بقلم:زينب سيد
جميعا بلا استثناء نحمل بداخلنا كل التناقضات …فأنا السلام والحرب …العابد والقديس في آن واحد قد يتعجب البعض من صراحتي،فالكثير لايحب أن يعترف بأنه أخطأ في مواقف معينه قد يكون أصدرفيها أحكاما غير المفروض أخذها خوفا من أن يؤذي مشاعر الآخرين أوحرصا منه ألاتهتز صورته أمام الناس،، كثيرا ماأحدث نفسي عندما أخلو بها حينما أنتبه لمقدار الشد والجذب الذي يعيش بداخلي ،بين مافعلته في بعض المواقف وماكان يجب أن أفعله ،وكيف تمنيت أن أعود إلي الوراء كي أصحح أخطاءا وامحو مواقف كنت فيها غير “أنا” نعم نحن متناقضون..
أصعب شئ أن يكتشف الإنسان ذاته،أنه الأكثر إتزانا وعقلا وحكمة ،لكنه يخطئ فيناقض مايؤمن به في الحياة،وربما يطلق أحكاما في موقف مايخالف ماكان ينادي به،هنا يكتشف أنه متناقض فيسأل نفسه خلسه بعد أن طال به التفكير وأمعن في قراراته السابقه….
لماذا أنا متناقض؟!!!!
سؤال من وجهه نظري البسيطة لايسأله ألا الأنقياء ممن تعودوا على تقييم أنفسهم ووضع مشنقة التوبيخ لها إذا ناقضت ماتؤمن به ،وليس كلنا يستطيع الوقوف وسط الطريق ليسأل نفسه هذا السؤال ويعيد حساباته ويقول لماذا أنا متناقض؟!!!
فالكل يناقض نفسه فهناك من يدعي المثالية وهو عكسها وهناك من يدعي الصدق،الشهامة ،والكرم ويناقضها ،حتى الإنسانية تجد من يناقضها ،والسؤال هنا كم مرة اكتشفت إنك متناقض ؟!!هل حاولت أن تواجه نفسك وتسألها ليس عيباأن تكتشف ذاتك؟ولايوجد وقت محدد ولاتقول قد فات الوقت ..قد نتصرف تصرفات عديدة ولانعرف لماذا نفعلها!!!!هناك الكثير من التناقضات في الحياه ومن أمثلتها،، الزوج الذي يتحدث عن حرية المرأة تجده لايسمح لزوجته للخروج بدونه،وهناك الأب الذي يغضب لأن ابنه الشاب مدخن ويتهمه بالإنحراف وتجده في نفس الوقت رجلا مدخنة .والذي يتحدث عن الكرم وتجده ابخل الناس حتي في عواطفه ، وكثيروكثير من التناقضات من حولنا لو أردت كتابتها لاحتجت لمجلدات……..
متأكدة أننا جميعا لدينا الكثير من التناقضات لكن لاتجعلها تصل إلى حد تزييف الحقائق ..ولاتدعي المثالية والكمال .فقد خلقت إنسانايخطئ ويصيب ويتعلم من أخطائه فمحاولة تصحيح أخطائك لن تقلل من قيمتك بل ستجعلك راضيا عن نفسك ،لعلك تدرك حينها كم ظلمت إنسانا أو كسرت بداخله شيئا صعب إصلاحه بقولك المتناقض ،فليتك تدرك كونك إنسان….
إقرأ المزيد في حضرة اﻷمنيات
