نشرت مجلة ” سحر الحياة ” على صفحتها مشكورة تقريراً عن ظاهرة التسول في مصر بشكل خاص وفي بعض الدول العربية ودول العالم
هذه الظاهرة التي أصبحت مقلقة إلى حد كبير , والحديث هنا يطول .
ظاهرة التسول قديمة جديدة كانت دارجة لدى الغجر و المعروفين لدى معظم شعوب العالم بـ “النّور”
ولكن أعتقد أنها كانت بطريقة فيها احترام للذات أكثر من متسولي هذه الأيام .
كان الغجر يتسولون بطرقَ لبقة ومتعددة مثل إصلاح الأسنان وتبييض النحاس والتبصير والتنجيم وحتى الغناء في مناسبات الأفراح , وكانت أعمالهم هذه تلقى استحساناً لدى الكثير منا .
أما اليوم أصبحت ظاهرة التسول مزعجة جداً وإن دلت على شيء فإنها تدل على وجود مشكلة أخلاقية في المجتمع بالإضافة لانخفاض مستوى التعليم وتسرب الكثير من الأولاد من المدارس وإهمال الأهل والجهات الرسمية المعنية بالإضافة لامتهان التسول كعمل ِ يدر أرباحاً طائلة .هنا أتكلم عن ظاهرة التسول عند الأطفال والأسباب عديدة : منها فقدان الأب أو الأم أو كلاهما معاً أو الفقر الشديد وعدم وجود معيل للأسرة وذلك في حال مرض أو إعاقة عند أحد الوالدين أو كلاهما , وقد كثرت هذه الظاهرة في سنوات الحرب في سوريا ومعظم الدول التي عانت من الحروب الداخلية والخارجية .
حيث ضاقت سبل العيش لدى الكثير من البشر, ووجد الكثير من الناس في التسول طريقة سهلة لكسب لقمة العيش .
وهناك أيضا من اتخذ من التسول مهنة تدر المال على أصحابها وذلك من خلال عصابات بشرية تقوم بتشغيل الأطفال والنساء على حد سواء.
وأحيانا هناك الكثير من الأهل يجبرون أولادهم على التسول نتيجة أمراض ذهنية أو عقلية لدى الأب أو الأم .
تعددت وتغيرت فنون التسول بعد ملاحقة بعض الجهات الرسمية ومنظمات المجتمع المحلي لهذه الظاهرة حيث أخذت أشكالاً مختلفة وذلك باستخدام الأطفال والنساء وإجبارهم على بيع بعض الحاجيات أو تنظيف زجاج السيارات وذلك من خلال عصابات تقوم بتشغيلهم .
هنا أريد أن أورد بعض الحالات التي رأيناها هنا في سوريا وفي السويداء بشكل خاص ممن يمارسون مهنة التسول من الأطفال واليافعين من الشباب للأسباب التي أوردت ذكرها سابقاً
والحلول التي اتخذت من قبل وزارة التربية بعد أن قامت بعملية إحصاء وبحث وتسجيل للكثير من الأطفال المكتومين أي غير المسجلين في دائرة النفوس في محافظاتهم حيث تم ضبط الكثير منهم
وذلك بالتعاون مع الكثير من المؤسسات الحكومية المعنية وبعض منظمات المجتمع المحلي والدولي للحد من هذه الظاهرة.
حيث قامت مديريات التربية في معظم المحافظات بفتح شعب صفية داعمة في معظم مدارس القطر وتم استيعاب الكثير من الأطفال من أعمار مختلفة في إعادة الكثيرمنهم إلى مقاعد الدراسة وقد لاقت هذه الخطوة استحسانا كبيراً لدى معظم الأهل والأولاد على حد سواء.
بالإضافة لهذه الخطوة الجيدة عندنا هنا في سورية والتي من خلالها تم استيعاب الكثير من الأطفال المشردين والتعرف على مشاكلهم ومعالجتها وإيجاد الحلول المناسبة بعودتهم إلى مقاعد الدراسة وممارسة حقهم في الحياة الكريمة .
ولظاهرة التسول عند النساء فهنا الطامة الكبرى المسألة هنا خطرة وربما نتكلم عنها في القادم من الأيام.
إذاً وكما يقول الأطباء ” التشخيص نصف العلاج “ والمعالجة يجب أن لا تقتصر على المؤسسات الحكومية بل يجب أن تتضافر الجهود من كافة مؤسسات الدولة وجمعيات المجتمع المحلي والمرشدين النفسيين والأشخاص القادرين على التعاون المادي من أجل تقديم العون لإيجاد الحلول للتخلص من هذه الظاهرة التي فيها امتهان لكرامة الإنسان وحقه في الحياة الكريمة التي تليق بإنسانيته.
نأمل المساعدة ممن يستطيع العمل والمساعدة بكل السبل المتاحة للتخلص من هذه الظاهرة السيئة .
لأنه عندما نبني طفلا جيداً, نبني وطنا جيداً.
دمتم بخير
كتبت /كاملة عزام /سوريا
إخراج صحفي / ريمه السعد
تدقيق لغوي/ ميرفت مهران
إقرأ المزيد ظاهرة التسول منتشره منذ القدم بين جميع طوائف العمر