كتبت نجوى السيسى
من أجل الأشقاء السوريين تأسست مجموعة من الميادرات الخيرية التي قام بها عدد من السوريين الموجدين في مصر لخدمة إخوانهم
وفى السطور القادمة سوف أستعرض عددا من هذه المبادرات وهى:
1- مبادرة مركز مستقبلنا.
2- مبادرة مؤسسة حمزة الخطيب الخيرية.
3- مبادرة فريق فرحة سوريا.
4- مبادرة أكاديمية نجوم سوريا.
5- مبادرة فريق أنتيكا.
1- مبادرة مركز مستقبلنا
مديرة المركز هى الأستاذة بدور العريان وهى وفقا لما ذكرت رئيسة فرع سوريا للإتحاد العربى للمرأة المتخصصة، وقد جاءت إلى مصر فى عام 2012 برفقة زوجها وطفليها بعد تفاقم اﻷوضاع فى سوريا.
وعن سبب تأسيسها للمبادرة تقول “كانت البداية فى عام 2012 عندما إختارونى للتحدث فى مؤتمر لحقوق الإنسان للتحدث عن السوريين، فاضطريت إنى أدخل البيوت ورأيت الخوف فى عيون اﻷطفال الصغيرة اللى فى عمر ابنى الذى انقطع عن الكلام نتيجة الخوف، فقررت إنى لازم أعمل مبادرة تخص الطفل السورى ﻷنه هو اللى راح يشكل المجتمع اللى راح نعيش فيه بعد عودتنا لسوريا إن شاء الله”.
ومبادرة مركز مستقبلنا النفسى التعليمى تختص بتعليم اﻷطفال السوريين فى مصر، والدعم النفسى لهم، وتعزيز الإنتماء لوطنهم اﻷم سوريا، وزرع الإنسانية والطيبة والحب لدى اﻷطفال بعيدا عن أى نزاع أو طائفية.
والمبادرة تخدم 400 طفل سورى، والمركز يضم 35 سيدة عاملة به، وهو مشهر بوزارة التضامن الإجتماعى تحت غطاء مؤسسة بكره أحلى.
وللمبادرة عدة أنشطة وهى:
– قامت بعدد من المبادرات الفرعية منها (مبادرة معا نكون) والتى قامت من خلال متطوعين مصريين بمحو أمية اﻷطفال من سن 10 سنوات فيما فوق.
ومبادرة (كتابى) التى قام بها 35 شاب من طلاب الجامعات المصرية، وقاموا بتجميع الكتب التى لا يحتاجها الناس من مختلف محافظات مصر، وقامت الجمعية بعمل مكتبة من هذه الكتب لﻷطفال السوريين.
– التعاون مع اليونيسيف والهلال الأحمر وغيرها لضخ المشاريع إلى المركز.
– نظمت مسابقة أفضل كاتب قصة قصيرة واستضافت أطفال فلسطينيين ويمنيين فى سن(7-12) سنة.
– محاولة دمج اﻷطفال السوريين فى المجتمع المصرى عن طريق استضافة مدرسة حكومية مصرية.
إقرأ المزيد أ-ب تدريس
2- مبادرة مؤسسة حمزة الخطيب الخيرية
تختلف قصة أ.أحمد كسيبى مؤسس مبادرة جمعية حمزة الخطيب الخيرية عن سابقتها حيث أنه مقيم فى مصر منذ 23 سنة نظرا لعشقه لمصر، وقد بدأ حياته العملية فى مصر بتجارة العدد ولوازم الورش والمصانع.
وقد أسس أ.أحمد كسيبى مبادرة مؤسسة حمزة الخطيب الخيرية منذ عام 2011 مع حضور السوريون إلى مصر
وعن سبب تأسيسه لهذه المبادرة يقول أ.أحمد كسيبى: “بعد أن فقد اﻷبناء الآباء والبيوت والوطن فكان لابد أن أقوم بواجبى تجاه الضعيفين اﻷرملة واليتيم من أبناء بلدى”
وتوفر المبادرة الكفالة والرعاية ﻷكثر من 500 يتيم سورى متواجدين على أرض مصر مع أمهاتهم، وتقدم لهم الخدمات التالية:
– كفالات نقدية شهرية.
– مساعدات عينية متنوعة مثل ملابس العيد، لحوم اﻷضاحى، كرتونة رمضان.
– تقيم دورات تعليمية لﻷمهات السوريات فى اللغة الإنجليزية والحاسب الآلى وتعليم مهن الخياطة والكوافير وكثير من اﻷنشطة التعليمية والتأهيلية.
– تعمل على انتظام جميع اﻷطفال فى التعليم، وتنظيم الرحلات الترفيهية والتثقيفية لهم.
والمؤسسة قائمة على العمل التطوعي حيث كل العاملين فيها من المتطوعين. وباب التطوع مفتوح لكل من يرغب فى المساعدة.
إقرأ أيضا التكنولوجيا سلاح ذو حدين
3- فريق فرحة سوريا
وقد أسسها شاهر رجوب الذى حضر إلى مصر فى عام 2013 وعمل كبائع للحلوى ثم شاءت اﻷقدار أن يشترى منه أحد رجال اﻷعمال المصريين الحلوى بأضعاف ثمنها عدة مرات فتتحسن الحالة المادية لشاهر. ثم عمل كرئيس فريق بالمفوضية السامية لشئون اللاجئين مما ساعده على معرفة الكثير من السوريين الموجودين بمصر. ثم عمل منسقا إعلاميا ومديرا لﻷنشطة بإحدى المدارس السورية الموجودة بمصر.
وقد قرر شاهر رجوب تأسيس مبادرة فريق فرحة سوريا فى يناير 2014، وهى مبادرة شبابية هدفها إدخال الفرحة على قلوب السوريين الموجودين بمصر.
