عاممقالات

القرآن علمني



كتب محمد علي
سوف نسأل جميعاً عن وقتنا و ماذا فعلنا به ، و بكل يوم جمعة فرصة علينا جميعاً إستغلالها ، لنجلس و نتحدث و نستمتع بالوقت مع والدينا و أولادنا ، فللأسرة عليك حق و أكبر حق ، عليك أن تجلس لتتحدث مع أولادك و زوجتك و أقاربك ، فكان يوم الجمعة و أتذكر جيداً أنه اليوم الذي تجتمع فيه العائلة و يالها من ذكريات جميلة … 
و الأجمل و الذي كنت حريص على فعله فى الفترة الأخيرة هو أن نتحدث فى شيء مفيد و أن نتبادل الأراء حول الأمور الهامة بحياتنا ، و حرصت أيضاً على أن أجتمع مع أطفال العائلة قدر المستطاع و كنت قد أنتهيت من قرآءة سورة الكهف ، و كنت قرأتها كثيراً لكنى فى هذا اليوم توقفت عند تفسير إبن عباس حبر الأمه و فقيها للسورة ، فالسورة تتحدث عن أربعة دروس و عبر من أهم دروس الحياة ، فبها أربعة قصص 
الأولى و هى قصة أصحاب الكهف و التى تتحدث عن فتنة عظيمة و قوية و هى فتنة الإيمان فبعد ان إجتمع الفتية بالكهف أصابهم الحزن الشديد و قالوا 
لماذا يحدث بنا هذا و قد كنا مؤمنين و نقوم بذلك من أجل الله و لرضاه 
تسألوا أين العون أين النجاه ؟
فلذلك ناموا و قدر الله ان يريهم نتائج أفعالهم و لكن متى بعد مرور 309 سنة 
و كانت العبره إذا زرعت فلا تتعجل الحصاد و لا تتفاخر بإيمانك و أفعالك فإذا كنت تفعله لله فاتركه و سلم الأمر لله ، لذلك عندما أستيقظوا وجدوا الجميع يعرفهم و هم لا يعرفون أحد ، الجميع يحتفل بهم و بما قاموا به من أفعال جميلة و نبيلة أفعال خيرو إفشاء لسلام ،و خلدوا أسمائهم على الرقيم ليكون شاهد على معجزة من معجزات القدير العليم .
و القصة الثانية هى قصة صاحب الجنتين ، عندما تفاخر صاحب المال أمام الفقير ، عندنا فتن صاحب المال بالمال و كانت فتنة المال ، جلس يتحدث عن ما يملك من جنان تجري من بينها الأنهار و بها أشجار الفاكهة و محاصيل الخضار ، جلس يتحدث عن أمواله و أولاده و قصورة و لم يراعي شعور صديقة الفقير قليل الحيلة و الراضي بقضاء الله 
ليشاء المولى العزيز القدير أن يصبح الصبح عليه و هو يقلب كفيه متحسراً و يقول متى و كيف حدث ذلك ، ليدخل جنته ليجدها هشيم لا زرع فيها و لا ماء 
و كانت العبره أن لا تتفاخر بما تملك و قل دائماً ما شاء الله كان و إن لم يشاء لم يكن .
و القصة الثالثة هى قصة رسول الله موسى مع الخضر العبد الصالح الذي علمه الله من لدنه علماً ، و كانت الفتنه فى هذة المره فتنة العلم ، فكان مع سيدنا موسى فى هذة الرحله تلميذة و الذي أصبح نبي بعد ذلك يوشع ، و فى أثناء الرحلة تفاخر سيدنا موسى بعلمه على يوشع و ظن أنه كليم الله رسول الله من أولى العزم من الرسل أنه أعلم عليم على الأرض ، و كانت المفاجأه تحدي من السماء أن هناك من يعلم أكثر منه ، و كان العبد الصالح البسيط الذي رزقه الله العلم و الحكمة و من أوتى الحكمة فقد أوتى خير كثيراً ، و لماذا الحكمة هى الخير الكثير و ليس المال و ليس البنون و ليس النفوذ و السلطة ، فلتفكر بها قليلاً ، ليذهب فعلاً سيدنا موسى للقاء الخضر و هو يتسأل بنفسه هل حقاً هو أعلم مني ، و لتحدث المفارقات العجيبة بينه و بين الخضر و يكتشف سيدنا موسى فرحلته أنه يحتاج إلى الصبر لكي يتعلم أكثر و انه حقاً هناك من هو أعلم منه …! 
و لتكن العبره أنه لا تتفاخر بما تحصله من العلم فانه فوق كل ذي علم عليم .
و القصة الرابعة و الأخيرة بها و هى قصة ذي القرنين ، و الملك صاحب النفوذ و السلطة الكبيرة و التمكين فالأرض فقال الله عز و جل لقد مكنا له فى الأرض و أتيناه من كل شيء سبباً فأتبع سبباً ، ذي القرنين كان ذكي و لم يفتن بالسلطة و النفوذ و لكنه سخرها فى خدمة الله و فى خدمة الإنسانية و الحق ، فكان على يده الفتح و النجاة و العمار و كان كما جعلنا الله فى الأرض خليفة له لنفعل الصواب ، لذلك فقد بلغ ذي القرنين مشارق الشمس و مغاربها ، إلتقى و مر فى رحلتة على أكثر من قوم كانوا ثلاثة فى القصة و لك قوم منهم قصة ، كان على يده بناء السد فى وجه قوم ياجوج و ماجوج و علينا جميعاً أن نشكره حتى اليوم و هو يؤجر كل يوم عنا جميعاً ، و كانت العبره أنه حتى ما ترزق به من نعم فهو ليس منك ليس لذكاء أو حيلة منك فلا حيلة فى الرزق فإذا رزقت الإيمان او رزقت المال إذا رزقت العلم أو السلطة و الكمال ، فسخرها فقط لله أشكر نعم الله عليك لا تتفاخر بها فهى ليس لقوة أو حول منك … و أخيراً دائماً و أبداً ” إتبع سبباً ” 
و كانت العبره الأكبر هى أن نتعلم من القرآن و من قصص القرآن ، فى كل قصة من تلك القصص العبر و الحكم ، فى كل قصة إجابة عن سؤال نتسأل عنه حتى اليوم و إجابتة فقط فى القرآن ، و سوف نقوم كل يوم جمعه بنشر قصة منهم بالتفصيل و بالتفسير المناسب العصري لها ، و كذلك إنتظروا العديد من التفاصيل التى لم تذكر من قبل و لم تتوقف الناس عندها ، و الهدف منها هو نقلها لأطفالنا فعلينا ان نعلمهم دينهم كما يكون ، و القرآن هو خير كتاب و إذا وجدت من يقول على نفسه مثقف دون أن يثقف نفسه بالقرآن فاعلم ان ثقافتة ناقصة الكثير …
بسم الله الرحمن الرحيم 
” قُل لَّوْ كَانَ الْبَحْرُ مِدَادًا لِّكَلِمَاتِ رَبِّي لَنَفِدَ الْبَحْرُ قَبْلَ أَن تَنفَدَ كَلِمَاتُ رَبِّي وَلَوْ جِئْنَا بِمِثْلِهِ مَدَدًا ” 
صدق الله العظيم 

مقالات ذات صلة

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock