بقلم أ / وفاء السيد أبو العزم /معلمة رياض أطفال وباحثة ماجستير .
أنت حر تفعل ما تشاء في أي وقت تشاء وبالطريقة التي تناسبك ، لكن فقط عليك أن تتذكر وأنت تفعل هذا أنك حر مالم تتسبب حريتك هذه في ضرر الآخرين ، ولتعلم يامن تنادى بالحرية أنها ليست مطلقة أو بلا حدود ، وعليك أن تعرف أن حريتك تتوقف عندما تبدأ حرية الاخرين ،
حتى إن مثلا شعبيا قديما يحدد لك امرين غاية في الأهمية المأكل والملبس، فمنحك الحق في أن تأكل ما يعجبك لكن عليك أن ترتدى من الملابس ما يعجب الناس، ورغم أن البعض انتقد هذا المثل ورآه تقييدا لحرية الفرد، إلا أن الغالبية التي أيدته ترى أنه تفسير لمعنى الحرية المسئولة ، فالأكل لا أحد يمكنه أن يفرض عليك أن تتذوق طعاما بعينه أو تأكل ذات الطعام كل يوم ، وهو شأن يخصك وبالإمكان ألا يشاركك فيه أحد ونفعه وضرره يعود عليك أنت وحدك ، أما الملبس فهو زينة يراها الناس الذين يخالطونك في المنزل والعمل والشارع ، علينا أن نتوقف أمام مفهوم حرية التعبير الذى أساء فهمه
فالحرية الشخصية تعنى أن كل إنسان من حقه أن يختار دينه أو فكره ومأكله ومشربه وأصدقاءه ومسكنه وسيارته وكل ما يخص حياته لأنه ليس في ذلك ما يجور على الأخرين أو ينتقص منهم، وأنه يعبر عن آرائه متى شاء وكيف شاء شريطة ألا تكون في تلك التعبيرات إساءة أو انتقاصا من الآخرين وحقهم في اختيار ما يخصهم ويعبر عنهم ، فمن حق أي إنسان أن يعبر عن رأيه لكن في حدود القيم الأخلاقية والأعراف المجتمعية
اقرأ ايضا الممثلة الليبية عائشة جمل مع الفنانة وفاء موصللي في “صدر الحُكم”
وطالما بقيت الآراء في هذا الإطار فلا بأس حتى وإن اختلفت أو تعارضت مع الأخرين، لأنها وببساطة ستبقى آراء لاتؤذي مشاعر أو تتحدى قيما
فالحرية ليس معناها التطاول على الآخرين وانتهاك حرماتهم والإساءة إليهم فهذه ليست بحرية ولا إبداء رأي بل جريمة يعاقب عليها القانون.
فالقانون هو الكفيل بإعطاء كل ذي حق حقه في مجال الحريات، يجب علينا أن نحترم الرأي والرأي الآخر في الحوار .. يجب علينا أن نحترم الطريق فلا يقال «أنا حر» وهناك من يسير جوارنا ويشعر أن ما أنت عليه يؤدي إلى إيذائه.
يجب علينا جميعاً أن نعي جيداً معنى الحرية، فليس معنى حرية الفرد وسيادته أن يتعدى على حريات الآخرين وأن ينتهك سيادتهم .. وليعلم الجميع أنه حر في تقرير مصيره، وليس له مطلق الحرية في تقرير مصير الآخرين .
اقرأ المزيد رهف حمزة: إذاعة الكرمة هي الرئة التي تمدني بالأوكسجين ،منها كانت انطلاقتي
د. ملاك سباعي رسالة إلى المرأة في وطني في اليوم العالمي للمرأة
