بقلم :عماد وديع
حبيبتى صوفيا
أعلم إنك ستتألمين كثيراً لرحيلى، وهذا يحزننى أشد الحزن،
ولكننى أمل من كل قلبى، أن تدركى ألأسباب التى تدفعنى الى ذالك الرحيل، ولم يكن امامى وسيلة اخرى لتلافى مأساة ألرحيل ، التى قد تكون مفجعة .
وقد بدأ وصفى فى هذا البيت غير محتمل ياصوفيا، ولم اعد قادراً على ممارسة حياتى اليومية، فى هذه الرفاهية التى تحيط بى، وبات الثراء يخنقنى، وقد طال صبرى على هذا ،حتى انقطع رجائى فى مزيد من الصبر.
ولكن ما أنشده هوعالم من السكون والوحدة ،لايفسده ضجيج المال وانانية الثراء ، والرغبة المتوحشة فى التملك، و اريد ان اقضى الأيام المتبقية لى من العمر فى سلام.
ارجوك ياصوفيا لاتحاولى البحث عن مكانى الذى سأذهب إليه، فأن هذا لن يفيد احد شيئاً، بل سيزيد تعاستنا جميعاً ،كما إنه لن يغير من عزمى فى الرحيل.
أشكرك ياصوفيا كل الشكر على الثمانية والأربعين عاما من الحياة الكريمة والآمينة التى اسعدتينى بها، واتوسل إليك ان تغفرى لى ياصوفيا كل ما ارتكبت من اخطاء فى حقك، مثلما غفرت لك عن طيب خاطر غضبك ومعارضتك الشديدةالمتعلقة بقرارى فى التنازل عن املاكى للفلاحين .
وانصحك ياحبيبتى بإخلاص، بأن تحاولى التعايش فى سماحة مع الموقف الجديد الذى سوف ينشأ برحيلى .
واذا اردت ان تعرفى شيئا عن أخبارى بعد ان استقر فى مكانى الجديد الذى سأرحل اليه، والذى لا اعرفه إلا بعد الوصول اليه ، سوف تجدين اجابة لسؤألك عن طريق ابنتنا العزيزة ساشا، فهى الوحيدة التى سأخصها بذكر مكان حياتى الجديدة، وقد وعدتنى بألاتذكر شيئاً لك او لسواك مكان حياتى الجديد.
وداعاً حبيبتى صوفيا.
