الفن لغة الإبداع و وسيلة التعبير عن ثقافة الشعوب المختلفة، الفن رسالة تقدم برقي لترتقي معه الأجيال على مرّ العصور والأزمنة بمختلف المجتمعات فكانت رسالته هو التعبير عن الواقع لكن بوضع ضوابط تحترم المشاهد وتراعي الأصول في عرضها بحيث تناسب الأسرة دون خدش للحياء او حدوث خلل في التقاليد والمعتقدات الدينية والإجتماعية
الآن الوضع تغيّر أصبح الفن هو عرض أفكار تضرب بالعقائد الدينية والحديث علنًا عن أحداث شاذة تخص فئه في المجتمع كانت ومازالت موجودة ولا داعي لذكرها وتأكدها في العقل الواعي ولاواعي وتحدث برمجة مع الوقت أنه تصرف طبيعي ومعتاد، مما يَخل بالتنشئة السوّية للأجيال القادمة
والإصرار على انتشار تلك الأحداث يندرج تحت إطار إشاعة الفواحش
قول الله تعالى ” إن الذين يُحبون أن تشيع الفاحشة في الذين آمنوا لهم عذاب أليم في الدنيا والآخرة والله يعلم وأنتم لا تعلمون”
وهذا من الباب الديني وهو الأهم والمهم دائمًا وأبدًا؛ وما بالك من اختيار هذا التوقيت الزمني لجعله موسم للعرض!
لكن حتى لو نظرنا من باب النجاح الجماهيري وزيادة نسبة المشاهدات ونجاح نجم دون أخر
فهذا الأمر شائك إلى أبعد مدى ومشكوك في أمره
ونطرح سويًا السؤال المهم .. من المسئول عن التقيّيم؟
وعن ايّ فئة تتحدث؟
وما هو معيار النجاح؟ هل مستوى الحوار والسيناريو أم قوة القصة والحبكة ومدى تأثيرها على وعي المشاهد؟
أم طريقة التعبير عن الواقع الذي يخص أفراد من المجتمع ومنهجية إيجاد حلول لتلك المشاكل؟
وبالرغم من أني لست من المتابعيين بجدية لكن يكفي حلقة من أي مسلسل لتعرف من الألفاظ والحوار أو من الموضوع عمومًا أن هناك أزمة بالفن… فالفن المشوه.. يُثير الإشمئزاز
وبخصوص نسبة المشاهدة فهذه قضية قائمة مثيرة للجدل وليس على مستوى الفن فقط ولكن في مستوى الكتابة
أيضًا وفي أي مجال …
يستحضرني حوار مهم جداً قرأته للأديب عباس محمود العقاد وهو من أهم أدباء القرن الماضي
الحكاية بدأت من سؤال أحد الصحفيين له… من منكما أكثر شهرة أنت أم محمود شكوكو؟
ردّ العقاد باستغراب من شكوكو؟ وعندما وصلت القصة لشكوكو ” قال قول لصاحبك ينزل ميدان التحرير ويقف على أحد الأرصفة وسأقف على الرصيف المقابل ونشوف الناس هتتجمع على مين “
وبعدها ردّ العقاد على الصحفي قائلًا” قول لشكوكو يقف على الرصيف وتكون” رقاصة ” على الرصيف الآخر
وقتها الناس هتتجمع عند مين”
بالرغم من قساوة الردّ إلّا انه يحمل رسالة بليغة على المستوى العلمي والعمق الشخصي الشعبي العام
القيّمة لا تقاس بالجماهيرية أو الشهرة
وهذا بالرغم ان شكوكو كان فنان كوميدي لايقدم إسفاف ولكن لمجرد أنه وضع نفسه في مقارنة غير متكافئة فقد ظلم نفسه والآخر