بقلم د ميرفت مهران
المتأمل للمشهد هذه الأيام يرى كأننا في آخر الزمان فما يحدث للإنسانية في كل بقاع العالم كتاب كبير يستحق أن ننظر إليه بعمق لنرى ما فيه من صفحات أيامنا التي تعطينا دروسا قاسية نعيشها
فنحن نواجه شبحا قلب حياتنا رأسا على عقب وملأ قلوبنا بالرعب والخوف ويهدد البشرية كلها بالموت رغم أن الموت هو نهاية كل حي،لكننا نرفض وننكر هذه الحقيقة حين انقض علينا كورونا جفت حلوقنا وصرنا كمائن يصطاد بها أرواحنا.
لقد كنا في نعمة كبيرة نملك كل شيء ولايعجبنا حالنا وحين نسأل عن حياتنا يكون جوابنا(اللي بنبات فيه بنصبح فيه) ولم نكن ندرك أنها نعمة ليتها دامت لنا
فالواقع يؤكد أننا قد ألفنا النعم واعتدنا عليها ولم نكن نشكر الله ونحمده على ما نحن فيه حتى هاجمنا كورونا بكل قسوة وبدون رحمة فلا خلاص بعلاج أو مصل ينقذ الناس وادركنا بعد فوات الأوان أن النعم التي ألفناها واعتدنا عليها كانت تستحق أن نشكر الله عليها ‘ فكل يوم كنا نستيقظ من نومنا ونجدقوت يومنا ماذا كنا نريد غير ذلك ،؟
فقد ضاعت النعم وفقدنا الأمان حين كشف الله عنا غطاءه وعرى سترنا وحرمنا من رعايته وأصبحنا نهبا لكرونا ننتظر دورنا ونحاول بكل الطرق أن ننجو من مصير مجهول ومظلم فماذا فعلنا ليرفع الله عنا حمايته؟
فنحن الآن سجناء في سجن بلا نوافذ لا نرى شيئا والحياة أصبحت كذبة كبيرة لا طعم لها ولم يعد أي شيء نملكه له قيمة بل هو عاجز عن حمايتنا بل أوقن أننا تجردنا من الحياة فقد كانت الأعباء اليومية والمشكلات الحياتية مع شركائنا في الحياة وحتى المرض هم الحياة
أي نعمة كنا فيها ولم نشعر بقيمتها !!
أي تقصير كان في علاقتنا مع الله!!
لقد كنا نعيش كذبة كبيرة فالجميع متساوون مع كورونا الأمير والغفير فكلنا بلا حماية ولا سلطة
وأصبحت أيامنا كلها متشابهة ولم نعد نهتم بالوقت أو حتى العمر الذي ضاع منا بلا حساب في مشاكل وخلافات أظهر كورونا تفاهتها
حتى أحلامنا بالسفر إلى البلاد البعيدة التي تتمتع بالحرية وتوفر لشعوبها كل شيء كانت خدعة كبيرة فها هي عاجزة أن تحمي شعوبها من كورونا
وأشعر في بعض الأحيان برغبة جامحة للصراخ والبكاء معا وأشكو إلى الله عجزنا وأطلب منه أن يسدل علينا ستره وأن يعيد إلينا الحياة
التي فقدناها وأن يرحم ضعفنا ويرد الاطمئتان إلى قلوبنا ويمنح نفوسنا أمانها والتمس منه العفو والنجاة لنا جميعا ولنكن دائما مع الله شاكرين له ليكون معنا
” تأملات في قطار الحياة”
