أعتذر عن تأخري في الكتابة فأنا أكتب هذا المقال وأنا أمر بكثير من المنغصات والتحديات التي تفرضها الحياة رغم أنني تجاوزت الكثير منها قبل ذلك إلا أنني هذه المرة أفقد قدرتي على تجاوزها مع إيماني الشديد أن حياتنا محطات نعبر من خلالها في الحياة وأن الله عز وجل يعوضنا خيرا كثيرا ولكنه الضعف الإنساني الذي يجعلنا نسعى دائما للوصول إلى السعادة مع علمنا أن الدنيا دار امتحان وابتلاء قال تعالى،:”خلق الإنسان في كبد” صدق الله العظيم
فنحن في امتحان وابتلاء دائم فكما نمتحن بتمام العافية والصحة وسعة العيش
نمتحن أيضا بالمرض وضيق الرزق وقرب إناس إلينا لا يحبون الخير لنا
فنحن نمتحن بتصاريف القدر في المرض أو فقد عزيز أو نمتحن بالناس الذين نعاشرهم كالزوج سيء الطباع أو البخيل أو الزوجة كثير ة الشكوى أو زميل في العمل بغيض أو أبناء غير بررة أو أم غير مسئولة تهتم بنفسها على حساب أسرتها أو زواج فاشل لأحد الأبناء
وللأسف نسخط على حالنا وما فيها من منغصات وننظر للآخرين ونقارن حالنا بحالهم فنرى أنهم أفضل منا لأنهم لما يصابوا بما أصبنا به من مرض أو هم أو حزن وهذا أسوء ما في هذه النظرة لأن عدم إصابة الآخرين ليس دليلا على سعادتهم أو بعدهم عن هموم المشاكل فكم من أشخاص يضحكون أمامنا فنظنهم سعداء وحين نعرف حكايتهم نشكر الله على ما نحن فيه
والواقع الذي نعيشه يؤكد أن مانقابله من منغصات في حياتنا لا يمكن أن تخلو منها الحياة مهما حاولنا الهروب منها فنحن لانعيش وحدنا في الحياة وليست كل الطرق التي نلتمسها للوصول لما نريد من سعادة وراحة آمنة وسالكة
فهذا يخرج في الصباح مستبشرا وسعيدا وفي الطريق ينفجر إطار سيارته فيتحول من التفاؤل إلى الإحباط وهذا تصطدم سيارته بأخرى فيفقد صوابه ويخرج عن مشاعر ه ويتبدل حاله من السرور إلى الإنزعاج والتوتر وهذا يأمل أن يحقق اليوم جزءا من حلمه وكله حماس وشغف فيصاب بمكروه وتنقلب حياته رأسا على عقب وكل شيء يتغير
والحقيقة أن كل مايصيبنا في الحياة من منغصات هي ابتلاء من الله وربما نصاب بها لتقصيرنا تجاه خالقنا وذلك لاعتقادنا أن مانعيش فيه من نعم باق ولن يزول وهذا اعتقاد خاطئ فكل شيء في الحياة لا يدوم بل تتبدل حياتنا في لحظة
ولذلك علينا دائما الاستعانة بالله عز وجل والإكثار من ذكره كل الأوقات وفي السراء والضراء وأن نسعى دائما إلى تحسين أخلاقنا في معاملة الناس والتي شدد الله عليها راجين عفوه وغفرانه وأن نتمسك بالصبر على المحن فهو من أهم مايعين على تجاوز منغصات الحياة
واعتقد أن اللين والرفق في تعاملنا مع شركائنا في الحياة تحول العدو إلى صديق فالأقربون أولى قال تعالى:”ادفع بالتي هي أحسن فإذا الذي بينك وبينه عداوة كأنه ولي حميم”
وأخيرا لابد أن نتعايش مع الحياة بهمومها ومنغصاتها لأننا لن نستطيع الهروب منها ولن تخلو منها الحياة
بقلم
ميرفت مهران
١٢/٣/٢٠٢٠
تأملات في قطار الحياة
زر الذهاب إلى الأعلى