط و أضرب به و لا تكون فى ضربك قوي و لتضربها به ضربة واحدة ليس أكثر فقط لحلفانك ، و لكى ترضى هى فإنها كانت من الصالحين ، لتنجب له من الذكور و الإناث أكثر من عشرين و يزيد
و لتجري أنهاره بين الجنان و تطرح الأشجار الفواكه و الورود
و يعود له ملكه و مكانته بين الناس و يجعل الله من ذريته الصالحين و النبين
و لتكن لكم عبرة يا بني أدم و لتكن لكم أيه ، نبي الله أيوب الأواب
الذى جعل الله منه صورة حية للصبر على أشد البلاء و كان خير جزائة و نعم الله الكريم الرزاق ، و كانت إمرئته صالحة حكيمة رشيدة ، و ليذكر الله نبيه أيوب الأواب فى كتابة العزيز المعجزة للخلق أجمعين و يقول…
بسم الله الرحمن الرحيم
{{وَأَيُّوبَ إِذْ نَادَى رَبَّهُ أَنِّي مَسَّنِيَ الضُّرُّ وَأَنتَ أَرْحَمُ الرَّاحِمِينَ * فَاسْتَجَبْنَا لَهُ فَكَشَفْنَا مَا
بِهِ مِن ضُرٍّ وَآتَيْنَاهُ أَهْلَهُ وَمِثْلَهُم مَّعَهُمْ رَحْمَةً مِّنْ عِندِنَا وَذِكْرَى لِلْعَابِدِينَ}} سورة الأنبياء:
83 ـ84
{{وَاذْكُرْ عَبْدَنَا أَيُّوبَ إِذْ نَادَى رَبَّهُ أَنِّي مَسَّنِيَ الشَّيْطَانُ بِنُصْبٍ وَعَذَابٍ * ارْكُضْ بِرِجْلِكَ هَذَامُغْتَسَلٌ بَارِدٌ وَشَرَابٌ * وَوَهَبْنَا لَهُ أَهْلَهُ وَمِثْلَهُم مَّعَهُمْ رَحْمَةً مِّنَّا وَذِكْرَى لِأُوْلِي الْأَلْبَابِ *
وَخُذْ بِيَدِكَ ضِغْثًا فَاضْرِب بِّهِ وَلَا تَحْنَثْ إِنَّا وَجَدْنَاهُ صَابِرًا نِعْمَ الْعَبْدُ إِنَّهُ أَوَّابٌ *}} سورة ص:41 ـ44
و الخلاصة
بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَٰنِ الرَّحِيمِ
( الر ۚ تِلْكَ آيَاتُ الْكِتَابِ الْمُبِينِ ) 1( إِنَّا أَنْزَلْنَاهُ قُرْآنًا عَرَبِيًّا لَعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ ) 2
( نَحْنُ نَقُصُّ عَلَيْكَ أَحْسَنَ الْقَصَصِ بِمَا أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ هَٰذَا الْقُرْآنَ وَإِنْ كُنْتَ مِنْ قَبْلِهِ لَمِنَ
الْغَافِلِينَ ) 3 سورة يوسف
و إن كنت قبله من الغافلين ، و إذا كنت تريد أن تعلم من علم الدنيا ، فعليك بخير كتاب إنزل للعالمين ، معجزة محمد علية السلام الواقعة حتى اليوم
القرآن الكريم و سنة نبيه محمد و سيرته و قصص الأنبياء و الصديقين من قبله
لتكن لكم يا بشر خير عبره و أيه للعاقلون الفائزون بإذن الله و إدعمنا لنكمل لكم قصص كل الأنبياء
مصادر
1 – القرآن الكريم
2- الأحاديث النبوية
3- بداية و نهاية لإبن كثير
4 – تفسير القرآن لإبن كثير
5- تفسير القرآن لإبن عباس