حوار: فيصل علي
إخراج صحفي/ ريمه السعد
تدقيق لغوي/ ميرفت مهران
من ذكريات الأمس الجميل لكرتنا السورية ..ونجم من الجيل الرائع ..الصخرة السورية عمار حبيب لاعب منتخبنا الوطني ونادي تشرين وحوار عن مسيرته الرياضية وعن معاناته بعد الاعتزال .
● بداية حدثنا عن بداياتك كابتن عمار :
مسيرتي الرياضية بدأت في الشوارع حيث وقع أقدامنا محفورة على الباحات الإسفلتية و أسماؤنا مكتوبة على جدران المدارس وفي الوجدان الجمعي للطلاب و الأساتذة و عندما كانت مدرستنا تحرز دائماً بطولة مدارس المحافظة ولطالما هرب طلاب المدرسة ليشاهدوا مباراياتي أيام الناشئين و الشباب و كان هناك تواطؤ ما بينهم و بين الأساتذة و مسؤولي المدرسة و لم يتعرضوا إلاّ فيما ندر لعقوبة الهروب و هذا كان له أثره في نفسي و كان دافعاً أساسياً في تحقيق طموحاتي لأنني كنت أعلم تماماً أنها طموحاتهم كذلك فلعبت لمنتخبات اللاذقية بفئاتها و لنادي تشرين بجميع فئاته و لمنتخب الوطن بفئاته حتى هجرت الكُرة بسبب إصابتي التي منعتني كلياً عن متابعة الحب العذري الكروي ليغدو حباً من طرف واحد الآن و يبدأ هشيم نار الفراق يأكل عمري رويداً رويداً .
● وعن مشاركاته مع الأندية و الإنجازات التي حققها مع المنتخب تحدث الكابتن عمار حبيب
أما الأندية التي لعبت لها فهي تشرين حيث ملعب روحي و لعبت فترة قصيرة للجيش و لنادي جبلة إعارة في بطولة الأندية العربية التي جرت بالإمارات 1988
و لعبت لمنتخب سورية للشباب و المنتخب الأولمبي و المنتخب الأول حتى عام 1990
و أما الإنجازات فهي التأهل لأول مرة بتاريخ سورية لنهائيات كأس العالم للشباب 1989
و إحراز بطولة كأس بنغلادش و التأهل لنهائيات كأس آسيا و ثاني كأس العرب بالأردن 1988
و ذهبية دورة البحر الأبيض المتوسط باللاذقية 1987 وهذه الإنجازات كانت في فترة لا تتعدى الأربع سنوات حتى الإصابة ، ومن أجمل اللحظات والتي لا تنسى مقابلة القائد الخالد حافظ الأسد مرتين بعد دورة البحر الأبيض المتوسط 1987 و بعد كأس العرب بالأردن 1988 .
إقرأ أيضا محمد الأحمد في مقاعد البطولة خلال الموسم الرمضاني 2021
● وأما عن رأيه في موضوع الاحتراف تابع الكابتن عمار:
طبعاً في زمننا كان ممنوعا الاحتراف لأنهم كانوا يضحكون علينا ويقولون لنا ( أنتم ثروة وطنية ) لانستطيع التفريط بها..!!!!؟؟
و معظم لاعبي جيلنا قُدّمت لهم عروض مغرية آنذاك و لكن دائماً كان عنوانها الرفض .. !” لماذا؟؟ لأنهم لا يريدوننا أن نخرج من تحت عباءتهم و ندور في فلك عقالهم .. هكذا كان تفكيرهم المريض .. للأسف .. ما أصعب أن تركب سيارة مثلك مثل أي مسؤول رياضي و الطامة الكبرى أن يكون موديلها أحدث ..!!؟؟؟ ياللسخافة …
طبعاً أنا أتهكم من العقلية الجاهلية التي كانت سائدة في ذلك الزمن..
و انتصروا و أبوا إلاّ أن نبقى كما أرادوا ..!!!!؟؟؟
قد يهمك الرمد الربيعي أعراضه والوقاية منه وعلاجه مع “الدكتورة أمية جنود”
● وتحدث بحرقة عن الكرة السورية قائلاً :
الكُرة السورية ينقصها الكُرة. . .!!
ما هي الكُرة ..؟ هي عبق الزمان .. هي روح المكان .. ولذلك يجب تأمين كل ما يلزمها … لا أن تُترك حبيسة الجدران ..
