في أولمبياد طوكيو 2020، ظهر للسطح مصطلح جديد ( الصحة الذهنية ) فقد أثر بوضوح على نتائج بعض الألعاب والعديد من الأبطال لم يستطيعوا مواصلة مشوارهم الأولمبي وفضلوا الانسحاب للمحافظة على سلامتهم الذهنية، ذكرت بايلز بعد انسحابها بشأن صحتها الذهنية “لم أعد أثق بنفسي كما كنت سابقًا، لا أعرف ما إذا كان للعمر علاقة بذلك، بت أتوتر أكثر عندما أمارس الجمباز، كما أنني أشعر أني لم أعد أستمتع كالسابق”.
اقرأ ايضا سامي الزهراني : مسلسل “رشاش” في حلقتين غيرَ مفهوم الدراما السعودي
قراءة نقدية من الفنان سامي الزهراني للمسرحية السورية “حصاة الصبر “
من وجهة نظري أن هذه أحدى تداعيات مرض كوفيد_19 ( كورونا ) وهو من أثار العزلة الإجبارية التي فرضتها الجائحة على العالم، هذه العزلة التي هي من أصعب الأمور التي مر بها الإنسان في وقتنا الحاضر والتي سوف تؤثر مستقبلاً عليه نفسياً وللأسف فقد ظهر تأثيرها سريعاً في الأولمبياد 2020، تلك الحالة التي يصل إليها الانسان بعد أن يكون قد فقد الأمل في كل ما حوله وتملك اليأس من قلبه وأصبح لا يرى فائدة من العيش، لذا يلجأ إلى الوحدة اعتقادا منه أنها الحل الوحيد، فيفقد الإنسان تدريجياً الثقة في نفسه.
اقرأ المزيد ريم شرقاوي” طموحي ترك بصمة وأن أكون علامة فارقة في عالم الإعلام
كل ما أخشاه أن لا يلتفت المسرحيين العرب لهذا الأمر الا متأخراً، فمن يمارس المسرح يعتبر شخص اجتماعي بشكل كبير جداً، المسرح اجتماعي على مستوى الممارس والجمهور، على مستوى الممارس الذي تعلم من خلال علاقاته داخل المسرح الثقة بالنفس، القدرات، الأفكار، المهارات، تعزيز وسائل التواصل، العمل بروح الفريق الواحد، بناء الصداقات والعلاقات القوية، كل هذا أثر على حياة الممارس المسرحي الحياتية داخل المجتمع، فهل أثرت العزلة على ذلك، أستطيع أن أجزم أنها أثرت بشكل كبير وللأسف لا نشعر بها.
السؤال المهم هل سوف يؤثر هذا على الناتج المسرحي وهل سوف نشاهد تأثير على الصحة الذهنية على الممارس المسرحي في مختلف عناصر العرض المسرحي بؤثر بشكل ملحوظ على العرض المقدم، كما يعلم الجميع أن الممارس المسرحي على مستوى التمثيل، الإخراج، المستوى الفني، في حالة العرض المباشر يعيش تحت حالة ضغط نفسي كبير جداً، أتمنى شخصياً أن لا نرى انهيارات نفسية على خشبة المسرح أو في كواليس المسرح للعروض المسرحية العربية وأرجوا من الله السلامة والصحة للجميع .
– سامي الزهراني -السعودية