ويتكون الفريق من 15 فرد من المتطوعين. والمبادرة ليس لها أى كيان مؤسسى ولكن لها العديد من اﻷنشطة الثقافية والإجتماعية والفنية كالتالى:
– قامت بالدعم العينى ل 15 مشروع (خياطة، تطريز، أكل منزلى، تصوير).
– الدعاية والتسويق للمشروعات الناشئة عن طريق مبادرة فرعية اسمها (مشروعك معنا بيكبر).
– الدعم النفسى والمعنوي للسوريين بالتعاون مع منظمة بستك والمفوضية السامية لشئون اللاجئين.
– إقامة الحفلات المتنوعة فى عيد اﻷم وعيد المعلم وغيرها للتخفيف عن الأشقاء السوريين ودمجهم فى المجتمع مع إخوانهم المصريين.
– تنظيم الرحلات مع المدارس.
4- أكاديمية نجوم سوريا
مؤسسها هو الكابتن أنس الحصرى، وهو لاعب كرة قدم سابق فى سوريا. وقد أتى إلى مصر فى منتصف عام 2013 وعمل بمحل ملابس يخص عائلته.
وفكر فى إنشاء اﻷكاديمية لتكون أول أكاديمية رياضية سورية بمصر منذ 6 سنوات ولكنها أصبحت أكاديمية فعليا منذ 4 سنوات فقط.
وتتكون اﻷكاديمية من 7 مدربين وتخدم 170 لاعب من اﻷطفال فى سن (5-17) سنة بمدينة 6 أكتوبر.
وعن سبب تسمية اﻷكاديمية بهذا الإسم يقول الكابتن أنس الحصرى: “سميتها بهذا الإسم حتى يتردد اسم سوريا على ألسنة اﻷطفال الذين لم يعيشوا فى سوريا، والنجوم هى علم سوريا، نجوم ترفرف وترجع سوريا ليكونوا ستار فى وطنهم اﻷم سوريا”.
وبرغم تسمية اﻷكاديمية بهذا الإسم إلا أنها تضم مختلف الجنسيات العربية ومنها المصرية.
كغيرها من المبادرات تعانى اﻷكاديمية من ضعف الإمكانيات المادية، فكابتن أنس يحلم بأن تكون اﻷكاديمية مشهرة رسميا ولكن يحول ضعف الإمكانيات دون ذلك.
5- مبادرة فريق أنتيكا
ناصر الداية هو مؤسس مبادرة فريق أنتيكا، وهو أيقونة النضال السورى فى مصر عن طريق الفن وتحديدا المسرح الذى يعشقه ويحلم أن تصل رسالته إلى العالمية.
جاء ناصر الداية إلى مصر برفقة خاله فى أواخر عام 2012، و تعذب كثيرا على حد قوله فقد كان يعمل عدة وظائف حتى يكفى قوت يومه، وكان يحلم بالعمل فى المسرح ولكنه لم يكن يمتلك ثمن ورشة التمثيل لكى يتعلم، وجاهد كثيرا حتى عمل فى المسرح كممثل بعد سنة من وجوده فى مصر.
كانت أول مسرحية يقوم فيها بدور البطولة هى مسرحية (رجل فولاذى) أواخر عام 2013 ثم تعلم كتابة السيناريو والإخراج وعمل 7 مسرحيات من تأليفه، ثم أراد أن يعمل فى مجال التدريب على التمثيل وعن سبب ذلك يقول:
“عشان أعمل ورش تدريب ممثل مجانية واللى كان زيى ميحصلوش اللى حصلى عشان أنا إتعذبت كتير والورش المجانية قليلة لﻷسف”.
أما عن مبادرته فريق أنتيكا فقد تأسست فى أكتوبر 2015، وقد تكونت الفرقة من لا شىء على حد قول ناصر الداية، وكان شعار المبادرة (من لا شىء نصنع كل شىء).
وتضم الفرقة الآن 25 فرد، وتقدم مسرحيات شعرية غنائية تمثيلية راقصة. وتهدف إلى:
– إحياء فن المسرح من جديد.
– تسليط الضوء على قضايا المجتمع.
– تنمية المواهب المخفية.
– محاولة تغيير نظرة المجتمع لواقع الحياة إلى اﻷفضل عن طريق رسالة فنية.
– العمل على زيادة الثقة بالنفس للشباب والدعم النفسى لهم.
وتتنوع الموضوعات التى تهتم بها المبادرة مثل:
العنف ضد المرأه، العادات والتقاليد الخاطئة، كوميديا هادفة لﻷطفال، الفلكلور السورى.
وفى منتصف عام 2016 تم عرض مسرحية يوم الوطن والتى حضرها 1400 شخص، ثم انتشرت الفرقة وعرضت فى العديد من المناطق بمختلف المحافظات المصرية.
وقد واجهت المبادرة العديد من الصعوبات أهمها سفر شركاء ناصر الداية و أيضا توفير التمويل اللازم لها لكى تستمر فى عملها، ولكنها أبدا لن تتوقف إن شاء الله، وكما يقول ناصر الداية: “أنتيكا باقية وتتمدد”.
وكان العامل المشترك بين كل هذه المبادرات هو عشق سوريا الوطن اﻷم وتجهيز جيل جديد لإعمار سوريا بعد تحسن اﻷوضاع بعيدا عن أى طائفية أو تعصب، وأيضا ضعف الإمكانيات المالية والتمويل اللازم للإستمرار.
إنهم لم ييأسوا ابدا وعلى يقين من عودة سوريا أفضل مما كانت عليه، وهذا هو أملنا جميعا.
تابعونا بكل جديد
