أخبار وفن
كيف عم توفّي معكم؟- الله بيطرح البركة ..وعادة التضييف جزء من ثقافتنا
بقلم الصحفي ماهر المونس
كنتُ أسمعُ من والدي دائماً أنّ من يدخلَ سوق الجزماتية في حي الميدان جائعاً، يخرجُ مُتخماً بدون أن يدفع ليرة واحدة.
طبعاً، كان والدي يقصدُ أصحاب المحال الذين يُمسكون صوانٍ نحاسية دائرية كبيرة على أكتافهم، ويقدّمون منها “ضيافة” لكلّ المارة والعابرين، كنوع من أنواع الترحيب بالزبائن والتهليل بهم، ولفتِ نظر إلى المحل والبضاعة.
خلال جولتي المسائية في السوق الشعبي الذي يتلألأ عادة في شهر رمضان، اعتقدتُ أن هذه العادة تغيّرت نتيجة الظروف الاقتصادية الصعبة، وارتفاع تكاليف الإنتاج، لكن الشاب مألوف الوجه، باسل مدلّلة، باغتني حين مدّ يده.. “شرّف.. تفضّل من إيدي”.
من يمرّ بسوق الجزماتية، لا بدّ أن يلفته زيّ باسل (28 عاماً) المعتمر بوشاح أبيض، وهو يُنادي على بضاعته والزبائن من أجل التقدّم وتذوّق وربات الفستق الحلبي، والهريسة بالقشطة، والعوّامة والبرازق وغيرها من الحلويات التي حملت حيّزاً من الهويّة الشامية.
يُخبرني باسل “قديماً كانت عادة الضيافة أو التضييف جزء من الدعاية للمحل، لكن اليوم بعض الناس ليس لديها القدرة المادية على شراء الكيلو والنصف كيلو (..) لا أردُّ أحداً يقف عندي حتى لو لم يطلب”.
ويُتابع “التضييف، جزء من ثقافتنا، ونحن في شهر كريم”.
كيلو النابلسية في دمشق اليوم بعشرة آلاف ليرة سورية، وبضعف ذلك سعر كيلو وربات الفستق، وبضعفين أعلى سعر كيلو المعمول.
البرازق بخمسة عشر ألف، ومثلها الغريبة والعجوة.
إقرا على موقعنا ميرنا ملوحي / الأغنية السورية متواجدة لكن هناك مشكلة بتسويق الأغاني وإيصالها إلى الجمهور العربي
يقول باسل “الكثير من العوائل تأتي لتأخذ قطعة أو قطعتين، والبعض يأخذ قطعتين ويقسّمها إلى أربعة”.
استدرك وأسألُهُ– “كم كيلو بتضيفوا كل يوم”.. يبتسم، ثم يقول “البركة.. والله ما بعرف بس كتير..”— طيب كيف عم توفّي معكم؟– الله بيطرح البركة.. تفضّل، ان شا الله الف صحة..
إقرأ ايضا مظهر الحكيم “تمثيلية الأسبوع أجيال نص ممتع و جميل ..تابعونا كل أربعاء على إذاعة دمشق
من هو الضابط الخائن الذي باع وطنه وصديقه في “الاختيار 2″وأحمد شاكر يتصدر التريند
شريهان و بعد غياب 19 عاماً تعود و تخطف الأنظار من جديد”بالفيديو “