الكُرة بحاجة لأرضية متينة و رؤية حديثة … بحاجة للملاعب و ملحقاتها والأهم بحاجة للعلم .. للتخصص .. للمعرفة .. لجامعات تحتضنها .. لمشافٍ تتابعها و تعالجها يومياً … بحاجة للإختصاص . . .
ليس كل لاعب كُرة قدم هو بالضرورة مسؤول رياضي .. الأمر بحاجة لدراسة و دراية و ثقافة و الإطلاع على كل ما هو جديد و متطور .. يجب إقامة كليّة فن الإدارة .. فليس كل لاعب سابق إداري و لكن كل إداري متخصص هو لاعب جديد ..
بصراحة الأمر برّمته بحاجة لتغيير شامل .. بحاجة للرقم صفر لتتوالى الأرقام تباعاً و تكوّن متوالية صحيحة .. أي مقدمات صحيحة تعطي بالضرورة نتائج صحيحة ..
الأمر بحاجة لأساس متين ليرتفع البناء عالياً صحيحاً ..
● وعن مفهوم الاحتراف في بلدنا تابع الكابتن عمار قائلاً :
نحن فهمنا الاحتراف شراء لاعب فقط من ناد آخر و لكن كيف دُفعت تلك المبالغ الهائلة لشراء اللاعبين و من هم الذين دفعوا تلك الأموال .
انظر من يتحكم بمصائر الأندية أُناس لا علاقة لهم بكُرة القدم .. إنه رأس المال الذي يؤكد سطوته أكثر فأكثر على الأرض .
مفهوم الاحتراف عميق و شامل و لا يختزل في شراء لاعب ما ..
الاحتراف هو الخصخصة بأدق معانيها .. أن يصبح النادي منشأة تجارية ربحية مع الحفاظ على المفهوم الأخلاقي للرياضة ..
الإحتراف مفهوم واسع بحاجة لنقاش مستفيض ..
فهل يعقل نادي مثل تشرين وحطين مقرهما خاضع لقانون الإيجار من وزارة الأوقاف ونسمي النادي أنه محترف لمجرد استقدام لاعبين أو دفع مقدمات عقود و رواتب . . !!!
● وعن اللاعب وما ينقصه في زمننا هذا تحدث الكابتن عمار حبيب :
أما ما ينقص اللاعب اليوم فينقصه أن يكون لاعباً .. !!!
اللاعب ليس أن يركل الكُرة أو يحرز هدفاً في مرمى الخصم .. اللاعب رسالة أخلاقية .. اللاعب يجب أن يكون كياناً يمتلك العناصر الأساسية للإرتقاء نحو الأفضل و أهمها الثقافة و مفهوم العلم و اندماجه الكامل في العقلية الكروية .. فالفرق شاسع على فهم التكتيكات الحديثة مابين اللاعب المثقف و صاحب الرسالة وبين الآخر ..
● وبين جيل اليوم والأمس تحدث الكابتن عمار :
نحن دائماً نرى هذا الجيل ماديا و نريده أن يكون مثل جيلنا فقير لتسهل قيادته
، لنبتعد عن المقارنات بين الأجيال فلكل جيل حيثياته وهذه ضريبة الحضارة المتسارعة و التي لم نفهم منها سوى مفهوم المادة ..
درس العلم لم نستوعبه بعد و يبدو أننا لن نستوعبه أبداً .. و مازالت الإتكالية و استنباط ماهو ممكن من واقعنا هو العقلية السائدة و اعتمادنا على مبدأ الطفرات والتي كانت سياستنا منذ الأزل ..!!!
اللاعب أصبح مادياً لأن غايته الأساسية مادية و لايمكن إلاّ أن يكون كذلك فعمر اللاعب قصير وهو لايعرف شيئاً في الحياة سوى ركل الكُرة في معظم الأحيان ..
تغيّرت الأولويات و لتذهب أدراج الرياح مفاهيم مثل الصدق و الإنتماء و الهدف و الحلم .. الواقع هو ماتملك فقط ..
لا بد أن نعي جيداً أن المادة أصبحت عصب الرياضة و عصب الحياة و لذلك يجب الابتعاد عن المفاهيم الطوباوية و نعتمد منهجاً أكثر واقعية و هو الواقع الحالي ..
● وختم حديثه بمقولةٍ فيها درس و عبرة لكل لاعب كرة قدم :
عشرون عاماً
و أنا أسوق الكُرة أمامي
في وطن أخضر لا نهائي
و فجأة . .
رأيت نفسي عارياً . .
مدوّراً . . مكوّراً . .
لقد كنت أنا نفسي
تلك الكُرة . . ؟ ! ؟ !
شكرا لكم على هذا الحوار وفقكم الله…