 |
| التركيبة الرخامية لقبر الشهيد على كتخدا الجلفى |
كتب . ابوالعلا خليل
سجل رقم 6896 , التركيبة الرخامية هى بناء مستطيل يستعمل كدلالة على وجود مدفن بأسفلها . كان الأمير على كتخدا عزبان الشهير بالجلفى صاحب هذه التركيبة الرخامية ينتمى لجماعة عزبان قلعة مصر وهى جماعة عسكرية أفرادها من عزب الترك وتقيم أقامة دائمة فى قلعة الجبل ووظيفتها حماية قلعة الجبل ومؤسساتها ، وكان الأمير على “كتخدا” –أى وكيل- لهذه الجماعة أو الفرقة . ولما كانت هذه الطائفة تسكن فى القلعة مقر الحكم مما أهلها للتحكم فى سياسة البلاد ومجريات الأمور وكان فيها الأمير على كتخدا عزبان الشهير بالجلفى من أصحاب الصول والطول ،
ولما تكامل عزه وانتهى أمره بدأ الدهر يسترجع منه ما أعطاه له وذلك على ايدى الوالى العثمانى الجديد سليمان باشا الشهير بأبن العظم عام 1152هـ/ 1739م الذى استفتح ولايته بالتخلص من الأمراء أصحاب الحل والربط فى البلاد وعلى رأسهم الأمير على كتخدا عزبان الجلفى فأغرى الأمير احمد كتخدا البركاوى على قتل الأمير على كتخدا الجلفى . فلما علم الأمير على كتخدا الجلفى بذلك لم يصدق وقال : وانا أى شئ بينى وبينه من العداوة حتى يقتلنى .
وبعد ساعة حضر اليه احمد كتخدا البركاوى فقام وتوضأ وخرج معه ليطلع الى الديوان بالقلعة وعند قبو السلطان حسن وجد عشرة رجال من أتباع الأمير احمد كتخدا البركاوى فتقدم احدهم كأنه يقبل يده فنتشه من على الحصان وفرغ الطبنجة فيه فوقع على الأرض ثم فرغ العشرة رجال العشر طبنجات وجروه الى خرابة بيت مهجور وفيه الروح فعروه ثم قطعوا رأسه ووضعوها تحت مسطبة البوابة فى الخرابة .
وقام بعدها معاتيق المرحوم على كتخدا الجلفى بالدخول الى الخرابة فوجدوا رمة سيدهم مرمية على الزبالة من غير رأس فسبحان المعز المذل ووضعوه فى النعش واتوا به الى بيته بالخرنفش فغسلوه وكفنوه واخرجوه فى مشهد عظيم الى الجامع الأزهر وصلوا عليه صلاة الجنازة ودفنوه بمدفنهم بالأمام الشافعى رضى الله عنه . ومما يزيد من أهمية التركيبة الرخامية للأمير على كتخدا عزبان الجلفى وجود نقش لصانع هذه التركيبة ” محمد جلبى البولاقى” الذى تخصص فى صناعة التراكيب الرخامية على القبور فى ذلك الزمان . وقد حرص هذا النقاش الشهير ان ينعت صاحب هذه التركيبة ” بالشهيد ” فى اشارة واضحة على قتله غدرا وعدوانا .
